انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدة مرات في جلسة عامة أمام أعضاء الكنيست “البرلمان”، الاثنين، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وسياساتها تجاه إيران والحرب في قطاع غزة ،مشيراً إلى أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران، الشهر الماضي، أثر سلباً على قدراتها في مجالي الدفاع وإنتاج الصواريخ، وأصاب جزءاً من برنامجها النووي.
وقال نتنياهو خلال الجلسة التي جاءت بعد قرابة أسبوعين من فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب، إن “الولايات المتحدة لديها تحفظات، إذ اقترحت ألا ندخل غزة، كما كانت لديها تحفظات بشأن دخول مدينتي غزة وخان يونس، والأهم من ذلك هي معارضتها بشدة الدخول إلى مدينة رفح” جنوبي القطاع.
وأضاف في الجلسة التي جاءت لمناقشة مسألة المحتجزين في غزة: “الرئيس بايدن أبلغني أنه إذا دخلنا، فسنكون وحدنا. وقال كذلك إنه سيوقف شحنات الأسلحة المهمة إلينا، وهذا ما فعله. وبعد بضعة أيام، كرر (وزير الخارجية الأميركي أنتوني) بلينكن ذلك الأمر وقلت له سنقاتل”، في إشارة إلى شحنة قنابل يبلغ وزنها 2000 رطل علقتها إدارة بايدن.
وخلال الأشهر الماضية، نشبت عدة خلافات بين نتنياهو الذي احتفى بعودة ترمب إلى البيت الأبيض، وإدارة بايدن بشأن الحروب في غزة ولبنان والتي أثارت احتجاجات في جميع أنحاء العالم، وجعلت إسرائيل معزولة على نحو متزايد دولياً.
اتفاق وقف حرب لبنان
وعن مساعي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق في لبنان، اعتبر نتنياهو أن المسألة “ليست قطعة ورقة”، مضيفاً: “من أجل ضمان أمن منطقة شمال إسرائيل، يتعين علينا اتخاذ إجراءات منهجية ضد هجمات حزب الله المستقبلية”، معرباً عن سعيه لـ”منع حزب الله من بناء قوته”.
وقاطع نواب المعارضة في الكنيست عدة مرات كلمة نتنياهو، كما وضع محتجون ملصقات لوجوه المحتجزين في غزة، فيما طرد أمن الكنيست عدداً منهم، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وفي السياق، أوضح رئيس الوزراء، أنه بحث مع مساعديه وأعضاء الأجهزة الأمنية حتى الساعة الثالثة من صباح الأحد، “طرقاً جديدةً لإعادة المحتجزين إلى ديارهم”، لافتاً إلى أن “التركيز حالياً ينصب على الإضرار بقدرة حماس على حكم غزة”.
وتابع: “لقد طلبت من الجيش الإسرائيلي أن يضع خطة منظمة للقضاء على قدرة (حماس) على الحكم، عن طريق منعها من توزيع المساعدات الإنسانية. نحن نريد أن نضمن عدم نهب المساعدات الإنسانية من قبل الحركة وغيرها”.
الهجمات الإيرانية
وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي كذلك مواقف الولايات المتحدة بعد الهجمات الإيرانية المباشرة على إسرائيل قائلاً: “مرة أخرى، أبلغنا صديقنا أنه لا داعي للرد، وقلت إن الجلوس وعدم الرد أمر غير مقبول، وقمنا بالرد”.
واعتبر أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران، الشهر الماضي، أثر سلباً على قدراتها في مجالي الدفاع وإنتاج الصواريخ، وأصاب أيضاً جزءاً من برنامجها النووي.
وأضاف نتنياهو: “هذا ليس سراً. هناك عنصراً محدداً في برنامجهم النووي أصيب في هذا الهجوم”، لكنه أوضح أن “الطريق لا يزال مفتوحاً أمام إيران لتصنيع سلاح نووي”.
وخلال اجتماعه مع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، قال رئيس الوزراء، إن قدرة إسرائيل على التحرك ضد البرنامج النووي الإيراني “سيتم إعادة تقييمها” مع البيت الأبيض بمجرد تولي ترمب منصبه في يناير المقبل.
وكان مسؤولان إسرائيليان قالا لموقع “أكسيوس” الأميركي، الجمعة الماضية، إن إسرائيل ضربت مجمع “بارشين” العسكري الإيراني في أواخر أكتوبر الماضي وذلك بهدف تعقيد مهمة طهران حال سعيها لتطوير أي سلاح نووي.
ووفقاً لمعهد العلوم والأمن الدولي، فإن منشأة “طاليقان 2” الموجودة في مجمع “بارشين” العسكري، والتي تم تدميرها في الضربة، كانت تُستخدَم قبل عام 2003 لاختبار المتفجرات اللازمة لتفجير سلاح نووي.
وزعم المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون لـ”أكسيوس”، أن إيران استأنفت أبحاثها النووية الحساسة على مدى العام الماضي، لكنها لم تتخذ خطوات نحو بناء سلاح نووي فعلي.