قالت نائبة مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس، الجمعة، إن “حزب الله” اللبناني “هُزم”، مشيرة إلى أنه “لا يجب أن يكون جزءاً من الحكومة اللبنانية الجديدة”، وأن “يبقى خاسراً ودون سلاح”.
جاءت تصريحات الموفدة الأميركية بعد لقائها، الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون في قصر بعبدا ببيروت.
وأضافت أورتاجوس أن “حزب الله خسر، ولا يمكن ترهيب اللبنانيين أو العالم بعد الآن”، في لهجة غير معتادة من مبعوث أميركي، منذ سنوات عن “حزب الله”.
عون: الاعتداءات الإسرائيلية يجب أن تتوقف
من جانبه، أكد عون خلال لقاء نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط أن “الاستقرار الدائم في الجنوب يرتبط بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، وتنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده، بما في ذلك مقتضيات اتفاق 27 نوفمبر الماضي. كما يُعدّ إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين جزءاً لا يتجزأ من هذا الاتفاق”، حسبما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام.
وقال إن “الاعتداءات الإسرائيلية يجب أن تتوقف، بما في ذلك قتل الأبرياء والعسكريين، وتدمير المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية وإحراقها”، مشيراً إلى أن “الجيش اللبناني جاهز للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية، على أن يُنجز الانسحاب ضمن المهلة المحددة في 18 فبراير”.
وشدد على أن “التعاون مع القوات الدولية سيستمر بشكلٍ بنّاء لتنفيذ القرار 1701، بهدف تثبيت الاستقرار من جهة، وإعادة الحياة تدريجياً إلى المناطق المحررة، التي تحتاج إلى خطة شاملة وضمان الحد الأدنى من مقومات العيش”.
وفي عملية تشكيل الحكومة، أكد الرئيس عون أن “المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة تكاد تصل إلى خواتيمها، على أن تتمتع الحكومة بالانسجام والقدرة على تحقيق تطلعات اللبنانيين وآمالهم، وفق ما ورد في خطاب القسم”.
وكانت الرئاسة اللبنانية، أفادت الجمعة، بأن أورتاجوس أكدت لعون دعم الولايات المتحدة له ولبلاده.
وأضافت الرئاسة على منصة “إكس”، أن المسؤولة الأميركية التقت عون في قصر بعبدا الجمعة، ونقلت إليه تهنئة الرئيس دونالد ترمب بتولي منصبه.
وانتخب مجلس النواب اللبناني قائد الجيش جوزاف عون رئيساً جديداً للبلاد الشهر الماضي، منهياً بذلك فراغاً رئاسياً استمر أكثر من عامين.
إدارة ترمب لا ترغب في مشاركة حزب الله بالحكومة
وكانت مصادر في الإدارة الأميركية أفادت “الشرق”، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة عبّرت عن رغبتها بعدم إشراك “حزب الله” في الحكومة اللبنانية الجديدة، مشيرةً إلى أن واشنطن “لا تختار” وزراء “دولة مستقلة وديمقراطية”.
وأعربت المصادر، عن “ثقة الإدارة الأميركية في قدرة لبنان على تشكيل حكومة جديدة”، مضيفةً: “لقد عبّرنا عن رغبتنا في عدم إشراك (حزب الله) في الحكومة الجديدة”.
وذكرت أن الولايات المتحدة “حثّت” رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام على “اختيار وزراء سجلهم خالٍ من الفساد”، و”فوق كل الشبهات”، و”يمثلون يوماً جديداً للبنان”.
“حكومة إصلاح”
وتعهد رئيس الوزراء اللبناني المكلف نواف سلام، الأربعاء، بتشكيل حكومة “إصلاح تضم كفاءات عالية”، مشدداً على أنه “لن يسمح بأن تحمل في داخلها إمكانية تعطيل عملها بأي شكل من الأشكال”، وسط تصاعد الآمال بعهد جديد يشهد الاستقرار.
وأضاف سلام عقب لقائه الرئيس جوزاف عون، أنه “يعمل على تأليف حكومة تكون على درجة عالية من الانسجام بين أعضائها، وملتزمة بمبدأ التضامن الوزاري”.
ومضى قائلاً: “لن أسمح بأن تحمل في داخلها إمكانية تعطيل عملها بأي شكل من الأشكال.. ومن أجل هذه الغاية عملت بتأني وصبر”، مشيراً إلى أنه واجه “عادات موروثة، وحسابات ضيقة، يصعب على البعض أن يتخلى عنها، أو أن يتقبل أسلوباً جديداً في مواجهتها”، مؤكداً إصراره على “التصدي لها، والالتزام بالدستور، وبالمعايير التي سبق وأعلنتها”.
وبشأن مسألة تسلم شخصيات حزبية حقائب وزارية في الحكومة، أعرب سلام عن “أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية”، وتابع: “أؤمن أنه بدون أحزاب لا تستقيم الحياة السياسية في أي بلد”.
حصة حزب الله بالحكومة
وسادت حالة من الترقب خلال الأيام الماضية، في الساحة السياسية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، خاصة بعد حسم حصة الثنائي “حزب الله” و”حركة أمل” في الحكومة عبر منحهم 5 حقائب وزارية من بينها المالية التي سيتولاها، وفقاً لمصادر “الشرق”، النائب السابق عن “حركة أمل” ياسين جابر الذي يحمل الجنسية الأميركية.
لكن رغم ذلك، بقيت عقدة حزب “القوات” اللبنانية الذي يرأسه سمير جعجع، تحول دون تشكيل حكومة سلام، لكن اتصالات حصلت خلال الساعات الأخيرة أعطت للقوات 4 وزارات وهي: الخارجية، والصناعة، والطاقة والاتصالات، بحسب المصادر.