أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، عن مشروع “نهضة اللوفر الجديدة”، في إطار عملية تجديد وتوسعة كبيرة للمعلم الباريسي الأكثر زيارة في العالم، ستستغرق نحو 10 سنوات.
يتضمن المشروع، إنشاء مدخل جديد للمتحف بالقرب من نهر السين، وغرفة مخصّصة لتحفة ليوناردو دافنشي الأشهر “الموناليزا”، وستصل كلفة المشروع إلى 800 مليون يورو (834 مليون دولار)، بحسب القناة الفرنسية (BFM).
وقال ماكرون خلال كلمة ألقاها من منصّة بجانب “الموناليزا”: “أعتقد أن الحديث عن المدى الطويل عن الثقافة والفن، هو إحدى الرسائل التي يجب على فرنسا نقلها إلى العالم. إنها أيضاً معركة سياسية”.
وكشف النقاب عن اسم المشروع وهو “نهضة اللوفر الجديدة، الذي أعيد تصوّره، بعد ترميمه وتوسعته”.
وأعلن ماكرون عن إنشاء “مدخل كبير جديد للمتحف يقع على واجهته الشرقية، من المقرر افتتاحه عام 2031، بهدف تخفيف الازدحام عند الهرم الزجاجي الشهير، حيث يدخل الزوّار ويخرجون حالياً، وأحيانا في حرارة شديدة في فصل الصيف”.
كما أعلن عن نقل لوحة “الموناليزا” إلى مكانها الجديد، الذي يمكن الوصول إليه بشكل مستقل، وحجز التذاكر له، وستقام مسابقة معمارية بهذا الصدد.
وقال ماكرون “إن مشروع تجديد المتحف، إلى جانب جميع أعمال البناء ذات الصلة لنقطة الوصول الجديدة والمعارض، سيتم تمويله بالكامل من موارد المتحف الخاصة، ومبيعات التذاكر، والرعاية، واتفاقية ترخيص متحف اللوفر أبو ظبي، من دون إثقال كاهل دافعي الضرائب”.
وأشار إلى أن الدخول إلى المتحف “سيصبح أكثر تكلفة للزوّار من خارج الاتحاد الأوروبي بدءاً من يناير 2026”. (تكلفة التذكرة حالياً 22 يورو).
9 ملايين زائر
وكان المتحف استقبل نحو 9 ملايين زائر عام 2024، 80% منهم أجانب، وكان يستقبل 10 ملايين زائر قبل الجائحة. وقال ماكرون إن متحف اللوفر سيستقبل بعد تجديده 12 مليون زائر سنوياً.
أضاف: “يعدّ الزائرون التسعة ملايين كنزاً، لكن الظروف الحالية للتنقل والوصول والأمن، لا تسمح بأفضل تجربة ممكنة لهذه المؤسسة”.
وحظي المتحف بالاهتمام منذ أن تسرّبت رسالة إلى الصحافة بتاريخ 13 يناير، وجّهها مدير متحف اللوفر لورانس دي كار، إلى وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، تحدّد القضايا المثيرة للقلق.
ووفقاً لصحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، فإن القضايا شملت “تزايد الأعطال في الأماكن المتدهورة بشدّة، والمعدات التقنية التي عفا عليها الزمن، والتقلبات المثيرة للقلق في درجات الحرارة التي تهدّد الأعمال الفنية”.
الهرم الزجاجي الذي تم افتتاحه في عام 1989، بتكليف من الرئيس فرانسوا ميتران، وصمّمه المهندس المعماري آي إم بي، “عفا عليه الزمن من الناحية الهيكلية” بحسب شركة “دي كار”، إذ تمّ تصميمه لاستيعاب 4 ملايين زائر سنوياً.