دعا رئيس وزراء جرينلاند موتي إيجيدي، إلى الاستقلال عن الدنمارك، الدولة الاستعمارية السابقة، خلال خطابه بمناسبة العام الجديد، مما يمثل تغييراً كبيراً في الخطاب بشأن مستقبل الجزيرة القطبية الشمالية.
وقال إيجيدي: “لقد حان الوقت الآن لاتخاذ الخطوة التالية لبلدنا”. وأضاف “مثل دول أخرى في العالم، يجب أن نعمل على إزالة العقبات التي تعترضنا، والتي يمكننا وصفها بأغلال الحقبة الاستعمارية، والمضي قدماً”، حسبما نقلت “بوليتيكو”.
وجرينلاند، هي أكبر جزيرة في العالم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 60 ألف نسمة، وكانت مستعمرة دنماركية حتى أصبحت تتمتع بالحكم الذاتي مع برلمانها الخاص في عام 1979. وتظل جرينلاند إقليماً تابعاً للدنمارك، حيث تمارس كوبنهاجن السيطرة على سياستها الخارجية والدفاعية.
وتأتي الدعوة المتجددة للاستقلال، بعد أن اقترح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مرة أخرى شراء جرينلاند من الدنمارك، وهو الاقتراح الذي قدمه خلال فترة ولايته الأولى، وكرره الشهر الماضي، واصفاً استحواذ الولايات المتحدة على الأراضي القطبية الشمالية بأنه “ضرورة مطلقة”.
واعتبر إيجيدي، الذي قاد جرينلاند منذ عام 2021، وينتمي إلى حزب الشعب المؤيد للاستقلال أن علاقات الدنمارك مع جرينلاند لم تخلق “مساواة كاملة”، وأن الجزيرة تستحق أن تمثل نفسها على الساحة العالمية.
وشدد على أن “تعاوننا مع الدول الأخرى، وعلاقاتنا التجارية، لا يمكن أن يستمر من خلال الدنمارك فقط”.
“استفتاء الاستقلال قريب”
وبموجب اتفاقية عام 2009 مع الدنمارك، لا يمكن لجرينلاند إعلان الاستقلال إلا بعد “استفتاء ناجح”، والذي بدا أن إيجيدي يلمّح إلى إجرائه بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية المقبلة في الجزيرة في أبريل.
وقال في هذا الصدد: “لقد بدأ العمل بالفعل على إنشاء الإطار لجرينلاند كدولة مستقلة، ومن الضروري اتخاذ خطوات كبيرة… يجب على فترة الانتخابات الجديدة المقبلة، بالتعاون مع المواطنين، أن تخلق هذه الخطوات الجديدة”.
وفي حين تسعى القوى العالمية إلى توسيع نطاقها وبصمتها في القطب الشمالي، فإن جرينلاند الغنية بالمعادن، والتي تستضيف قاعدة عسكرية أميركية، أصبحت تكتسي أهمية بالغة، بسبب قيمتها الاستراتيجية في الأمن والتجارة.
وأثارت تصريحات ترمب بشأن ضم الجزيرة، انتقادات حادة من رئيس وزراء جرينلاند، الذي قال إن “الجزيرة ليست للبيع”. وفي عام 2019، وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن محاولة الولايات المتحدة لضم الجزيرة بأنها “سخيفة”.
وبعد ساعات من نشر ترمب لتصريحاته الأخيرة، أعلنت الدنمارك أنها ستعزز الإنفاق الدفاعي في جرينلاند بما لا يقل عن 1.3 مليار يورو، على الرغم من أن وزير الدفاع الدنماركي ترويلز لوند بولسن قال إن التوقيت كان مجرد “مفارقة القدر”.
وعلى الرغم من مواردها المعدنية الغنية، تعتمد جرينلاند على كوبنهاجن للحصول على مساعدة مالية كبيرة، حيث تتلقى إعانة سنوية تبلغ حوالي 500 مليون يورو.