قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن الضربة التي استهدفت إيران، فجر السبت الماضي، لم تدمر البنية التحتية العسكرية فحسب، بل ألحقت أيضاً ضرراً بسمعة المعدات الدفاعية الروسية، التي تعرضت بالفعل لضربة قوية لـ”ضعف أدائها” في أوكرانيا، وفق ما أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ووفقاً للمسؤولين، فإن معدات الدفاع الجوي الروسية الصنع في إيران “فشلت” في التصدي للصواريخ التي أطلقتها إسرائيل من 100 طائرة مقاتلة، إذ من بين خسائر إيران في الضربات، أنظمة الدفاع الجوي الروسية الثلاثة من طراز S-300.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تمتلك نظاماً صاروخياً يعد الأكثر تقدماً في العالم، ومع ذلك تمكنت إيران وحلفاؤها من اختراقه خلال الضربات المتبادلة بالصواريخ والمسيرات هذا العام.
لكن التدمير الأخير للأنظمة الروسية في إيران، يأتي في أعقاب ضربات مماثلة تعرضت لها أنظمة S-300 من قبل القوات الأوكرانية التي تقاتل روسيا، بالإضافة إلى خسائر أكثر إحراجاً لموسكو.
استهداف S-400
واستهدف نظام كييف أنظمة S-400 الأكثر تقدماً، في ضربات وقعت خلال شهريْ مايو وأغسطس الماضيين، إذ دُمرت مكونات أو مجمعات اعتراضية جوية بالكامل.
ويعتبر نظام S-400، الذي تم نشره لأول مرة في عام 2007، أكثر معدات الدفاع الجوي الروسية تطوراً، وهو ردها على منظومة “باتريوت” الأميركية. ولا يوجد درع صاروخي محصن، فقد ضربت روسيا نظام “باتريوت” واحد على الأقل في أوكرانيا.
ويستخدم النظامان الروسيان S-300 وS-400 بعض أقرب حلفاء موسكو، بما في ذلك الصين وبيلاروس، وأكبر عملائها من الأسلحة، بما في ذلك الهند وفيتنام والجزائر، لكن هذه الدول، لا تواجه بالضرورة أعداء محتملين، تعادل قدراتهم الهجومية قدرات إسرائيل.
وبهذا الصدد، قال مسؤولون هنود، إنهم “لم يروا في ضربة إسرائيل على إيران تحذيراً لهم”.
بدوره، أفاد مسؤول أمني هندي في الخدمة بـ”عدم وجود مقارنة بين S-400، وأي نظام دفاع جوي آخر في العالم”، مضيفاً: “ما تمتلكه إيران هو نسخة أدنى. لا يوجد أي قلق بالنسبة لنا إطلاقاً فيما يتعلق بتكنولوجيتها المتقدمة أو أدائها”.
وقال مسؤول أمني آخر، إن الضربة الإسرائيلية على إيران “تحظى باهتمام في الهند، ولكن فيما يتعلق بالهند، فهي لا تعتمد فقط على التكنولوجيا الروسية، لأن سلتها متنوعة”.
وتعتمد الهند على صواريخ S-400 الاعتراضية بعيدة المدى، كما تستخدم معدات تم تطويرها محلياً وبعضها تم تطويره بالتعاون مع إسرائيل للأنظمة قصيرة ومتوسطة المدى.
كما تعمل السلطات الهندية على تطوير نظام صواريخ أرض-جو بعيد المدى محلياً ومن المتوقع أن يكون له مدى مماثل لنظام S-400، وفقاً لمسؤولين أمنيين.
مبيعات الأسلحة الروسية
واستبعدت الصحيفة، أن يؤثر أداء الأنظمة الروسية بشكل فوري على الصادرات العسكرية لموسكو.
ووفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فقد انخفضت صادرات الأسلحة الروسية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، كما تراجعت مبيعات الأسلحة الخارجية لموسكو بنسبة 52% العام الماضي مقارنة بعام 2022.
وذكر تقرير صادر عن المعهد، أن انخفاض حجم الطلبات المعلقة، يشير إلى أن صادرات الأسلحة الروسية من المرجح أن تظل أقل بكثير من المستوى الذي وصلت إليه في الفترة بين عاميْ 2014 و2018، على الأقل في الأمد القريب.
وقال إيان ستوري، من معهد ISEAS-Yusof Ishak، وهو مركز أبحاث في سنغافورة: “كان غزو روسيا لأوكرانيا كارثة للعلاقات العامة لصناعة الدفاع لديها. فقد عملاء روسيا التقليديون الثقة في صناعة الدفاع ويبحثون عن موردين جدد”.
وأوضح محللون، أن أكبر عملاء روسيا لديهم عدد قليل من البدائل في الأمد القريب، لذا فمن المرجح أن يضغطوا على موسكو للحصول على تفاصيل حول الأحداث الأخيرة.
دول مستفيدة
ويرى المحللون أن المستفيدين المحتملين من مشكلات روسيا هم، كوريا الجنوبية وإسرائيل والولايات المتحدة والصين.
ومن بين العملاء الأكثر أهمية لروسيا، الهند، التي شكلت أكثر من ثلث الصادرات العسكرية الروسية بين عام 2019 والعام الماضي.
وكانت الهند من بين أكبر عملاء موسكو منذ الحرب الباردة، عندما كانت العلاقات مع الاتحاد السوفيتي وثيقة، إذ تلقت الهند ثلاثة أنظمة S-400 من أصل خمسة طلبتها.
وتتوقع القوات الجوية الهندية أن تسلم روسيا النظامين المتبقيين بحلول نهاية العام المقبل، إذ ضغطت السلطات الهندية على موسكو في عدة مناسبات لتسريع تسليم النظام، الذي يقول المسؤولون إنه “تأخر بسبب حرب أوكرانيا”.
ومع ذلك، خفضت الهند على مدى السنوات الأخيرة، مشترياتها من الأسلحة الروسية وعملت على تطوير أنظمتها الخاصة، بشكل مستقل وبالتعاون مع دول أخرى.
وانخفضت واردات الهند من المعدات العسكرية الروسية في الفترة من 2019 إلى 2023 بنسبة 34 % عن فترة السنوات الخمس السابقة، وفقاً لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام.