قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، إن موسكو تدعم بقوة إجراءات القيادة السورية لمواجهة هجمات تشنها “جماعات إرهابية” على محافظتيْ حلب وإدلب، مشيرة إلى أن الفصائل المسلحة تتلقى دعماً من الخارج.
وأضافت زاخاروفا في مؤتمر صحافي: “التقدم الذي أحرزته الفصائل المسلحة السورية في الأيام القليلة الماضية، لم يكن ممكناً دون دعم وتحريض من الخارج… حصلت هذه الجماعات على مسيرات وتدريب من الخارج”، بحسب ما أوردته وكالة “سبوتنيك” للأنباء.
وتابعت في إشارة إلى هجوم قاده فصيل “هيئة تحرير الشام” على سوريا منذ أيام: “ندين بشدة هذا الهجوم، وفي مقدمته الإرهابيون المعترف بهم على هذا النحو من قبل مجلس الأمن الدولي. نلفت الانتباه إلى أن بينهم العديد من المقاتلين الأجانب، ومن بينهم مهاجرون من منطقة دول الاتحاد السوفييتي السابق”.
وأردفت زاخاروفا: “مع الأخذ في الاعتبار المعلومات الواردة حول تفاعل الأجهزة الخاصة النظام الأوكراني مع مقاتلي هيئة تحرير الشام، بما في ذلك نقل الطائرات دون طيار، والخبرة في استخدامها، وما إلى ذلك، هذه ليست المنطقة الأولى، وللأسف، كما نفهم، ليست المنطقة الأخيرة التي سيطبق فيها نظام كييف الإرهابي تجربته الإجرامية، قبل ذلك كانت هناك دول إفريقية، الآن نتحدث عن سوريا”.
وأكدت زاخاروفا أن المسلحين “لم يكونوا ليجرؤوا على الهجوم لولا الدعم والتحريض من قوى خارجية، قائلة: “ليس هناك شك في أنهم لم يكونوا ليقرروا مثل هذا العمل الجريء دون التحريض والدعم الكامل من القوى الخارجية التي تسعى إلى إثارة جولة جديدة من المواجهة المسلحة في سوريا، ودوامة من العنف”.
إبعاد الفصائل عن حماة
وكانت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”، قالت الأربعاء، إن الجيش أبعد فصائل بقيادة “هيئة تحرير الشام” المسلحة من التقدم في شمال غرب البلاد نحو 20 كيلومتراً عن مدينة حماة.
وذكرت الوكالة أن قوات الجيش تواصل عملياتها ضد مواقع ومحاور تحركات الفصائل المسلحة بريف حماة الشمالي، وتمكنت من “توسيع نطاق أمان المدينة بنحو 20 كيلومتراً بعد القضاء على عدد من المسلحين”، حسب زعمها.
بدورها، قالت مصادر ميدانية من قلب مدينة حماة السورية، التي تشهد معارك بين قوات الجيش والفصائل المسلحة، لـ”الشرق”، إن هناك اشتباكات في أرياف المدينة، حيث “لم تتمكن الفصائل حتى الآن من دخول مركز حماة”، على الرغم من تنفيذها “هجمات دقيقة وفعالة بالمسيّرات على المراكز الأمنية والعسكرية في حماة وريفها”.
وأوضحت المصادر أن “المعارك تدور على محورين أساسيين تنتشر فيهما وحدات من الفرقة الرابعة والفرقة 25، وكلاهما من التشكيلات النخبوية في الجيش السوري”، مضيفةً أن “الفصائل المسلحة نجحت في نقل المعركة إلى مناطق قريبة لسيطرة الحكومة، وكادت تسيطر على مقر قيادة الفرقة 25 في ريف حماة”.
وعلى مدى الأيام الماضية، شنت فصائل مسلحة في شمال غرب سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً عسكرياً سيطرت خلاله على حلب وإدلب وتواصل التقدم باتجاه مدينة حماة.