طالب كبار الديمقراطيين في لجنة القضاء بمجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، من لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب بإصدار نتائج تحقيقها بشأن مات جايتز، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير العدل.
وقال الأعضاء الديمقراطيون في رسالتهم: “في ضوء اختيار دونالد ترمب للنائب السابق مات جيتز (استقال الأربعاء) لمنصب وزير العدل، أدعو لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب إلى الحفاظ على تقريرها وجميع الوثائق ذات الصلة بجايتز، ومشاركتها مع لجنة القضاء في مجلس الشيوخ”.
وأضافت الرسالة: “يثير تسلسل توقيت استقالة جايتز من مجلس النواب تساؤلات خطيرة حول محتويات تقرير لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب”.
ومن بين الموقعين على هذا الطلب، رئيس لجنة القضاء في مجلس الشيوخ ديك دوربين، والسيناتور ريتشارد بلومنثال، والسيناتور كريس كونز.
وقال دوربين في تصريحات أوردتها شبكة CNN، الخميس، إنه “لا يمكننا السماح بإخفاء هذه المعلومات القيمة عن الشعب الأميركي”.
انتهاء التحقيق باستقالة جايتز
وكان من المفترض أن تجتمع لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب وتصوت على التقرير، الجمعة، ولكن بعد استقالة جايتز من الكونجرس، انتهى التحقيق.
وحققت اللجنة البرلمانية في مزاعم مفادها أن جايتز ربما “انخرط في سوء سلوك جنسي وتعاطي للمخدرات غير المشروعة، وقبول هدايا غير لائقة، وتوزيع امتيازات خاصة ومزايا لأفراد كان لديه علاقة شخصية معهم، وسعى إلى عرقلة تحقيقات الحكومة في سلوكه”.
ونفى جايتز مراراً هذه الاتهامات، بما في ذلك “ممارسة الجنس مع قاصر، أو دفع ثمن مقابل الجنس”
لكن رئيس الجنة التحقيق بمجلس النواب، الجمهوري مايكل جاست، قال إن “التحقيق الأخلاقي في قضية جيتز سينتهي إذا استقال من مقعده”، وذلك للتحضير لعملية تأكيد ترشيحه لمنصب وزير العدل، إذ لا تملك اللجنة سلطة قضائية على العضو إلا عندما يكون في الكونجرس.
وسبق لجايتس أن خضع للتحقيق من قبل وزارة العدل في عهد كل من ترمب والرئيس الحالي جو بايدن، لكن لم تُوجه له أي اتهامات بشأن مزاعم “علاقات مع فتيات مراهقات”، كما أعلنت وزارة العدل انتهاء التحقيق، في ديسمبر 2023.
فرص المواقفة على جايتز
وذكرت مجلس “بوليتيكو”، أن ترمب قد يواجه صعوبة في تأكيد تعيين جايتس، خاصة إذا مر الأمر عبر العملية التقليدية. وأبدى الديمقراطيون معارضتهم لاختياره، ما يعني أن جايتس قد لا يستطيع تحمل خسارة أكثر من أربعة أصوات من الجمهوريين في حال وصوله إلى التصويت.
لكن حتى إذا رفضه بعض الجمهوريين المعتدلين، مثل ليزا موركوفسكي من ألاسكا وسوزان كولينز من مين، فإن الأغلبية الجديدة التي يملكها الجمهوريون في مجلس الشيوخ قد تسمح بتجاوز هذه المعارضة.
وسيحتاج جايتز إلى 50 عضواً على الأقل في مجلس الشيوخ للحصول على التأكيد.
وقال مسؤول بارز في الحزب الجمهوري في الكونجرس لمجلة “بوليتيكو”، إن قرار تعيين جايتس كان بمثابة “ضربة موجعة”.
وعبّرت عضوة مجلس الشيوخ، الجمهورية سوزان كولينز، عن صدمتها من اختيار جايتز، مشيرة إلى أن “الكثير من الأسئلة سيتم طرحها خلال جلسة الاستماع الخاصة به في الكونجرس”.
وقالت العضوة الجمهورية جوني إيرنست، إن جايتز “أمامه عمل شاق حقاً” للحصول على تأكيد مجلس الشيوخ، فيما اعتبر النائب الجمهوري ماكس ملير أن “جايتز لديه فرصة أفضل لتناول العشاء مع الملكة إليزابيث الثانية (التي توفيت في عام 2022) من تأكيد مجلس الشيوخ”.
وقال أحد الجمهوريين في مجلس النواب لموقع “أكسيوس: “أردنا إخراجه من مجلس النواب.. هذا ليس ما كنا نفكر فيه”.
ولم يغفل البعض من محيط ترمب عن ملاحظة أن جايتس سافر مع ترمب في رحلته إلى واشنطن، الأربعاء. وفي الليلة السابقة، كان البعض في دائرة ترمب يعتقدون أن أندرو بيلي، المدعي العام لميسوري، وروبرت جيوفرا، رئيس شركة “سوليفان وكروماويل”، كانا من بين الأسماء البارزة التي كانت مرشحة لمنصب المدعي العام.