استعاد الروائي حجي جابر شريط ذكرياته مع مدينة جدة التي نشأ فيها، خلال ندوة ضمن فعاليات معرض جدة للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، تحت عنوان “الأديب ما بعد الجائزة”، أدارها الأديب إبراهيم آل مضواح.
ناقشت الندوة تأثير الجوائز الأدبية على مسيرة الأدباء والكُتّاب، وعلى توجّهاتهم الإبداعية بعد الفوز.
واعتبر جابر أن “الجوائز في عالم الأدب موضوع إشكالي، له أنصاره وله بعض المعارضين، وأنا أحاول أن أقف في المنتصف، لأني لا أستطيع ذمّ شيء حصلت عليه”.
أضاف: “أعتقد أن الجوائز شيء جيد، لكن بعض الكُتّاب أصبح يكتب للجوائز، وهذا يحرف الكتابة عن أهدافها، فحين نكتب ثم نحصل على جائزة شيء، لكن حين نكتب من أجل الجائزة فهو أمر آخر، وقد نذهب بالكتابة إلى مناطق بعيدة وغير حقيقية”.
وأكد أن “الكتابة من أجل الجائزة، لا تجعل الكاتب يكتب لذاته، ورغم أن الجوائز تُعرّف الجمهور بالكاتب، وتعدّ من أشكال الاعتراف به، فإنني أؤمن بأنها يجب أن لا تكون الهدف الأسمى للكاتب”.
تحدي الذات
ورأى الأديب والروائي إبراهيم آل مضواح، “أن الجوائز لا تصنع أديباً ولا أدباً، بل هي تقدير لعطاءات الأديب، ودافع ومشجّع لتثمين جهوده، كما أنها تضيف مسؤولية كبيرة عليه، لأن الجائزة تعرّض الأديب لنظرة أدق من القرّاء، الذين ينتظرون منه أعمالاً تتجاوز ما قدّمه سابقاً، الجائزة تحمّل الأديب مسؤوليات إضافية، وتخلق لديه مخاوف من الانزلاق، وتحدّي الذات، وكلما قدّم شيئاً جديداً، يجب أن يكون أفضل من السابق”.
أضاف: “لدي تجربة شخصية في هذا السياق، حين فزت بجائزة الشارقة للرواية، وجائزة حائل، فضلاً عن جوائز عدّة في القصة القصيرة، وهذا يضع مسؤوليات وأعباء كبيرة على الأديب، لكن عليه أن يتجاوز المخاوف، ويعتني أكثر بإبداعه وأدبه”.
ولفت إلى أن “الجوائز التشجيعية في البدايات تدفع الأديب للتطوّر، أما الجوائز الكبرى التي تُمنح في نهاية المطاف، مثل جائزة نوبل، فهي تكريم لمسيرة الأديب، والغالب أنه لا يتجاوزها. مثل كثير من الأدباء العالميين الذين حصلوا على نوبل، ولم يكتبوا بعدها”.