انهارت محادثات الائتلاف الحكومي في النمسا، بعد انسحاب أحد الأحزاب الوسطية الثلاثة المشاركة من المفاوضات، ما أدى إلى تقويض التحالف لمنع صعود اليمين المتطرف، وفق صحيفة “بوليتيكو”.
وأعلنت بيتي ماينل رايزنجر زعيمة حزب “النمسا الجديدة والمنتدى الليبرالي” (NEOS)، خلال مؤتمر صحافي، الجمعة، انسحاب حزبها من المحادثات، وهو أصغر الأحزاب الثلاثة التي تأمل في تشكيل الحكومة النمساوية المقبلة.
وأشارت رايزنجر إلى “نقاط خلافية” تتعلق بالميزانية والقدرة التنافسية في المفاوضات مع “حزب الشعب النمساوي” ÖVP (يمين وسط)، بقيادة المستشار كارل نيهامر، و”الحزب الديمقراطي الاجتماعي” SPÖ (يسار وسط)، متهمة إياهم بعدم الرغبة في التفكير “ما بعد يوم الانتخابات المقبل”، ومواصلة تنفيذ “إصلاحات جوهرية”.
ورجحت “بوليتيكو” أن انهيار المحادثات، التي بدأت رسمياً في نوفمبر الماضي، يعزز موقف حزب “الحرية” (FPÖ) المناهض للهجرة والصديق لروسيا، الذي ضاعف حصته من الأصوات، وقفز إلى المركز الأول في الانتخابات الوطنية في سبتمبر، لكنه استبعد من مفاوضات تشكيل الحكومة، مع رفض جميع الأحزاب الكبرى الأخرى العمل معه.
“وحشية سياسية”
ودعا مايكل شنيدلتز الأمين العام لحزب “الحرية” النمساوي، المستشار نيهامر إلى الاستقالة بعد انهيار محادثات الائتلاف، التي وصفها بأنها “وحشية سياسية”، و”ائتلاف خاسر”.
وحتى بدون دعم حزب “النمسا الجديدة”، يمكن لحزب الشعب النمساوي، و”الحزب الديمقراطي الاجتماعي” مواصلة المفاوضات بمفردهما وتشكيل ائتلاف ثنائي، حيث يشغل الحزبان معاً 92 من أصل 183 مقعداً في مجلس النواب النمساوي، وهي تشكل أغلبية ضئيلة بفارق مقعد واحد فقط.
وفي سبتمبر الماضي، فاز حزب “الحرية” اليميني المتطرف، للمرة الأولى بمقاعد في الانتخابات العامة، ما يبرز تزايد تأييد الأحزاب اليمينية في أوروبا الذي أججته مخاوف من ارتفاع مستويات المهاجرين، والتضخم، وحرب أوكرانيا.
واستفاد اليمين المتطرف من حالة الإحباط التي يعيشها الناخبون بسبب ارتفاع التضخم، والحرب في أوكرانيا، وجائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى استغلال المخاوف بشأن الهجرة.
ويدعو حزب الحرية أيضاً إلى إنهاء العقوبات المفروضة على روسيا، كما ينتقد بشدة المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، ويريد الانسحاب من مبادرة الدرع الجوي الأوروبية، وهو مشروع دفاعي صاروخي أطلقته ألمانيا، وفقاً للوكالة.