اعتبر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أن الضربات الإسرائيلية على المواقع العسكرية في إيران تبدو “رداً متناسباً” على هجمات طهران السابقة، مشدداً على ضرورة أن يكون هذا “نهاية تبادل إطلاق النار المباشر بين الجانبين”، مشيراً إلى أن واشنطن تتواصل مع طهران “بشكل مباشر وغير مباشر” لمنع “سوء الفهم”، على حد وصفه.
ونفى المسؤول الأميركي في تصريحات للصحافيين، عقب الضربات الإسرائيلية، مشاركة واشنطن في الهجمات، مضيفاً “الليلة، نفذت إسرائيل رداً عسكرياً مباشراً ضد إيران، حيث قامت بغارات جوية دقيقة استهدفت عدة أهداف عسكرية في أنحاء إيران وخارج المناطق المأهولة بالسكان”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة لم تكن طرفاً مشاركاً في هذه العملية العسكرية”.
وأضاف: “عمل الرئيس (جو بايدن) وفريقه للأمن القومي خلال الأسابيع الماضية مع الإسرائيليين لتشجيع تل أبيب على رد يكون مستهدفاً ومتوازناً، مع تقليل مخاطر الأضرار المدنية، ويبدو أن هذا ما تحقق بالفعل هذه المرة”.
وتابع: “ناقش الرئيس الوضع العام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) الأسبوع الماضي، وشجّعه على تصميم رد يهدف إلى ردع أي هجمات مستقبلية على إسرائيل مع تقليل مخاطر التصعيد”.
وزاد: “هذا هو هدفنا وهدف إسرائيل أيضاً، كما أعلنا هذا المساء. في حال اختارت إيران الرد، فإننا مستعدون تماماً للدفاع مرة أخرى ضد أي هجوم”.
وأعلنت إسرائيل، ضرب مواقع عسكرية إيرانية، صباح السبت، وذلك في أحدث تطور في الصراع المتصاعد بين الخصمين المدججين بالسلاح. وقالت هيئة البث الإسرائيلية “مكان” قبل فجر السبت، إن الجيش نفذ 3 موجات من الهجمات وإن “العملية انتهت”.
فيما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن عدة انفجارات وقعت على مدى ساعات في العاصمة طهران وفي قواعد عسكرية قريبة، لكن لم ترد أنباء حتى الآن عن أضرار مادية أو سقوط مصابين أو ضحايا.
جهود إنهاء الحرب
وشدد المسؤول الأميركي على ضرورة أن “يكون هذا نهاية لهذا التبادل المباشر للنيران بين إسرائيل وإيران”.
ومضى قائلاً: “أوضحت إسرائيل للعالم أن ردها قد اكتمل الآن. وبناءً عليه، سنطلب من جميع الدول ذات التأثير، الضغط على إيران لوقف هذه الهجمات ضد إسرائيل، حتى نتمكن من تجاوز هذه الحلقة المباشرة من الهجمات المتبادلة”.
وتابع: “خلال الأيام المقبلة، نحن مستعدون لقيادة جهد لتأمين نهاية الحرب في لبنان من خلال اتفاق يسمح للمدنيين على جانبي خط بلو بالعودة بأمان إلى منازلهم”.
وأردف: “نحن أيضاً مستعدون لقيادة جهد لتحقيق وقف إطلاق نار نهائي في غزة، إلى جانب عودة الرهائن، وهو أمر يجب أن يتم دون تأخير. الأطر العامة لهذه الترتيبات موجودة بالفعل”.
وأوضح المسؤول أن هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران تمثل في “ردع الهجمات المستقبلية من طهران وتقليص قدراتها على القيام بشن ضربة مماثلة”.
ووصف المسؤول، الهجمات الإسرائيلية على إيران، بأنها “عملية شاملة، دقيقة، ضد أهداف عسكرية في أنحاء إيران”، مضيفاً أنه “تم التخطيط لها بعناية فائقة على عدة مستويات”.
وأردف: “وأعتقد مرة أخرى أنها صُممت لتكون فعّالة. وسأترك للإسرائيليين تقديم المزيد من التفاصيل، نظراً لأنها كانت عمليتهم العسكرية”.
قنوات اتصال مع طهران
وأشار المسؤول الأميركي، في تصريحاته للصحافيين: “لدينا قنوات متعددة للتواصل مع إيران. ونسعى لتجنب أي سوء تواصل. إنهم يعلمون تماماً موقفنا بشأن عدة قضايا، بما في ذلك المخاطر المرتبطة بسلوكهم، خاصةً إطلاقهم لـ200 صاروخ باليستي موجهة نحو مناطق سكانية مكتظة في أكثر مدن إسرائيل اكتظاظاً”.
وأشار المسؤول إلى أن واشنطن أبلغت موقفها إلى الشركاء في المنطقة، مؤكداً “نقله عبر قنوات متعددة بشكل مباشر وغير مباشر إلى إيران”. وتابع: سمعنا نفس الرسالة من دول عديدة في المنطقة، بما في ذلك من هم على صلة وثيقة بطهران”.
وزاد: “سندعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسندعمها بالكامل في حقها في الدفاع عن النفس. إيران تدرك موقفنا بشكل واضح ولا يقبل التأويل، ونحن على يقين أنه لا يوجد سوء تواصل أو سوء فهم بين الولايات المتحدة وإيران”.
ومضى بالقول: “أما بخصوص التواصل مع الإسرائيليين، فنحن في تواصل مستمر مع الإسرائيليين على جميع المستويات، سواء من خلال القنوات العسكرية أو الاستخباراتية أو السياسية، وهذا تواصل مستمر ودائم”.
وأردف: “على مدار الليل كان مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يقوم بتقديم إحاطات للرئيس عدة مرات مع تطور الأحداث، وهذا التواصل سيستمر بلا شك خلال الأسبوع. ليس لدي أي اتصالات جديدة للعرض في الوقت الحالي”.
تعزيز دفاعات إسرائيل
وقال المسؤول الأميركي: “قمنا مؤخراً بنشر نظام الدفاع ضد الصواريخ الباليستية (ثاد) في إسرائيل، وعملنا على تعزيز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تمهيداً لرد الليلة”.
وأضاف: “لقد أثبت الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس بشكل واضح أن الولايات المتحدة ستساعد دائماً في الدفاع عن إسرائيل، وتأمين شعبها وأراضيها من إيران وجماعاتها الإرهابية التابعة”.
وتابع: “إذا اختارت إيران الرد مرة أخرى، فإننا سنكون مستعدين، وستكون هناك عواقب جديدة على إيران”.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن كان في المنطقة الأسبوع الماضي، وسيكون هناك مزيد من المشاركات هذا الأسبوع، بما في ذلك اجتماع بشأن مفاوضات غزة خلال الأيام المقبلة، مضيفاً: “حان الوقت لإتمام هذه الاتفاقات مرة واحدة وإلى الأبد”.
وتابع: “وأشير إلى أن الرئيس (بايدن) كان مطلعاً طوال الليل على المستجدات من قبل مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان هنا في البيت الأبيض. كما تحدث وزير الدفاع لويد أوستن قبل ساعات قليلة مع نظيره الإسرائيلي الوزير يوآف جالانت”.
وأردف: “وقد أصدرنا لتونا بياناً من وزارة الدفاع حول هذه المكالمة، مجددين فيه التأكيد على حق إسرائيل الكامل في الدفاع عن نفسها ضد إيران، ودعمنا لإجراءاتها الليلة، والتزامنا بمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها إذا ارتكبت إيران خطأ الرد على هذا الهجوم”.
التزام أميركي بأمن إسرائيل
وتحدث وزير الدفاع لويد أوستن، السبت، مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، لتلقي تحديثات بشأن الضربات الإسرائيلية على الأهداف العسكرية في إيران، وفق بيان أصدره المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”.
وأكد الوزير أوستن “التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها”، وفق البيان.
وشدد الوزير على تعزيز الوضع الدفاعي للقوات الأميركية بهدف حماية أفراد الولايات المتحدة وإسرائيل والشركاء في المنطقة في مواجهة التهديدات من إيران والتنظيمات الإرهابية المدعومة من إيران، كما أكد عزم الولايات المتحدة على منع أي جهة من استغلال التوترات أو توسيع نطاق الصراع في المنطقة.
بدوره، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إن “إسرائيل أعلنت أن ردها على الهجوم الإيراني في الأول من أكتوبر اكتمل”.
وأضاف: “وكما صرح الإسرائيليون، كان ردهم دفاعاً عن النفس، وتجنب المناطق المأهولة بالسكان وركز فقط على الأهداف العسكرية، على عكس الهجوم الإيراني على إسرائيل الذي استهدف المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إسرائيل”.
وأكد أن “الولايات المتحدة لم تكن مشاركة في هذه العملية. وهدفنا هو تسريع الجهود الدبلوماسية وتهدئة التوتر في منطقة الشرق الأوسط”.
وحض المتحدث إيران على “وقف هجماتها على إسرائيل حتى تنتهي هذه الدورة من القتال دون مزيد من التصعيد”.