أقامت “دار سوذبيز” العالمية، أول مزاد لها في المملكة العربية السعودية، وباعت أعمالاً فنية بقيمة 17.3 مليون دولار، مسجلة أرقاماً قياسية للفنانين العرب.
أقيم المزاد في منطقة الدرعية، وتمّ خلاله عرض 117 قطعة، بيع منها 77 واحدة، واجتذب جامعي الأعمال الفنية من 45 دولة، وتمّ شراء نحو ثلث القطع من قِبل المشترين السعوديين، وأكثر من 30 % من المشاركين تحت سن الأربعين.
شكّل المزاد اختباراً حقيقياً للسوق السعودية، وحقّق نتائج مبهرة للفنانين العرب، حيث سجّل الفنان السوري لؤي كيالي، والفنان السعودي عبد الحليم رضوي، أرقاماً قياسية جديدة، في حين تجاوزت أعمال شخصيات بارزة أخرى التقديرات المتوقّعة، مثل محمد السليم وسامية حلبي وسلوى روضة شقير.
تصدّرت عروض الفن العربي لوحة “ثم ماذا؟” (1965) لماجد كيالي، وحقّقت رقماً قياسياً بلغ 900 ألف دولار، ما يتجاوز بكثير الرقم القياسي السابق، البالغ 341080 دولاراً.
تصوّر اللوحة الحداثية مجموعة من النازحين، بينهم نساء محجبات يمسكن أطفالهن، وتنقل نظراتهم إلى الأعلى، إحساساً مؤلماً باليأس وعدم اليقين، في ظل الاضطرابات السياسية والمعاناة المشتركة المتأصلة في الذاكرة الجماعية للمنطقة.
كما حقّق الفنانون السعوديون نتائج تجاوزت التوقّعات. وبيعت لوحة “بدون عنوان” (1984)، للفنان عبد الحليم رضوي، أحد روّاد الحداثة السعودية، 264 ألف دولار، متجاوزاً التقديرات البالغة 200 ألف دولار.
في حين تمّ بيع عمل محمد السليم “اللهم أكرمهم ولا تكرم عليهم عدواً”، بمبلغ 660 ألف دولار، أي أكثر من ثلاثة أضعاف تقديراته البالغة 250 ألف دولار.
يدمج الفنان في عمله الخط العربي التجريدي مع المناظر الطبيعية الصحراوية، في حين تستحضر خطوط الأفق، تحوّل المملكة من أصولها الصحراوية إلى الحداثة.
أما لوحة الفنانة الفلسطينية سامية حلبي “الفخ الأزرق” (في محطة السكة الحديد 1977)، فبيعت بمبلغ 384 ألف دولار، أي نحو ضعف تقديراتها.
ينتمي العمل إلى فترة الطيران القطري (1974-1979)، التي استكشفت خلالها الحركة والسرعة من خلال التجريد الهندسي. يستحضر العمل أيضاً ذكريات حلبي المبكرة عن البحر الأبيض المتوسط، ويربط الحركة بالنزوح الشخصي والتاريخي.
ومن بين الأعمال البارزة كانت “الهلوسة الآلية”، للفنان التركي المقيم في لوس أنجلوس رفيق أناضول، وهو عمل إبداعي يعتمد على الذكاء الاصطناعي. إذ حقق 900 ألف دولار، ما يجعله العمل الفني الرقمي الأكثر مبيعاً في الأمسية. وأول عملية استحواذ تعتمد على تقنية بلوكتشين في المتحف.
تمّ بيع هذا العمل في الأصل بمبلغ 195000 دولار عام 2021، وزادت قيمتها منذ ذلك الحين نحو خمسة أضعاف.