استخدم الجيش البريطاني وجهاز الشرطة مسيّرات من صنع شركة صينية، كانت الحكومة البريطانية قد فرضت عليها عقوبات لتسليحها روسيا في غزوها ضد أوكرانيا، بحسب ما أوردته “بلومبرغ”.
وفرضت بريطانيا الأسبوع الماضي، عقوبات على شركة Autel Robotics، العالمية لتصنيع الطائرات بدون طيار التجارية ومقرها في شنتشن بالصين.
ووفقاً لتصنيف العقوبات المنشور في 7 نوفمبر على موقع الحكومة البريطانية، فإن الشركة الصينية شاركت في زعزعة استقرار أوكرانيا من خلال تزويد موسكو بالسلع أو التكنولوجيا، وخاصة أنظمة المركبات الجوية غير المأهولة والملحقات ذات الصلة.
لكن في 20 أكتوبر الماضي، تم تصوير المستشارة راشيل ريفز وهي تقوم بتشغيل مسيّرة من طراز Autel Evo Max في منطقة تدريب تابعة للجيش البريطاني في نورفولك بإنجلترا.
كما وقف وزير الدفاع جون هيلي إلى جانب ريفز أثناء اختبارهما للمجموعة، قبل مقابلة القوات الأوكرانية التي تتلقى التدريبات، في حين استخدمت قوات الشرطة في نوتنجهامشاير وويلتشاير طائرات مسيرة من إنتاج Autel.
ولا يوجد أي تلميح إلى أي انتهاك للقانون من قبل وزارة الدفاع وقوات الشرطة البريطانية، والتي اشترت جميعها طائراتها بدون طيار قبل تصنيف العقوبات الأسبوع الماضي.
صعوبات غربية لنشر العقوبات
ومع ذلك، فإن الكشف عن أن الحكومة كانت تستخدم تكنولوجيا من شركة صينية قررت بعد ذلك فرض قيود عليها بسبب توريدها للمعدات إلى روسيا، يوضح الصعوبة التي تواجهها الدول الغربية في فرض العقوبات لدعم أوكرانيا.
بدورها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إنها لن تشتري المزيد من مسيرات Autel، لكنها ذكرت في بيان آخر أن المسيرات “تم شرائها لتدريب المجندين الأوكرانيين، وتكرار التهديد الذي سيواجهونه من الطائرات بدون طيار الروسية”، فيما رفضت أن تكشف عن عدد المسيرات التي تم شراؤها وما هي الاستخدامات الأخرى التي استخدمت فيها.
وأضافت: “لا يتم استخدام أي تكنولوجيا صينية في الأعمال الأساسية لوزارة الدفاع”، مضيفة أنه في حالة طائرات Autel “هناك تدابير تخفيف كبيرة لحماية أفراد وزارة الدفاع ومعداتها والتي لا تشمل أي تسجيل صوتي أو مرئي من الطائرات بدون طيار وعدم الاتصال بأجهزة وزارة الدفاع”.
ووفقاً لبيانات على موقع الشركة الإلكتروني وإفصاح حرية المعلومات من قبل شرطة ويلتشير، فإنه قبل فرض العقوبات على شركة Autel، اشترت قوات الشرطة البريطانية في ويلتشير ونوتنجهامشير مسيرات من الشركة المصنعة لاستخدامها في عمليات ضد المجرمين.
وبريطانيا ليست وحدها التي تستخدم هذه المسيرات، ففي يونيو الماضي، أعلنت وزارة التجارة الأميركية عن قيود التصدير على الشركة، قائلة إنها “شاركت في شحن مواد خاضعة للرقابة إلى روسيا، فضلاً عن سعيها لشراء تكنولوجيا أميركية المنشأ يمكن للجيش الصيني استخدامها في المسيرات”.
وقبل هذا الإعلان، كانت طائرات Autel تستخدمها إدارات شرطة أميركية مختلفة، وفقاً لتقارير محلية ونشرة إخبارية للحكومة المحلية وبيانات على موقع Autel.
ووفقاً لتقرير صادر عن”مركز أبحاث المجلس الأطلسي” في يوليو الماضي، فإن Autel تسيطر على 7% من سوق الطائرات بدون طيار العالمية وهي العلامة التجارية الثانية للطائرات بدون طيار التي تصدر من الصين إلى روسيا.