قال الناطق باسم الكرملين، الثلاثاء، إن قرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بحزمة أخرى من الأسلحة بقيمة 725 مليون دولار تظهر أن إدارة الرئيس جو بايدن، التي أوشكت ولايتها على الانتهاء، ترغب في تأجيج وإدامة الحرب.
وذكر دميتري بيسكوف أن حزم المساعدات الأميركية “لا يمكنها التأثير على الديناميكيات على الجبهة”، مشيراً إلى مواصلة “العملية العسكرية الخاصة حتى تحقيق جميع المهام”.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال في بيان الاثنين، إن المساعدات الجديدة ستشمل “صواريخ ستينجر وذخيرة لمنظومة راجمات الصواريخ الأميركية سريعة الحركة (هيمارس) وطائرات مسيرة وألغاماً أرضية”.
وتطرق بيسكوف إلى العضوية الكاملة لأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، قائلاً إنها ستكون غير مقبولة بالنسبة لروسيا، موضحاً أنها بمثابة “تهديد”، بحسب ما أوردته وكالة “ريا نوفوستي”.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “برافدا” الأوروبية، نقلاً عن وثيقة اطلعت عليها، أن وزارة الخارجية الأوكرانية نشرت في يوم بدء الاجتماع الوزاري لحلف شمال الأطلسي “الناتو” موقفاً رسمياً بشأن الضمانات الأمنية المحتملة، مشيرة إلى أن الضمانة الأمنية الحقيقية الوحيدة لأوكرانيا، فضلاً عن الردع لمزيد من العدوان الروسي ضد أوكرانيا والدول الأخرى، هي فقط العضوية الكاملة لأوكرانيا في الحلف.
وبدأ وزراء خارجية حلف “الناتو”، الثلاثاء، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، اجتماعاتهم وسط تحديات سياسية وأمنية جديدة من بينها قرب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، والصواريخ فرط الصوتية التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا.
وقال مسؤولون في الحلف في إيجاز للصحافيين الاثنين، إن الاجتماع سيركز على التحديات الأمنية الرئيسية، بما في ذلك استمرار الدعم لأوكرانيا في ظل الصراع المستمر مع روسيا، ودور “الناتو” الأوسع في التعاون الأمني العالمي.
رسالة “شولتز”
في السياق، شدد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على انفتاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الحوار مع المستشار الألماني أولاف شولتز، فيما وصف رسالته إلى بوتين بأنها “خط لمواصلة الحرب”، بحسب ما أوردته “تاس”.
وأضاف حول ما إذا كان هناك أي جدوى من الاتصالات مع شولتز بعد تصريحاته الداعمة لأوكرانيا: “بالطبع، من المنطقي أن نستمر في الاتصالات، وأن نستأنفها إنها موجودة دائماً. قال الرئيس بوتين مراراً إنه لا يزال منفتحاً على الحوار فيما يتعلق بتحقيق أهدافنا”.
في وقت سابق الاثنين، وصل شولتز إلى كييف لأول مرة منذ عامين ونصف العام في زيارة غير معلنة.
وكتب المستشار الألماني على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، أنه “سيبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بخطط برلين لتزويد أوكرانيا بأسلحة بقيمة 650 مليون يورو”.
وتعرض شولتز لانتقادات حادة بسبب المحادثة التي استمرت ساعة مع بوتين، في أول اتصال مباشر بينهما منذ ما يقارب العامين.
وجاءت المحادثة قبل 3 أشهر من الانتخابات المبكرة التي يواجه فيها المستشار الألماني الذي لا يحظى بشعبية كبيرة تحدياً قوياً من الشعبويين من اليسار واليمين الذين يطالبون باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع روسيا.
وقال منتقدون، ومنهم الرئيس الأوكراني، إن هذه المكالمة مثّلت انتهاكاً للتضامن الغربي مع بلاده من أجل مكاسب سياسية محلية، لكن شولتز قال للصحافيين: “كانت المحادثة مفصلة للغاية، لكنها ساهمت في إدراك أمر وهو أن آراء الرئيس الروسي بشأن الحرب لم تشهد تغيراً يذكر.. وهذا ليس نبأً جيداً”.
وجاءت المحادثة أيضاً وسط مؤشرات على تواتر اتصالات مع الكرملين من زعماء متحالفين مع الغرب، حتى مع تحقيق روسيا مكاسب صغيرة ولكن ثابتة في ساحة المعركة بشرق أوكرانيا.