كشف الجيش الإسرائيلي تفاصيل مداهمة قال إن نحو 100 جندي نفذوها على الأراضي السورية في سبتمبر الماضي، لتفكيك منشأة “تحت الأرض”، تمولها إيران، لتصنيع صواريخ تستخدمها جماعة “حزب الله” اللبنانية، بحسب بيان صحافي.
واعتبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني للصحافيين، في إفادة، أن المجمع الواقع بالقرب من مصياف في محافظة حماة على مقربة من ساحل البحر المتوسط كان “رائد جهود التصنيع الإيرانية في منطقتنا”، فيما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الموقع يقع على بُعد أكثر من 200 كيلومتر شمال الحدود الإسرائيلية، وقرابة 45 كيلومتراً من الساحل الغربي لسوريا.
وزعمت الصحيفة، أن الموقع الذي بنته طهران كان يقع على عُمق يتراوح بين 70-130 متراً تحت الأرض، مما جعل تدميره من الجو أمراً مستحيلاً، قبل تنفيذ المداهمة في الثامن من سبتمبر الماضي.
رصد مبكر
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل بدأت رصد المصنع منذ بدء بنائه في سفح جبل عام 2017، مضيفاً أن المنشأة العسكرية كانت تقترب من امتلاك القدرة على تصنيع صواريخ بعيدة المدى دقيقة التوجيه يصل مدى بعضها إلى 300 كيلومتر.
واعتبر شوشاني، أن “هذه القدرة كانت في طريقها للتفعيل، لذا فإننا نتحدث عن تهديد فوري”، بحسب قوله.
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعملية، قائلاً في بيان: “كانت هذه واحدة من أهم العمليات الوقائية التي نفذناها ضد مساعي المحور الإيراني للتسلح من أجل مهاجمتنا”.
مشاركة 100 جندي
وذكر شوشاني، أن المداهمة نُفذت ليلاً واستمرت لساعات، معتبراً أنها كانت “واحدة من العمليات الأكثر تعقيداً التي نفذتها القوات الإسرائيلية في السنوات الماضية”. وتابع أن العملية صاحبتها غارات جوية جرى تنفيذها بمشاركة عشرات الطائرات، ونحو 100 جندي محمولين بطائرات مروحية.
وأردف: “في نهاية المداهمة فككت القوات المنشأة بما في ذلك الآلات ومعدات التصنيع”.
ونشر الجيش لقطات تظهر جنوداً إسرائيليين يصعدون وينزلون من طائرات هليكوبتر، ويتحركون عبر ما يبدو أنه نفق مبطن بالخرسانة وموقع صناعي، ويفحصون وثائق.
وأظهرت لقطات أخرى كبار القادة في مركز التحكم أثناء العملية على ما يبدو.
وبحسب “تايمز أوف إسرائيل”، أكملت طهران أعمال حفر وبناء الموقع المستهدف عام 2021، وبدأت في جلب المعدات اللازمة لإنتاج الصواريخ بكميات كبيرة، وعلى مدى السنوات التالية، استمر تسليم المعدات، وأُجريت الاختبارات على خط الإنتاج.
وتم بناء المنشأة على شكل “حدوة حصان”، مع مدخل واحد على جانب الجبل للمواد الخام، ومخرج قريب للصواريخ الجاهزة، كما تم استخدام مدخل ثالث مجاور لهذين المدخلين للخدمات اللوجستية، والوصول إلى المكاتب داخل المنشأة.