أعلن رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، الخميس، رفض بلاده الخضوع للتهديدات الخارجية، مؤكداً أنها لن تنحني أمام ما وصفه بـ”البلطجة”، وذلك بعد أن تعرضت حكومته لهجوم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال الأيام الماضية، وفق “بلومبرغ”.
وأضاف رامافوزا، في خطاب حالة الأمة بمدينة كيب تاون، أن العالم يواجه صعود القومية والحمائية والسعي وراء المصالح الضيقة، وتراجع القضايا المشتركة.
وتابع: “لن نتوقف عن متابعة مسارنا في هذا العالم، نحن، كجنوب إفريقيين، شعب صامد، ولن نخضع للبلطجة”، فيما لم يذكر الرئيس الأميركي بالاسم.
وقال أيضاً: “لسنا خائفين. ولن نتراجع. نحن شعب مرن. ولن نخضع للبلطجة. وسنقف معاً كأمة موحدة، وسنتحدث بصوت واحد دفاعاً عن مصالحنا الوطنية وسيادتنا وديمقراطيتنا الدستورية”.
أميركا تقاطع قمة العشرين
وجاءت تصريحات رامافوزا بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أنه لن يحضر قمة مجموعة العشرين المقرر إقامتها في جوهانسبرج في وقت لاحق من هذا الشهر، مشيراً إلى جهود جنوب إفريقيا لمعالجة قضايا المساواة وتغير المناخ، من بين أسباب أخرى، كما اتهم ترمب، في وقت سابق من هذا الأسبوع، السُلطات في البلاد بمصادرة أراضٍ خاصة، وهدد بقطع جميع التمويلات لحين إجراء تحقيق.
وقالت “بلومبرغ” إن هذا الخلاف، أدى إلى توتر علاقات جنوب إفريقيا مع ثاني أكبر شريك تجاري لها بعد الصين، وتسبب في ضغوط على أصول الدولة في وقت يُظهر فيه اقتصادها بوادر تعافي بعد سنوات من الركود شبه التام، محذرة من أنه سيؤدي أيضاً إلى تعقيد فترة ولاية رامافوزا كرئيس دوري لمجموعة العشرين وجهوده لتشكيل نظام عالمي أكثر عدالة.
وقال رامافوزا في خطابه: “تظل الركائز الأساسية لسياستنا الخارجية هي تعزيز حقوق الإنسان والسلام والصداقة وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية العادلة مع الدول الأخرى”، وأضاف: “هذه هي المبادئ التي توجه رئاستنا لمجموعة العشرين هذا العام”.
وتابع: “لقد اعتمدت خطة تنمية متوسطة الأجل، والتي تحدد برنامجاً واضحاً وطموحاً للسنوات الخمس المقبلة، والتي ستساعد في تحقيق الأولويات الاستراتيجية للحكومة، بما في ذلك نمو الاقتصاد، وخلق فرص عمل، وتقليل معدلات الفقر ومعالجة ارتفاع تكاليف المعيشة، لأننا نريد دولة يوجد فيها عمل للجميع”.
قانون “مصادرة الأراضي”
وأمضى رامافوزا وحكومته جزءاً كبيراً من الأسبوع الماضي في الدفاع عن سمعة بلادهم وعملياتها القانونية بعد أن نشر ترمب الأحد الماضي، على منصته “تروث سوشيال”، أنه سيوقف جميع التمويل الأميركي لجنوب إفريقيا، لأنها “تصادر الأراضي وتعامل فئات معينة من الناس بشكل سيئ للغاية”، دون أن يذكر من هم. وكتب ترمب أن قيادة البلاد كانت متورطة في “انتهاك جسيم لحقوق الإنسان” تجاهلته وسائل الإعلام.
وذكرت “أسوشيتد برس” أن تعليقات ترمب كانت في إشارة إلى قانون أقرته جنوب إفريقيا الشهر الماضي، والذي يسمح للحكومة بمصادرة الأراضي من أطراف خاصة. دافع رامافوزا وحكومته عن القانون باعتباره يستهدف الأراضي غير المستخدمة أو الأراضي، التي يمكن إعادة توزيعها لصالح الصالح العام، وقالوا إن هناك حماية قانونية لمنع الاستيلاء على أي أرض بشكل تعسفي.
وقال المتحدث باسم رامافوزا إن مزاعم ترمب والانتقادات ذات الصلة لجنوب إفريقيا من قبل مستشاره إيلون ماسك، كانت “معلومات مضللة”. ولطالما انتقد ماسك، الذي غادر جنوب إفريقيا في أواخر الثمانينيات، حكومتها الحالية باعتبارها معادية للبيض وزعم أن القانون مصمم لانتزاع الأراضي من الأقلية البيضاء.