قال مسؤولون إسرائيليون لموقع “أكسيوس” الأميركي، الثلاثاء، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ليس وشيكاً، مشيرين في الوقت نفسه إلى وجود فجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس رغم تحقيق تقدم خلال الأسبوعين الماضيين، وأن المفاوضات تتطلب قرارات سياسية من الجانبين.
وذكر مصدر مطلع على المحادثات لوكالة “رويترز”، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA بيل بيرنز سيلتقي رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، الأربعاء، في محاولة لحل النقاط العالقة بين إسرائيل و”حماس”.
وأضاف المصدر أن “الجانبين سيناقشان سبل إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين”. فيما أحجمت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عن التعليق على الاجتماع.
ويعمل الوسطاء في قطر ومصر مع طواقم فنية من “حماس” وإسرائيل لإتمام تفاصيل صفقة التبادل ووقف إطلاق النار من خلال الاتفاق على آليات التنفيذ التي سيتولى الوسطاء الدوليون الإشراف على تطبيقها.
وأوضح مسؤول أميركي لـ”أكسيوس”، أن “بريت ماكجورك، مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط موجود حالياً في الدوحة للمشاركة في المحادثات التي تضم مسؤولين قطريين ومصريين وإسرائيليين”، فيما قال مسؤولون إسرائيليون، إن وفد بلادهم الذي وصل، الاثنين، ضم ممثلين عن جهازي “الموساد” و”الشاباك” والجيش الإسرائيلي.
ولفت مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات، إلى أن “الفجوات لا تزال كبيرة. وهناك فجوات يمكن لفرق التفاوض أن تسدها، وهذا ما يحاولون القيام به الآن في قطر، وعلى أي حال، لا يزال الطريق طويلاً”.
وأشار مسؤول إسرائيلي آخر، إلى أن “التصريحات المتفائلة التي أدلى بها وزراء الحكومة مثل وزير الدفاع يسرائيل كاتس خلال الأيام الأخيرة كانت مبالغ فيها”، مضيفاً: “لا يساعد ذلك المفاوضات، ويضلل الجمهور ويخلق أوهاماً زائفة”، وذكر مسؤول إسرائيلي ثالث، أن “الاتفاق ليس قريباً”.
موقف قادة حماس
ولفت مسؤولون إسرائيليون، إلى أن “موقف قادة حماس في غزة بقيادة محمد السنوار، شقيق رئيس المكتب السياسي للحركة السابق يحيى السنوار، قد يجعل من الصعب إنهاء الصفقة في الدوحة”.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن قادة “حماس” في غزة “لا يزالون يطالبون بإنهاء الحرب (بشكل دائم)، وليس فقط هدنة، من أجل التوصل إلى أي اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين”.
ولفت مسؤول إسرائيلي، إلى أنه “يعتقد أن بعض الفجوات الكبيرة المتبقية بين الأطراف لا يمكن سدها من قبل فرق التفاوض في الدوحة، ولكن ستتطلب قرارات سياسية من القادة الإسرائيليين وقادة حركة حماس”.
وتابع: “قد نمر بأزمة أخرى خلال المحادثات حتى يتم اتخاذ القرارات اللازمة من كلا الجانبين”.
اتفاق من 3 مراحل
وكانت مصادر فلسطينية مطلعة على المفاوضات بين إسرائيل “حماس” كشفت لـ”الشرق”، في وقت سابق الثلاثاء، أن المحادثات الجارية بشأن التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة وصلت إلى مرحلة متقدمة و”شبه نهائية”، خصوصاً التي تجري في الدوحة.
وبحسب المصادر، اتفق الجانبان على تنفيذ الاتفاق على 3 مراحل، تبدأ بمرحلة أطلق عليها “الإنسانية”، وتتضمن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، والإفراج عن كل الأسيرات الإسرائيليات، بمن فيهم المجندات، والمدنيين الإسرائيليين، أحياء أو قتلى.
وينتهي الاتفاق بوقف شامل ودائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي كلياً من قطاع غزة، بما في ذلك من محوري فيلادلفيا ونتساريم و6 نقاط سيحتفظ بها الجيش خلال المرحلتين الأولى والثانية، لتبدأ بعد ذلك عملية الإعمار.
وتقول المصادر، إن صفقة لتبادل الأسرى ستتم على مرحلتين، بينما يتضمن الاتفاق المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة 3 مراحل.