تزايدت الأصوات المطالبة باستقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بعد أن أصبحت قبضته على السلطة أكثر ضعفاً، بعد أن أعلن الحزب الديمقراطي الجديد، الذي كان يدعم حكومته، سحب دعمه، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقال جاجميت سينج، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، في إعلانه عن قرار حزبه بالتخلي عن ترودو والليبراليين: “انتهى وقت هذه الحكومة”، موضحاً أن الحزب سيسعى إلى إقالته في أقرب وقت ممكن.
ويمتلك “الحزب الديمقراطي الجديد” و”الحزب المحافظ” وكتلة كيبيك (حزب سياسي اتحادي كندي) معاً، ما يكفي من الأصوات لتمرير اقتراح حجب الثقة ضد ترودو، عندما يستأنف البرلمان جلساته في أواخر يناير المقبل.
دعوات استقالة
وتزايدت الأصوات الصادرة من داخل حزب ترودو الليبرالي، بما في ذلك حلفاء قدامى، لمطالبة ترودو بالاستقالة بعد أيام من استقالة وزيرة المالية كريستيا فريلاند التي كانت على خلافات بالرأي مع مقترحات ترودو للإنفاق.
ونشر النائب عن “الحزب الليبرالي” روب أوليفانت، الذي وصف ترودو بأنه “صديق” وأشاد بسجله القيادي، الجمعة، رسالة على منصة “إكس”، حث فيها ترودو على التنحي.
وقال أوليفانت إن “الناخبين بمنطقته في تورنتو يقولون إنهم لا يستطيعون التصويت لترودو مرة أخرى”، ودعاه إلى “التخلي عن زعامة الحزب الليبرالي الكندي لزعيم جديد يُنتخب من خلال انتخابات قوية ومفتوحة”.
وفي أكتوبر، وقع ما يقرب من 20 نائباً ليبرالياً على رسالة تدعو ترودو إلى الاستقالة، وفي ذلك الوقت، قال ترودو إنه سيستمر، ولا يوجد لدى الكتلة الليبرالية آلية متاحة لدفع زعيم الحزب إلى الخروج.
بدوره، قال مسؤول كبير إن من المرجح أن يأخذ ترودو إجازة في ديسمبر الجاري للنظر بخياراته، لا سيما أن كندا ستشهد انتخابات في أكتوبر من العام المقبل، لكن يمكن أن تجرى قبل ذلك، إذا فقدت الحكومة الثقة في البرلمان أو دعا ترودو إلى انتخابات مبكرة.
ترودو: نتأهب لسياسة ترمب
وفي حديثه للصحافيين لفترة وجيزة بعد اجتماع مع حكومته التي تم تجديدها، قال ترودو إن “تركيز الحكومة ينصب على الاستعداد للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والعواقب المحتملة لسياساته التجارية”.
وأضاف ترودو: “لدينا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به”، دون الرد على أسئلة تتعلق بمستقبله السياسي، رغم تعرضه لانتقادات من الحلفاء والمعارضين على حد سواء بسبب القرارات الأخيرة.
وقالت وزيرة المالية كريستيا فريلاند إنها تركت مجلس الوزراء لأنها اعتقدت أن ترودو “لم يتخذ خطوات كافية للاستعداد لحرب تجارية محتملة مع واشنطن”، بعد أن هدد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا.
كما يلقي الناخبون باللوم على ترودو في ارتفاع التكاليف ونقص الإسكان الذي تفاقم بسبب سياسات الهجرة الأكثر تساهلاً.
وأظهرت استطلاعات الرأي العام على مدار العام ونصف العام الماضيين باستمرار أن الليبراليين يتخلفون عن حزب المحافظين بنسبة 20 نقطة مئوية، كما وجد استطلاع حديث أجرته شركة استطلاعات الرأي “أباكوس” أن عدد الكنديين الذين لديهم وجهة نظر إيجابية لترمب أكثر من ترودو.