قال مصدران مطلعان لوكالة “رويترز”، الثلاثاء، إن مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لأوكرانيا سيتوجه إلى كييف وعدد من العواصم الأوروبية، في أوائل يناير المقبل في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة القادمة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا سريعاً.
وقال المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن اللفتنانت جنرال المتقاعد كيث كيلوج الذي سيشغل منصب المبعوث الخاص لترمب إلى أوكرانيا وروسيا، “لا يعتزم زيارة موسكو في هذه الرحلة”.
لكن “بلومبرغ” قالت، إن كيلوج سيكون “منفتحاً” لعقد اجتماعات في موسكو إذا تمت دعوته، معتبرةً أن هذه الخطوة المحتمل أن تكون بعد تنصيب ترمب المقرر في 20 يناير المقبل “غير عادية” لمسؤول من الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات واسعة على روسيا منذ غزوها أوكرانيا عام 2022.
وأشار المصدران لـ”رويترز”، إلى أن المبعوث سيزور كبار القادة في كييف، وسيعمل فريقه على ترتيب اجتماعات مع زعماء في عواصم أوروبية أخرى، مثل روما وباريس. وحذر أحد المصدرين من أن “التخطيط للرحلة الرحلة لم يكتمل بعد وقد يتغير مسارها”.
وتوقع المصدران، أن تركز الاجتماعات على “تقصي الحقائق” لصالح إدارة ترمب المقبلة، وليس على مفاوضات نشطة.
خطة كيلوج
وتوضح الرحلة المزمعة مدى أولوية إنهاء الحرب في أوكرانيا لدى الرئيس الأميركي المنتخب الذي وعد بإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه منصبه، إن لم يكن قبل ذلك.
وعبّر مسؤولون سابقون في المخابرات والأمن القومي عن شكوكهم في إمكانية تحقيق هذا، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد لا يكون لديه سبب وجيه للجلوس إلى طاولة المفاوضات، على الأقل بشروط مقبولة لدى كييف.
ووفقاً لـ”رويترز”، كان حلفاء ترمب ومستشاروه قد “أيدوا أو حددوا” عدة خطط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، من شأنها أن تؤدي لـ”تنازل” أوكرانيا عن أجزاء كبيرة أراضيها لصالح روسيا خلال المستقبل المنظور.
وسبق أن قدم كيلوج (80 عاماً)، المستشار السابق للأمن القومي الأميركي، في وقت سابق من العام الجاري، مقترحاً يتضمن وقفاً لإطلاق النار في أوكرانيا وتجميداً للخطوط الأمامية، مع التركيز على مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا.
ويرى مبعوث ترمب، أنه لإقناع بوتين بالانضمام إلى محادثات السلام، يجب على واشنطن ودول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، أن يعرضوا تأجيل فكرة عضوية أوكرانيا في التحالف لفترة طويلة مقابل اتفاق سلام شامل يمكن التحقق منه مع ضمانات أمنية.
لكنه كيلوج أشار، إلى أن مقترحه “كان نقطة بداية، وأن إدارة ترمب القادمة لا تزال تعمل على الخطة النهائية”.
قوات حفظ سلام أجنبية
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق الثلاثاء، إن فكرة نشر قوات حفظ سلام أجنبية في أوكرانيا قد تطرح في اجتماع لزعماء أوروبيين ببروكسل، الأربعاء.
وسيضم الاجتماع الذي سيناقش الدعم لأوكرانيا، بعد مرور ما يقرب من 3 سنوات على الغزو الروسي الشامل، زعماء ألمانيا وفرنسا وبولندا وحلف شمال الأطلسي إلى جانب دول أخرى، بحسب ما نقلته “رويترز” عن مصادر.
وطرح الرئيس الأوكراني علناً في اجتماع مع سياسي ألماني في التاسع من ديسمبر الجاري، فكرة نشر قوات أجنبية إلى أن تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى حلف “الناتو”.
وأثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه الفكرة لأول مرة في فبراير الماضي، لكن لم يتم التوصل إلى إجماع بين الزعماء الأوروبيين على هذه المسألة.
وفي رده على أسئلة الصحافيين عن احتمال مناقشة الفكرة في بروكسل، قال زيلينسكي، إن “كل من سيحضر الاجتماع له الحق في إثارة هذه القضية أو تلك”.
وأضاف في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في لفيف: “لن تكون هناك أسئلة عن القوات (الأجنبية) فحسب، بل أيضاً أسئلة ستطرحها أوكرانيا”.
وذكر زيلينسكي، أن التعزيز العاجل لقوة أوكرانيا سيكون الموضوع الرئيسي للنقاش، مشيراً إلى قدرات الدفاع بعيدة المدى، واستثمارات الحلفاء في إنتاج الأسلحة الأوكرانية وضمانات الأمن من بين قضايا أخرى.
من جهته، أكد توسك، أن بولندا “لا تفكر في إرسال قوات”، لكنه قال إن بلاده، وهي واحدة من أقوى المؤيدين لأوكرانيا، ستبذل كل ما في وسعها لجعل عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي “احتمالاً حقيقياً”.
وتابع: “يتعين علينا جميعاً التركيز على ضمان عدم إجراء أي محادثات لوقف إطلاق النار من موقف قوة في الجانب الروسي، ما يعني أن أوكرانيا يمكن أن تكون واثقة من الدعم الكامل من كل البلدان المشاركة في مساعدتها”.