عرض الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على الملياردير والمستثمر ستيفن فاينبرج منصب نائب وزير الدفاع، والذي يعد من أبرز الداعمين السياسيين البارزين لترمب، وفقاً لما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر مطلعة.
وأوضحت مصادر “واشنطن بوست”، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن ترمب قدم العرض لفاينبرج خلال الأيام الماضية، فيما أشار مساعدون لترمب إلى أن الاختيار ليس نهائياً حتى يتم الإعلان عنه رسمياً، بينما رفض متحدث باسم الملياردير التعليق على ما إذا كان المستثمر في الأسهم الخاصة قد قبل الترشيح المحتمل.
وقالت المتحدثة باسم الفريق الانتقالي لترمب، كارولين ليفيت، إن “ترمب اتخذ قرارات رائعة بشأن من سيخدم في إدارته الثانية بوتيرة متسارعة.. وسيتم الإعلان عن القرارات المتبقية بمجرد اتخاذها”.
ويشغل ستيفن فاينبرج منصب الرئيس التنفيذي المشارك لشركة “سيربيروس كابيتال مانجمنت”، التي استثمرت في مجال الصواريخ الفرط صوتية، وكانت تمتلك سابقاً شركة “دينكورب”، وهي شركة عسكرية خاصة. وقد استحوذت عليها شركة “أمينتوم” للصناعات الدفاعية في عام 2020.
وخلال الإدارة الأولى لترمب، ترأس فاينبرج مجلس الرئيس الاستشاري للاستخبارات، الذي يقدم للرئيس الأميركي المشورة بشأن التقييمات الاستخباراتية والتقديرات والمسائل المتعلقة بمكافحة التجسس.
ويُعتبر نائب وزير الدفاع عادة المسؤول عن إدارة العمليات اليومية للبيروقراطية الضخمة لـ”البنتاجون”، التي تضم أكثر من 3 ملايين فرد بين عسكريين وموظفين مدنيين.
وتكتسب عملية اختيار هذا المنصب أهمية إضافية وسط نقاشات في الكونجرس حول ترشيح بيت هيجسيث، المذيع السابق في قناة “فوكس نيوز”، لمنصب وزير الدفاع.
ويواجه هيجسيث تدقيقاً بشأن قدراته القيادية، حيث أُثيرت مزاعم بشأن ترويجه لثقافة متهورة من الشرب والحفلات وسوء إدارته المالية لمنظمات المحاربين القدامى التي كان منخرطاً فيها، وهي مزاعم ينفيها بشدة، بحسب “واشنطن بوست”.
فاينبرج.. بين مؤيد ومعارض
وقال مايكل أوهانلون، الخبير العسكري في معهد “بروكينجز”، إن “البنتاجون هو أحد أكبر المؤسسات في العالم، لذلك يحتاج إلى شخص يمكنه أداء دور مدير العمليات الكلاسيكي في منصب نائب الوزير. كما أن الصورة التقليدية لنائب وزير الدفاع تفترض أن الوزير لن يكون لديه الوقت أو القدرة لإدارة المؤسسة. وفي هذه الحالة، قد لا يمتلك هيجسيث أياً منهما”.
وأضاف أوهانلون أن اختيار فاينبرج قد يهدئ مخاوف المؤسسة العسكرية من أن يتجه نائب الوزير التالي كثيراً نحو وادي السيليكون، حيث نمت الشركات الناشئة المتخصصة في الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي بسرعة في سوق طالما هيمنت عليه شركات الدفاع التقليدية مثل “لوكهيد مارتن” و”بوينج”.
وذكر الخبير العسكري أن “ما تحتاجه هو شخص يتحلى بالجرأة للبحث عن أفكار جديدة ولكنه يقدّر أيضا ما يعمل، وأعتقد أن هذا هو التوجه الذهني لفاينبرج”.
وأعرب منتقدون من اليسار عن مخاوفهم من أن ترشيح ممول ملياردير لأعلى المناصب في البنتاجون قد يثير قضايا تضارب مصالح بسبب استثماراته في مجال الدفاع.
وأشار مصدر مطلع على اختيار ترمب إلى أن فاينبرج سيلتزم بدقة بالمتطلبات المتعلقة بتضارب المصالح. وأضاف: “ستيف (فاينبرج) على دراية تامة بقواعد مكتب الأخلاقيات الحكومية، وبالطبع اجتاز التقييم الكامل عندما كان في مجلس الاستخبارات الاستشاري للرئيس.. لذلك فهو يعرف تماماً ما يحتاج إلى فعله وسيكون جاهزاً للامتثال الكامل لقواعد وتوجيهات مكتب الأخلاقيات”.