تدخل انتخابات رئاسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الولايات المتحدة يومها الأخير، الاثنين، مع سعي حملتي المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس لحشد المؤيدين للمشاركة في العملية الانتخابية في منافسة يصورها كل منهما على أنها لحظة وجودية للأمة.
وسيتضمن اليوم الأخير من حملة ترمب، الاثنين، توقفاً في 3 من الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحدد الفائز.
وزار ترمب رالي عاصمة ولاية نورث كارولاينا، في وقت سابق الاثنين، كما سيزور وريدينج وبيتسبرج في بنسلفانيا، وجراند رابيدز بولاية ميشيجان، ثم يعتزم العودة إلى بالم بيتش بولاية فلوريدا للتصويت، وانتظار نتائج الانتخابات.
وقال ترمب في كلمة له خلال زيارته رالي بنورث كارولاينا: “غداً، عليك أن تقف وتقول لكامالا إنك قد سئمت، ولا يمكنك تحمل المزيد، كما ستقول لها إن عملها كان فظيعاً، وأنها غير كفؤة” لتولي المنصب، مضيفاً: “كامالا، أنت مطرودة، اخرجي من هنا”.
من جهته، زار المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس مدينة لاكروس بولاية ويسكونسن، كما سيزور فلينت بولاية ميشيجان وذلك للحديث عن الاقتصاد والتضخم.
أما في أتلانتا بولاية جورجيا سيتحدث فانس عن مسألة حجم نفقات الأسرة، كما سيختتم يومه بتجمع انتخابي في نيوتاون بولاية بنسلفانيا.
“رئيسة لكل الأميركيين”
وفي المقابل، تعتزم هاريس قضاء اليوم الأخير من الحملة الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، حيث بدأت يومها في ألينتاون، إحدى أكثر مناطق الولاية تنافسية، قبل التوجه إلى بيتسبرج وفيلادلفيا.
وتعهدت هاريس في مقطع فيديو نشرته على منصة “إكس”، بأن تكون “رئيسة لكل الأميركيين”، وقالت: “غداً نختار.. لن أتوقف أبداً عن الكفاح من أجل أسر الطبقات العاملة والمتوسطة”.
وخلال لقاء مسجل مع إذاعة Univision تحدثت هاريس عن خططها لبناء ما أسمته “اقتصاد الفرص”، كما قدمت مقترحات اقتصادية محددة.
وقالت عبر برنامج إذاعي وتُرجم حديثها إلى اللغة الإسبانية، إن رؤيتها تقوم على “فهم أن الجميع لديهم طموح ومهارات، لكن ليس لديهم دائماً القدرة على الوصول إلى الموارد لتحقيق أهدافهم وأحلامهم”.
وبدأ المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز بالقاء كلمة في ولاية مينيسوتا، وسيزور بعد ذلك لاكروس بولاية ويسكونسن، ثم ميلووكي والتي ستشهد حفلاً موسيقياً للمغني إريك بينيت، وسيقيم والز آخر تجمع انتخابي له قبل الانتخابات في ديترويت، بحسب شبكة CNN.
ووفقاً لمحللي الانتخابات الأميركية غير الحزبيين، فإن هاريس تحتاج إلى الفوز بنحو 45 صوتاً من المجمع الانتخابي في الولايات السبع المتأرجحة للوصول للبيت الأبيض، في حين سيحتاج ترمب إلى حوالي 51 صوتاً، عند احتساب الولايات التي من المتوقع أن يفوزوا بها بسهولة، وفقاً لوكالة “ريوترز”.
ضبابية المشهد
وحتى بعد حالة الضبابية الهائلة للأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية، فإن الناخبين منقسمين إلى نصفين، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات السبع المتأرجحة التي من المتوقع أن تحدد الساكن الجديد للبيت الأبيض. وتقارب المنافسة يعني أن الأمر قد يستغرق أياماً لمعرفة من الفائز.
وأدلى أكثر من 77 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل في التصويت المبكر، لكن الساعات المقبلة ستحدد ما إذا كانت حملة هاريس أو ترمب صاحبة الأداء الأفضل في حث المؤيدين على التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
حطم الناخبون، من الديمقراطيين والجمهوريين، أرقاماً قياسية عمرها قرن من الزمان في آخر انتخاباتين للرئاسة، ما يشير إلى الحماس الذي يثيره ترمب في تحرك الحزبين.
وفي الساعات الأخيرة من هذه الحملة، يغمر كلا الجانبين مواقع التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون والإذاعة بجولة أخيرة من الدعاية، ويتسابقان للوصول إلى الناخبين في منازلهم وإجراء المكالمات.
يعتقد فريق حملة هاريس أن تكثيف الجهود لحشد الناخبين سيحدث فرقاً، ويقول إن متطوعيه طرقوا مئات الآلاف من الأبواب في كل من الولايات المتأرجحة هذا الأسبوع لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لهاريس.
تقول الحملة إن بياناتها الداخلية تظهر أن الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم سيصوتون لهاريس وبصفة خاصة النساء في الولايات المتأرجحة، وإنهم يرون زيادة في التصويت المبكر بين العناصر الأساسية من ائتلافهم بما يشمل الناخبين الشبان والملونين.
وفي المقابل، لدى حملة ترمب عملية خاصة بها لحشد الأصوات، لكنها أوكلت فعلياً معظم العمل إلى مجموعة العمل السياسي الداعمة للرئيس السابق والتي يمكنها جمع وإنفاق مبالغ غير محدودة من المال.
وركزت الحملة بشكل أكبر على الاتصال بالناخبين الذين لا يذهبون غالباً إلى صناديق الاقتراع، بدلاً من مناشدة الذين يمكنهم التحول إلى أي من الجانبين. والكثيرون في هذه الفئة من أنصار ترمب، لكنهم ليسوا ناخبين يمكن الاعتماد عليهم عادة.
ويقول الرئيس السابق وفريقه إنهم، بعد انتقاء الناخبين الذين يريدون الاتصال بهم، يرسلون مندوبين إلى الأماكن التي تحدث فرقاً، ويتخذون خيارات ذكية في الإنفاق.
“تهم احتيال كاذبة”
أمضى ترمب وحلفاؤه، الذين يقولون دون دليل إن هزيمته عام 2020 كانت نتيجة تزوير، شهوراً في وضع الأساس للطعن على النتيجة مرة أخرى في حالة خسارته.
وتعهد المرشح الجمهوري بـ”الانتقام”، وتحدث عن مقاضاة منافسيه السياسيين، ووصف الديمقراطيين بأنهم “العدو في الداخل”.
واشتكى ترمب، الأحد، من وجود فجوات في الزجاج الواقي من الرصاص المحيط به خلال حديثه بمؤتمر انتخابي، وقال مازحاً إنه “يتعين على القاتل إطلاق النار على مندوبي وسائل الإعلام للوصول إليه”، مضيفاً: “لا أمانع ذلك كثيراً”.
ووصفت هاريس ترمب بأنه “خطر على الديمقراطية”، لكنها بدت متفائلة في أثناء تواجدها في كنيسة ديترويت، الأحد.
وقالت هاريس: “خلال جولاتي، أرى أميركيين، من ما يسمى بالولايات الحمراء إلى ما يسمى بالولايات الزرقاء، على استعداد لجعل قوس التاريخ ينحني نحو العدالة”.
وأضافت: “الشيء العظيم في العيش في ظل الديمقراطية، ما دمنا قادرين على التمسك بها، هو أننا نمتلك القوة، كل واحد منا، للإجابة عن هذا السؤال”.