أطلقت وزارة السياحة والآثار المصرية بالتعاون مع شركة “ميتا” العالمية، مشروع استعادة الشكل الأصلي للقطع الأثرية افتراضياً “Instagram Project Revival”، الموجودة في المتحف المصري بالتحرير، والمتحف القومي للحضارة المصرية في القاهرة.
يهدف المشروع إلى استعادة الشكل الأصلي للقطع الأثرية افتراضياً، عن طريق استخدام تقنية الواقع المعزّز، بواسطة الهواتف الذكية، من خلال مسح الباركود المثبّت أسفل كل تمثال، والانتقال إلى صفحة المتحف الرسمية عبر تطبيق إنستجرام، ليبدأ الزائر في استكشاف الشكل الأصلي للقطع الاثرية، كما كانت عليه قديماً.
ونشرت شركة “ميتا” على صفحتها الرسمية، فيديوهات توضيحية للتجربة الرقمية قائلة:” تُظهِر تجربة الواقع المعزّز في المتحفين المصريين عبر إنستجرام، الدور البارز الذي تلعبه التكنولوجيا في تعزيز قطاعي السياحة والتعليم”.
أضافت: “استمتعوا برؤية الآثار المذهلة بطريقة لم يسبق لها مثيل”.
اختبار تجربة الواقع المعزّز
البداية كانت مع المتحف المصري في التحرير، الذي يحتفل بمرور 122 عاماً على افتتاحه، وشملت تجربة الواقع المعزّز، خمسة تماثيل من الحضارة المصرية القديمة، في مختلف مراحلها التاريخية.
كما شملت تمثال رأس الملكة حتشبسوت، وتمثال “خع سخموي” في مدخل المتحف، وتمثال الملك توت عنخ أمون، والملك سنوسرت الأوّل. كما ضمّت تمثال أمون وزوجته وسيتي الأول.
وبمجرد مسح “الباركود” المثبت أسفل القطع المعروضة، وبتوجيه كاميرا الهاتف نحو التمثال عن طريق تطبيق إنستجرام، ستظهر المنحوتة مكتملة بشكل ثلاثي الأبعاد، وبمجرد تحريك الهاتف يميناً ويساراً، يمكن مشاهدة الزوايا المختلفة للتمثال.
وشرح الدكتور حسن سليم، كبير الأثريين في المتحف المصري بالتحرير، فلسفة اختيار تلك القطع، “إذ تمّ اختيار القطع التي توجد لها مراجع تاريخية، استناداً على النقوش والرسومات والمنحوتات المتواجدة في مختلف الأماكن الأثرية في مصر”.
أضاف: “تمّ استكمال تمثال رأس الملكة حتشبسوت افتراضياً، اعتماداً على تماثيلها الشهيرة الموجودة في معبدها بالدير البحري في الأقصر بصعيد مصر، وتلك الطريقة جرى اتباعها مع التماثيل الأخرى التي تمّ اختيارها”.
وأوضح أن القطع المعروضة “تفاوتت لجهة صعوبة استكمال الأجزاء المفقودة، فمثلاً، لم يستغرق تمثال “خع سخموي” الذي فقد رأسه، والموجود بالقرب من المدخل الرئيسي، وقتاً طويلأً في الترميم الافتراضي، فالتمثال فقد الجزء الأيسر من الوجه، وتمّ الاعتماد على الجزء الأيمن من ملامح الوجه لاستكماله، بينما استغرقت بعض التماثيل الموجودة في التجربة، وقتاً كبيراً لدى المصمّمين لاستكمالها افتراضياً”.
تجربة متحف الحضارة
تجربة الواقع المعزّز في المتحف القومي للحضارة المصرية، شملت 8 تماثيل من حضارات وعصور مختلفة من التاريخ المصري، واستكملت التجربة مع رأس المعبود نيسلوس، الذي يجسّد نهر النيل في الحضارة اليونانية والرومانية.
كما عرضت التجربة رسماً تخيّلياً ثلاثي الأبعاد، للعجلة الحربية الخاصة بالملك تحتمس الرابع، في مصر القديمة، وتمّ اتباع الآلية في استكمال قارب الملك امنحتب الثاني.
واستكملت التجربة “حنية باويط “من العصر القبطي، وباويط هي كلمة قبطية تعني تجمّع أو دير، أما الحنية فهي تجويف نصف دائري مُغطى بقبو نصف كروي أو شبه قبّة. وضمّت المعروضات أيضا قطع أثرية من العصر الحديث مثل مَحمَل الملك فاروق.
وكشف الدكتور سيد أبو الفضل، مدير إدارة العرض المتحفي في المتحف القومي للحضارة، عن كواليس تلك التجربة التي استغرقت عامين من الدراسة والمراجعة، بين المنفّذين التابعين لشركة “ميتا”، والأثريين المصريين، مشيراً إلى”أن الشقّ العلمي كان متروكاً بالكامل للأثريين المختصّين”.
وضمّ فريق المتحف القومي للحضارة، الذي شارك بالتجربة على مدار العامين الماضيين، ثلاثة أثريين هم: الدكتور سيد أبو الفضل، والدكتور ميسرة حسين، والدكتورة فاطمة بكار، وضم أيضاً فريقاً من مركز المعلومات في المتحف .
وأوضح “أن التجربة بدأت بالتقاط صور ثلاثية الأبعاد للقطع الأثرية التي تمّ اختيارها للتجربة، ثم عرض المختصّون المراجع الأثرية والدلائل الفنية على المنفّذين، من أجل تحرّي الدقّة في استكمال القطع الأثرية افتراضياً”.
وجرت مراجعات عدّة للأشكال التي تمّ تنفيذها، للوصول إلى الشكل الأمثل الذي كانت عليه القطع الأثرية في الماضي، وسيجري تعميم تلك التجربة في مختلف المتاحف المصرية خلال الفترة المقبلة.