انطلقت فعاليات الدورة 17 من مهرجان طيران الإمارات للآداب 2025، وتستمر حتى الثالث من فبراير، في دبي فستيفال سيتي، بأجندة غنية تتضمن أكثر من 200 فعالية، تشمل الحوارات، وورش العمل، والعروض الثقافية.
يشارك في الحدث هذا العام، نخبة من الكتّاب والمفكرين ونجوم الفن من المنطقة والعالم، يلتقون في دبي على مدى ستة أيام،
وحول دورة هذا العام، قالت أحلام بلوكي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب، ومديرة المهرجان، “إن هذه الفعالية تحوّلت إلى مساحة لإعادة تعريف مفهوم “الحوار”، وهذا العام حرصنا على ألا نقدّم برنامجاً يعكس كافة اهتمامات الجمهور فحسب، بل يُحفّز ويشجّع الجميع على تبنّي أفكار جديدة وخلّاقة، حيث يمكن لكل صوت أن يكون جزءاً من النقاش الذي يعيد صياغة المستقبل”.
أضافت: “من الأعمال التي لاقت إعجاب النقّاد، إفطار رائدات الأعمال، وموضوعات الرفاه النفسي، والقضايا الراهنة، وصولاً للورش والأنشطة التفاعلية وبرنامج العائلة، ونأمل هذا العام أن يجد كل شخص في المهرجان ما يتناغم مع شغفه واهتماماته، في إطار المساحة المشتركة التي تجمع بين الثقافات والآراء”.
وقال بطرس بطرس، النائب التنفيذي للرئيس، والمسؤول عن الاتصال مع الجهة الراعية طيران الإمارات: “إن المهرجان يواصل استقطاب المؤلفين المؤثرين والمفكّرين والقرّاء إلى دبي، ما يعكس تنوّع المشهد الثقافي والإبداعي للمدينة، ويسعدنا أن نحتفل هذا العام بجمال القصص وسحرها من خلال هذا الحدث المميز”.
وأوضح أن طيران الإمارات “كان داعماً رئيسياً للمهرجان منذ انطلاقته، ونحن فخورون بمساهمتنا في نموه ليصبح واحداً من أبرز المهرجانات الأدبية عالمياً، مع دعم المجتمع الإبداعي المزدهر في دبي”.
وترعى هيئة الثقافة والفنون في دبي محور “بالإماراتي” لهذا العام، الذي يحتفي بالثقافة الإماراتية، ويبرز المواهب الإبداعية في الدولة، والجهود المبذولة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
وأكد الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في هيئة الثقافة والفنون في دبي، “اعتزاز الهيئة بشراكتها الاستراتيجية مع مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي يسهم عبر فعالياته في إثراء الحراك الثقافي المحلي، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار”.
وقال “إن المهرجان تحوّل إلى منصّة فاعلة لدعم أصحاب المواهب المحلية وفتح الآفاق أمامهم، وتشجيعهم على التواصل مع المفكرين والكُتّاب من حول العالم، وتبادل الخبرات معهم، والمساهمة في استشراف مستقبل القطاع الثقافي والأدبي، وتهيئة بيئة مستدامة قادرة على تحفيزهم وتعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي، وترسيخ مكانتها العالمية في قطاع الثقافة”.
المتأهلون للزمالة
وتمّ الإعلان عن المتأهلين لـ”الفصل الأول: مؤسسة الإمارات للآداب وصِدِّيقي للكُتّاب” لهذا العام، ويحظى الفائزون ببرنامج إرشادي، ويجمع بين الكتّاب العشرة المتأهلين وكتّاب عالميين، ويوفر لهم تدريباً شخصياً وورش عمل توجيهية، وفرصة للوصول إلى خبراء في صناعة النشر.
يتمّ اختيار المتأهلين من بين 100 مشارك يكتبون روايتهم الأولى باللغتين العربية أو الإنجليزية. وهذه الدورة الرابعة للزمالة، وهو البرنامج الإرشادي الوحيد في المنطقة الذي يلتزم بالمعايير العالمية للروائيين الطموحين.
المتأهلون للزمالة هم: أحلام الجحف، إيلي سالكيلد، حبيبة طاهر، هدى الواليلي، رند بيورتي، سارة مدني، شيخة الشامسي، شالاكا بارادكار، شيما كريشنا، شيلين سام.
يُعدّ المهرجان أبرز برامج مؤسسة الإمارات للآداب، ويقام بالشراكة مع الراعي الرسمي طيران الإمارات، والشريك المؤسس هيئة الثقافة والفنون في دبي.
وتشارك في دورة هذا العام، نخبة من الكُتّاب والمثقفين العالميين، أبرزهم المؤلف صاحب الكتب الأكثر مبيعاً عالمياً، أبراهام فيرجيز، والحائز على جائزة نوبل للأدب عبد الرزاق قرنح، والإعلامية الحائزة على جائزة “إيمي” هالة جوراني، والكاتب والرسام الشهير لسلسلة “مذكرات طالب”، جيف كيني، والكاتب والسيناريست متعدد المواهب دانيال هاندلر، المعروف باسم ليموني سنيكيت، مبدع كتب “سلسلة من الأحداث المأساوية”.
كما تشهد هذه الدورة مشاركة المرشّح لجائزة “بوكر”، تشيجوزي أوبيوما، والكاتب الموسوعي والرحّالة د. محمد المنسي قنديل، والروائي والباحث عبد الإله بنعرفة، والشخصية الثقافية للعام واسيني الأعرج، والكاتب والشاعر خالد البدور، والشيف الفلسطيني ومؤلف كتب الطبخ، فادي قطان.
محمد بن راشد “الأوّل”
ومن أبرز الفعاليات في المهرجان، جلسة خاصة مع الكاتب والمؤرخ جرايم ويلسون، يستعرض فيها كتابه الذي يحمل عنوان “الأول”، والذي يضم السيرة الذاتية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، حاكم دبي، إضافة إلى أمسية “أبيات من أعماق الصحراء” في مخيم “كارفان سراي”، حيث يجتمع الشعراء من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم للاحتفال بجمال القصص والشعر.
ويحتفل المهرجان بإرث الشاعر نزار قباني وعالمه الشعري، من خلال مشاهد درامية حية، كما يقدّم أمسية “الشعر والقانون” التي ستجمع نخبة من أبرز الشعراء والفنانين.
يواكب مهرجان طيران الإمارات للآداب صناعة الكتب وتجارتها، ويخصص يوماً لمناقشة جملة من الموضوعات وثيقة الصلة بقطاع النشر، إذ يمكن للكتّاب الراغبين في المشاركة اختيار ما يناسبهم من جلسات المهرجان المتعلقة بالكتابة والتحرير والترجمة وأسرار حرفة النشر، كما يعود هذا العام مسرح الفنون الحية، وبرامج عدّة مثل “ملتقى الأفكار” و”بعد النهار في ليل” وبرنامج العائلة.
ويستضيف المهرجان أكثر من عشرين من أبرز مديري الفعاليات الثقافية من حول العالم، في الاجتماع الاستثنائي للجمعية العالمية للمهرجانات الأدبية، يناقشون تأثير المهرجانات والتحديات التي تواجهها، ويقدّمون مقترحات للتعاون في مجال تنظيم المؤتمرات الأدبية.
كما أعلن المهرجان عن تعزيز شراكاته لتوسيع “برنامج الشباب” في هذه الدورة، جامعاً الشباب للعام الثاني على التوالي من مختلف أنحاء العالم لتجربة ثقافية مميزة تشمل جلسات وورش ملهمة.
ويركز البرنامج على موضوعات كالأدب، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة، مع فرص لتبادل الخبرات والثقافات والتفاعل مع المجتمع الأدبي المحلي والعربي والعالمي.