ارتفعت حصيلة حادثة الدهس في ألمانيا، السبت، إلى 4 ضحايا بعد وفاة مصابين اثنين آخرين، فيما ألقت الشرطة القبض على المهاجم الذي صدم بسيارته مجموعة من الأشخاص في سوق لهدايا عيد الميلاد ببلدة ماجديبورج في شرق البلاد، وأصاب 86 شخصاً آخرين بجروح خطيرة، فضلاً عن 78 بجروح طفيفة.
وفي تمام الساعة 7:04 بالتوقيت المحلي لألمانيا، قاد المشتبه به سيارة من نوع BMW بسرعة فائقة لأكثر من 400 متر، داخل سوق لهدايا عيد الميلاد في ماجديبورج، وصدم بها المارة.
وأظهر مقطع مصور، منشور على مواقع التواصل الاجتماعي من موقع أعلى السوق، سيارة تسير بسرعة وسط حشد يسير بين صفين من أكشاك السوق، ويمكن رؤية المارة وهم يتساقطون على الأرض أو يهرولون مبتعدين فزعاً.
ولم يتضح الدافع وراء الهجوم، إذ ذكرت محطة “إم.دي.آر” المحلية أن المشتبه به لم يكن معروفاً لدى السلطات الألمانية باعتباره متشدداً، وفق ما نقلت “رويترز”.
وبحسب معلومات أوردتها صحيفة “بيلد” الألمانية، ألقت الشرطة القبض على مشتبه به بعد وقت قصير من الحادث الذي وقع مساء الجمعة.
والمتهم طبيب سعودي مهاجر يبلغ 50 عاماً، يدعى طالب آل عبد المحسن، ومتخصص في الطب والعلاج النفسي ومتعاطف مع أفكار حزب “البديل من أجل ألمانيا”، اليميني المتطرف، ويتمتع بإقامة دائمة في ألمانيا وكان موجوداً في البلاد منذ عام 2006.
ويقدم المشتبه به نفسه، على حسابه على منصة “إكس”، على أنه معارض سعودي، واعتاد الإعراب عن وجهات نظر معادية للإسلام ومؤيدة لليمين المتطرف وإسرائيل، وذهب إلى حد اتهام ألمانيا بأنها تريد “أسلمة أوروبا”.
وهاجم طالب الدولة الألمانية، متهماً إياها بـ”فرض الرقابة على الضحايا”، وأن الشرطة الألمانية هي “الدافع وراء انتشار الإسلاموية” في ألمانيا، واتهمها باستخدام “حيل قذرة ضد منتقدي الإسلام”، وفي إحدى منشوراته قال: “نحتاج إلى حزب البديل من أجل ألمانيا لحمايتنا”.
وفي منشور آخر قال: “إذا أرادت ألمانيا حرباً فنحن لها.. إن أرادت أن تقتلنا فسوف نذبحهم أو نموت أو ندخل السجن”، ويضيف زاعماً: “لقد استنفدنا كل الوسائل السلمية”.
وفي فيديو منشور له على “إكس”، قال إن اسمه طالب، وإنه من السعودية، وناشط أسس موقعاً إلكترونياً لمساعدة طالبي اللجوء، خاصة من منطقة الخليج.
وقال مصدر سعودي لرويترز إن المملكة حذرت السلطات الألمانية من المهاجم، الذي قال المصدر إنه نشر آراء متطرفة عبر حسابه الشخصي على موقع إكس.
إدانة سعودية
وأدانت السعودية حادث الدهس، معبرة عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن “المملكة تدين حادثة الدهس التي وقعت في سوق بمدينة ماجديبورج في ألمانيا، ونتج عنه وفاة وإصابة عدد من الأشخاص”.
وأكدت موقفها في نبذ العنف، وأعربت عن “تعاطفها وصادق تعازيها لأسر المتوفين، ولجمهورية ألمانيا حكومة وشعباً”.
وقال راينر هازلوف، رئيس وزراء ولاية سكسونيا-أنهالت، إن أحد الضحايا طفل صغير. وقال هازلوف: “إنها مأساة مروعة.. كارثة بالنسبة لمدينة ماجديبورج وللولاية ولألمانيا بشكل عام”. وأضاف أن عدد الضحايا قد يرتفع نظراً لأن إصابات بعض المصابين “بالغة”.
وتابع: “في الوضع الحالي، نتحدث عن مهاجم منفرد، وهذا يعني أنه لم يعد هناك خطر على المدينة لأننا تمكنا من القبض عليه”.
ومن المتوقع أن يزور المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي عبر عن تعاطفه مع أسر الضحايا والمصابين في منشور على موقع إكس، مكان الحادث، السبت، مع وزيرة الداخلية نانسي فيزر.
ومع انتشار أنباء الهجوم، انتقد إيلون ماسك، الملياردير المقرب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، شولتز ودعاه إلى الاستقالة.
تعازي وإدانات
وقال شولتز عبر منشور في حسابه عبر منصة “إكس”: “التقارير الواردة من ماجديبورج تشير إلى أن أمراً سيئاً على وشك الحدوث.. قلبي مع الضحايا وعائلاتهم.. نقف إلى جانبكم وإلى جانب الناس في ماجديبورج.. شكراً لعمال الإنقاذ المخلصين في هذه الساعات العصيبة”.
وإثر ذلك، قالت عمدة ماجديبورج، سيمون بوريس، إن حفل تأبين سيقام في كاتدرائية المدينة، السبت في تمام الساعة 7 مساءً (18:00 بتوقيت جرينتش)، فيما سيتم إنشاء موقع تذكاري في كنيسة القديس يوحنا، التي تقع في موقع سوق عيد الميلاد، حيث وقع الهجوم.
بدوره، قال الناطق باسم البلدة، مايكل ريف، إن المسارح والأحداث الثقافية المختلفة سيتم إلغاؤها في الأيام المقبلة، بعد الهجوم.
ردود أفعال دولية
في الإطار، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: “الولايات المتحدة مصدومة وحزينة بسبب الأخبار المأساوية من ماجديبورج.. نحن مستعدون لتقديم المساعدة مع استمرار جهود التعافي والتحقيق من قبل السلطات في هذا الحادث المروع”.
وأعربت الأمم المتحدة عن صدمتها إزاء هجوم مدينة ماجديبورج لألمانية، إذ قال ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في بيان: “لقد صدمنا بأخبار الهجوم اليوم في ماجديبورج بألمانيا”، بحسب موقع “دويتشه فيليه”.
وأضاف: “نعرب عن تعازينا لأسر الضحايا وكذلك لحكومة وشعب جمهورية ألمانيا الاتحادية.. نتمنى للمصابين الشفاء العاجل”.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه “شعر بالفزع من الهجوم الوحشي الذي وقع في ماجديبورج.. نقف مع شعب ألمانيا”.
وعلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باللغتين الفرنسية والألمانية عبر حسابه في منصة “إكس”، قائلاً: “لقد صدمت بشدة من الأهوال التي شهدها سوق عيد الميلاد في ماجديبورج في ألمانيا. تشارك فرنسا الشعب الألماني في آلامه، وتعرب له عن تضامنها العميق معه”.