قالت مصادر ميدانية من قلب مدينة حماة السورية، التي تشهد معارك بين قوات الجيش والفصائل المسلحة، لـ”الشرق”، إن هناك اشتباكات في أرياف المدينة، حيث “لم تتمكن الفصائل حتى الآن من دخول مركز حماة”، على الرغم من تنفيذها “هجمات دقيقة وفعالة بالمسيّرات على المراكز الأمنية والعسكرية في حماة وريفها”.
وأوضحت المصادر أن “المعارك تدور على محورين أساسيين تنتشر فيهما وحدات من الفرقة الرابعة والفرقة 25، وكلاهما من التشكيلات النخبوية في الجيش السوري”، مضيفةً أن “الفصائل المسلحة نجحت في نقل المعركة إلى مناطق قريبة لسيطرة الحكومة، وكادت تسيطر على مقر قيادة الفرقة 25 في ريف حماة”.
وأشارت إلى أن “السيطرة في الريف متبدلة بسرعة على المدن والبلدات، وخسرت الحكومة عدة مدن وبلدات في الريف خلال الأيام الماضية، لكنها حافظت على مراكز ثقلها في المدن والبلدات التي طالما حسبت على المؤيدين للحكومة، مثل قمحانة والسقيلبية ومحردة”.
واقتربت الفصائل المسلحة من حماة المدينة، وهي مركز المحافظة في وسط سوريا، لتصبح على بعد 8 كيلومترات، بعد أن كانت على بعد 12 كيلومتراً ليل الاثنين، بحسب المصادر.
وقال شهود عيان، لـ”الشرق”، إن “الطيران الروسي يحلق بفعالية على مدار الساعة، والغارات والدوريات الاستطلاعية لا تهدأ”.
على الجانب الآخر، ذكرت المصادر أن “هيئة تحرير الشام تقود الهجوم مدعومة بفصائل مسلحة مكنتها من زج عشرات المقاتلين في المعركة، ويسجل غياب الفصائل المدعومة من تركيا، كالجيش الوطني، عن هذه المعركة”، وأن “هذا كان متوقعاً بحكم بعد المنطقة عن مناطق نفوذ الفصيل”، وفق وصفها.
وأوضحت المصادر أن “الجيش السوري استعاد السيطرة على عدة نقاط بمحور كفراع معرشحور شمال شرق مدينة حماة، بعد وصول التعزيزات العسكرية إلى المنطقة”.
وأشارت إلى أن “المواجهات حالياً مستمرة على محاور ريف حماة الشمالي والغربي والشرقي، ولم تتمكن الفصائل المسلحة من نقل المعركة إلى قلب المدينة، رغم كل محاولاتها للدخول”.
وذكرت المصادر أن “وحدات الجيش السوري منتشرة على أطراف المدينة وعلى اتجاهات متقدمة في نقاط دفاعية حصينة، وتعمل على استعادة عدد من المواقع والبلدات التي دخلتها الفصائل المسلحة في ريف المحافظة”.
وكان الجيش السوري نفى، في وقت سابق الثلاثاء، تقارير في وسائل إعلام بشأن دخول الفصائل المسلحة إلى منطقتي الصواعق والمزارب في مدينة حماة، ووصفها بأنها “حرب إعلامية تضليلية”.
وقال الجيش، في بيان، إن القوات المسلحة “موجودة على أطراف المدينة وعلى اتجاهات متقدمة في نقاط دفاعية حصينة، كما يتم العمل على استعادة عدد من المواقع والبلدات التي دخلتها التنظيمات المسلحة”.
وعلى مدى الأيام الماضية، شنت فصائل مسلحة في شمال غرب سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً عسكرياً سيطرت خلاله على حلب وإدلب وتواصل التقدم باتجاه مدينة حماة.