التقى رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار مع رئيس جهاز المخابرات التركية إبراهيم كالين، سراً، وسط تقارير عن سعي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى إقالته.
ونقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مصادرها الخاصة أن رئيس الشاباك رونين بار زار تركيا سراً في الأيام الأخيرة والتقى رئيس جهاز المخابرات التركي، بهدف بحث إمكانية مساهمة تركيا في الدفع نحو إبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة، غير أن جهاز الشاباك رفض تأكيد هذه المعلومات.
وعلى الرغم من التوتر الذي يسود العلاقات بين القيادة التركية والحكومة الإسرائيلية، نقلت “معاريف” عن مصادر أجنبية، قولها إن رئيس الشاباك بذل جهوداً في الأيام الأخيرة من أجل إشراك الأتراك في المفاوضات مع حركة “حماس”، حيث تستضيف أنقرة العديد من كبار قادتها وتتمتع بنفوذ كبير.
وتأتي هذه التحركات في وقت أجرى نتنياهو جلسة نقاش بمشاركة كبار الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية حول مسألة الجهود المبذولة للإفراج عن الرهائن.
ووفقاً لمصادر الصحيفة، فقد أطلع رئيس الشاباك المجتمعين على نتائج زيارته إلى تركيا. وقال رؤساء الشاباك والموساد والأركان ومسؤول الجيش الإسرائيلي عن ملف المحتجزين، خلال الاجتماع، إن حركة “حماس لا توافق على التراجع عن مطلبها بإنهاء الحرب وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة”.
وأضافوا أنه إذا كانت الحكومة مهتمة بالتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن، فلا بد من إعادة النظر في موقف إسرائيل بشأن هذه المسألة.
وترى “معاريف” أن اجتماع رئيس الشاباك مع رئيس الاستخبارات التركية ربما يأتي في إطار مساعي تركيا إلى إيجاد قنوات للتقرب من الإدارة الجديدة للبيت الأبيض منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، على أمل أن يتحقق ذلك عبر الانخراط في مسار المفاوضات الخاصة بالحرب على غزة.
إقالة بار
وتأتي أنباء زيارة رئيس الشاباك إلى تركيا “سراً” وسط تقارير عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس إقالته، إذ بدأ مقربون من نتنياهو في تمهيد الطريق لهذه الخطوة، التي يبحثون عن مبرر لتنفيذها، بحسب القناة 13 الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، يدعي مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن نتنياهو “مهتم بتعيين مئير بن شبات، شريكه المقرب، الذي شغل في الماضي منصب رئيس هيئة الأمن القومي”.
وقبل أسبوعين، وبعد إقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، لم تخفف مؤسسة الدفاع من قلقها بشأن إقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار، وذلك رغم نفي مكتب نتنياهو، إذ يُعتقد أن تعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع يمثل إشارة على اقتراب إقالة هاليفي.
وشهدت الأشهر الأخيرة خلافات متصاعدة بين حين وآخر بشأن قضايا عديدة، بين نتنياهو وعدد من القيادات الأمنية، والعسكرية الإسرائيلية أبرزهم جالانت.
وتُعد استراتيجية الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة من أبرز المسائل التي يختلفان حولها، ما دفع بعض أعضاء حزب “الليكود” الذي ينتمي إليه الاثنان إلى الدعوة لفصل جالانت من منصبه.
كما تسبب حكم المحكمة العليا، في يونيو، والتي أمرت فيه وزارة الدفاع، بإنهاء إعفاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية من الخدمة في الجيش، إلى زعزعة استقرار ائتلاف نتنياهو، الذي يضم حزبين دينيين يعارضان بشدة تجنيد الشباب المتدينين في الجيش.