الأم النرجسية.. ما هي صفاتها وكيف يمكن التعامل معها؟
10 اغسطس 2024 – 22:55
قد يبدو غريبًا بعض الشيء عند الحديث عن نرجسية الأم، لكن في حقيقة الأمر أن هناك أمهات نرجسيات، تؤدي “نرجسيتهن” لتدمير مستقبل أطفالهن.
ويقصد بالنرجسية، الإفراط في حب الذات، والاهتمام بالمظهر الخارجي وراحة الذات وتضخيم الفرد من أهميته وقدراته، أو كما يصفها يصف قاموس كولينز بأنها “اهتمام استثنائي بالذات أو الإعجاب بها، خاصة المظهر الجسدي للذات”.
أما الأم النرجسية: فهي الأم الأنانية التي تأخذ الحب ولا تعطيه، تطلب من الأولاد أن يقدّموا لها بشكل مستمر، كالهدايا والإطراءات، وفي المقابل تلقي اللوم في فشلها على أولادها.
وعن السمات الأكثر شيوعا للأمهات النرجسيات، يرى مختصون أنها تشمل:
التمركز حول الذات: حيث يكون أغلب حديث الأم إن لم يكن كله، يتركز حول إنجازاتها المتخيلة وأفعالها العظيمة من وجهة نظرها.
العدوان اللفظي: تقرّع الأم النرجسية أبناءها حول أخطائهم الصغيرة مستخدمة ألفاظا نابية لتوبيخهم.
قلة التعاطف: لا تبدي الأم النرجسية أدنى قدر من التعاطف مع أولادها وبناتها، ولا يهمها مشكلاتهم في المدرسة أو المجتمع إلا بقدر ما يؤثر على صورتها أمام الناس.
لا تتعاطف الأم النرجسية أبداً مع أطفالها، حتى لو تعرض أحدهم لحزنٍ شديد أو موقفٍ عصيب. تكترث فقط لِما تشعر به وحدها، أما وظيفة أبنائها فهي تدليلها والانصياع التام لها، وأي مخالفة لذلك قد تكلف الطفل إساءات نفسية وبدنية يُمكنها أن تكون عنيفة.
نقص حاد في البصيرة: لا يهمها كيفية تأثير سلوكياتها على الآخرين، لأنهم غير مهمين بالنسبة إليها.
تميّز الأم النرجسية بين أبنائها بشدة، وعادةً ما تميل إلى الذكور أكثر من الإناث، وفي العموم تعامل الابن الأكثر قدرةً على تدليلها -مادياً ومعنوياً- بطريقةٍ أفضل من الآخرين، ما يجعل الجميع في حالة سباقٍ متواصل لإرضائها.
كيف تعامل الأم النرجسية طفلها؟
تختلف معاملة الأم النرجسية مع طفلها عن غيرها من الأمهات، فهي تغار منه، وتقارنه بإخوته وأقرانه بما ينتقص من قدره، وتعامله كامتداد لنفسها، وتصبح غاضبة من أي تهديد محتمل لتفوقها.
كما أنها تجعل طفلها يشعر بالذنب، وتنتهك خصوصيته، وتتوقع الامتنان الدائم والثناء المستمر من طفلها بسبب تربيتها له.
كذلك، تغيّر الأم النرجسية موضوع النقاش دائما باتجاه نفسها، وتشعر طفلها بالدونية لتشعر بتفوقها.
كيف نتعامل مع الأم النرجسية؟
يقدّم الأخصائيون عدة نصائح للتعامل مع هذا النوع من الأمهات، نضع بين يديك أهمها:
الحديث معها بهدوءٍ شديد وودّ عالٍ، من دون أي جدال. فالجدال مع الأم النرجسية غير مجدٍ، وسيزيد من عنادها ويفاقم المشكلة.
يمكن توجيه الأم النرجسية للعلاج النفسي، لا سيما حين تدخل في واحدة من نوبات الإحباط العديدة التي تنتابها بسبب الفشل والتوقعات العالية التي تنهار أمامها.
لكن عليك أن تخبرها ذلك بطريقتها المفضلة، كأن تقول لها: “أعرف أفضل طبيب نفسي، استطعتُ الوصول إليه أخيراً والحصول على موعدٍ كي يساعدك على تخطي مشاعر الحزن. فأنتِ لا تستحقين ذلك”.
كما يوجّه المختصون نصيحة أخرى، إذا تم تشخيص الأم باضطراب الشخصية النرجسية، وهي بوضع حدودٌ واضحة لهذه الأم، دون أن يُسمح لها بتجاوزها. وهذه هي النقطة الأصعب، لاسيما أن الثقافة الدينية توصينا بطاعة الوالدين، ويكون الأمر ممكنا أكثر في حين كان الأبناء بسن كبير بما يكفي، لذلك، “عليهم أن يخبروها بأنهم يتفهمون ما تشعر به وترغب فيه، لكن في الوقت نفسه هناك حدود لا يمكن أن تتخطاها”.