قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، إن الإيرانيين لا يخافون من الحروب العسكرية، وأنهم يواجهون اليوم حرباً اقتصادية واسعة النطاق، حسبما ذكرت وكالة “إرنا” الإيرانية.
وأضاف، في كلمة خلال مراسم تكريم الناشطين في مجال “القفزة الإنتاجية”، الاثنين، أن الأعداء يعرفون جيداً “أنهم لن يستطيعوا تركيعنا في ميدان الحروب العسكرية”، معتبراً أن “بلاده تواجه حرباً اقتصادية واسعة النطاق”، وأن حرب اليوم هي الحرب الاقتصادية، وليست حرب القنابل والصواريخ.
وتابع بيزشكيان: “يسعى الأعداء من خلال خلق مشكلات اقتصادية إلى الإضرار بنا، لكن يجب أن نتغلب عليهم في هذا المجال أيضاً”، مشيراً إلى أن إيران توجهت إلى صنع الصواريخ في إطار سياسة الردع، حتى لا يتمكن الأعداء، ومنهم إسرائيل، من قصف أي مكان في أي وقت، معتبراً أن امتلاك إيران صواريخ الردع يمنع الأعداء من شن الهجوم، وأن الصواريخ الإيرانية ليست لمهاجمة أحد أو احتلال البلدان الأخرى، وفقاً للوكالة.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لم يستسلم رغم مرور عام على الإبادة الإسرائيلية، وأن كرامة وعظمة الشعب الفلسطيني في غزة جعلتا إسرائيل غير قادرة على تركيعهم.
وتساءل بيزشكيان عن ازدواجية معايير الدول الغربية بشأن حقوق الإنسان في مختلف الدول، قائلاً: “أنتم تقتلون الأطفال والنساء والمدنيين العزل ولا تسمحون بإيصال المساعدات والخبز والماء للمدنيين، وفي الوقت نفسه تتشدقون بحقوق الإنسان؟”.
الحد من الجرائم الإسرائيلية
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ونظيره المصري بدر عبد العاطي، على ضرورة استمرار الجهود الدولية للحدّ من الجرائم الإسرائيلية في غزة ولبنان، وإرساء وقف إطلاق النار، ومنع التصعيد في المنطقة، بالإضافة إلى إرسال مساعدات عاجلة إلى المدنيين في غزة ولبنان.
جاء ذلك خلال مباحثات هاتفية جرت بين وزيري خارجية إيران ومصر، الاثنين، بشأن التطورات الراهنة في المنطقة.
وأكد عراقجي على حق طهران المشروع في الرد على أي عدوان يطال أمنها وسيادتها وسلامة أراضيها، مشيراً إلى المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي في اتخاذ إجراء عاجل ومؤثر، لإنهاء مجازر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، وحث دول العالم الإسلامي على بذل جهود مشتركة في هذا الخصوص.
وأكد الوزيران الإيراني والمصري على استمرار الاتصالات والمشاورات بين البلدين.
رد إيراني قوي
كانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، ذكرت الأحد، أن طهران أرسلت رسالة دبلوماسية “متحدية” مفادها أنها تخطط لـ”رد معقد يتضمن استخدام رؤوس حربية أقوى وأسلحة أخرى”، وفق ما نقلته عن مسؤولين إيرانيين وعرب تم اطلاعهم على خطط طهران.
وقالت الصحيفة، إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت طهران ستنفذ تهديداتها، إذ أدى الهجوم الجوي الإسرائيلي ضدها في 26 أكتوبر، إلى تدمير الدفاعات الجوية الاستراتيجية للبلاد، ما تركها مكشوفة بشكل سيئ، وزاد بشكل حاد من الأخطار التي ربما تتعرض لها في حال نفذت هذه التهديدات.
وأشارت إلى أن الرد الإسرائيلي سيعتمد على حجم وطبيعة وفعالية الضربة التي تهدد طهران بشنها، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين، لم تكشف هوياتهم، قولهم إن تل أبيب، رغم تراجعها حتى الآن عن ضرب المنشآت النفطية والنووية الإيرانية التي تشكل أهمية حاسمة لاقتصاد البلاد وأمنها، إلا أن “هذه الحسابات ربما تتغير”.