قال مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة الجمعة، إن قوات إسرائيلية اقتحمت المستشفى الليلة الماضية، وطردت بعض الموظفين والنازحين ثم انسحبت، وإن الجثث تناثرت في الشوارع المحيطة جراء غارات جوية.
وقال مدير المستشفى حسام أبو صفية عبر أحد تطبيقات المراسلة “في البداية، كانت هناك سلسلة من الغارات الجوية على الجانبين الشمالي والغربي من المستشفى، مصحوبة بنيران كثيفة ومباشرة”.
وأضاف “ثم فوجئنا بدخول شخصين إلى المستشفى حاملين مكبر صوت أمراني بإخلاء جميع المرضى والنازحين وأفراد الطاقم الطبي، وإجلاء الجميع إلى ساحة المستشفى وإخراجهم بالقوة إلى نقطة التفتيش، بعد ذلك، عادوا إليّ وطلبوا مرافقاً واحداً لكل مريض ونازح للمساعدة في الإخلاء”. وأوضح أن بعض الموظفين بما في ذلك فريق جراحة الطوارئ الإندونيسي وبعض النازحين أُمروا بمغادرة المبنى وعدم العودة.
مستشفى كمال عدوان في مرمى النيران
وعاد مستشفى كمال عدوان من جديد ليكون محط تركيز عمليات عسكرية تشنها إسرائيل في شمال قطاع غزة.
وقال أبو صفية في تصريح آخر عبر الإنترنت “في الصباح، صدمنا لرؤية المئات من الجثث والجرحى في الشوارع المحيطة بالمستشفى”.
وأضاف “الوضع داخل المستشفى وحوله كارثي، هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم أربعة شهداء من الكوادر الطبية في المستشفى، ولم يتبق أي جراحين”.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن المستشفيات الثلاثة الرئيسية في الطرف الشمالي من القطاع متوقفة تقريباً عن العمل وتتعرض لهجمات متكررة منذ أن أرسلت إسرائيل دباباتها إلى بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا في أكتوبر.
وقال مسعفون إن ما لا يقل عن 18 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، سقطوا في ضربة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات بوسط القطاع في وقت لاحق الجمعة، والتي تسببت أيضاً في إصابة 30 آخرين.
وأضافوا أن الضربات الإسرائيلية في القطاع الجمعة، أودت بحياة 53 فلسطينياً على الأقل، معظمهم في شمال غزة.
“جريمة حرب”
واتهمت وزارة الصحة الفلسطينية في نداء استغاثة الجمعة، الجيش الإسرائيلي بارتكاب “جريمة حرب” في مستشفى كمال عدوان وممارسة “كل أشكال القتل والعنف فيه وفي محيطه”.
وأضافت في بيان “من تبقى من الجرحى بداخله يعانون من جروح بالغة وبحاجة فورية للعلاج”.
وقالت الوزارة “عدد المستشفيات التي تعمل جزئياً 17 مستشفى من 36، بأقل الإمكانيات من الكوادر والمستلزمات والمعدات والوقود والكهرباء، وهي مهددة بالتوقف عن العمل في أي لحظة”.
وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة، إن القوات الإسرائيلية قصفت مستشفى كمال عدوان ربما دون تحذير موظفيها مسبقاً.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية ريك بيبركورن في إفادة صحفية مصورة عبر الإنترنت من جنيف “الأمر مقلق للغاية ولا ينبغي أن يحدث أبداً”. وأضاف أن المستشفى حالياً “يعمل بالحد الأدنى”.
وقال سكان في بيت لاهيا إن الجيش قصف عدة منازل بالقرب من مستشفى كمال عدوان خلال الليل. ويقول فلسطينيون إن إسرائيل تخطط لإنشاء منطقة عازلة على الأطراف الشمالية لقطاع غزة بعد إخلاء المنطقة. وتنفي إسرائيل ذلك.