قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، إنه لن يوافق على أي اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان “دون تحقق أهدف الحرب”، ومنها “نزع سلاح جماعة حزب الله”، و”انسحابها إلى ما وراء نهر الليطاني”، و”السماح بعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم”.
وأضاف كاتس خلال زيارته لقيادة المنطقة العسكرية الشمالية: “نحن بحاجة إلى الاستمرار في ضرب (حزب الله) بكل قوتنا”، لافتاً إلى أن “أي اتفاق مقبل يجب أن يعطي إسرائيل الحق في تنفيذ الاتفاق بنفسها، والعمل ضد أي نشاط أو منظمة إرهابية”.
وتأتي تصريحات كاتس بعد يومين من إقرار زميله وزير الخارجية جدعون ساعر بوجود تقدم في مباحثات وقف النار مع لبنان، وذلك بعدما أوردت صحف إسرائيلية تقارير عن تقدم في المحادثات بين تل أبيب وبيروت.
وأقر ساعر، الاثنين الماضي، بوجود تقدم في محادثات وقف إطلاق النار في لبنان، وقال إن إسرائيل مستعدة لإنهاء الحرب في غزة “عندما تتحقق أهدافنا”.
وأوضح ساعر، خلال مؤتمر صحافي بالقدس، أن “إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان”، معتبراً أن “التحدي الرئيسي سيكون تطبيق ما يتم الاتفاق عليه”.
من جهته، قال مبعوث البيت الأبيض آموس هوكستين، المسؤول الأميركي الذي قاد عدة محاولات غير مثمرة للتوسط في وقف إطلاق النار على مدى العام الماضي، لموقع “أكسيوس”، إنه يعتقد أن “هناك فرصة لهدنة في لبنان قريباً”، وتابع: “أنا متفائل بأننا نستطيع الوصول إليها”.
وتشير تعليقات هوكستين إلى محاولة أخيرة من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل انتهاء ولايتها في يناير المقبل، للتوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان في وقت تتهاوى فيه على ما يبدو الجهود الدبلوماسية لإنهاء حرب غزة، في ظل تعليق قطر دورها كوسيط، بحسب وكالة “رويترز”.
وتشدد الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى على أن وقف إطلاق النار في لبنان يجب أن يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرباً سابقة بين الجانبين في عام 2006.
ويطالب القرار بأن تكون مناطق جنوب لبنان القريبة من الحدود الإسرائيلية خالية من أي أسلحة بخلاف أسلحة الدولة اللبنانية.
وتشتكى إسرائيل منذ فترة طويلة من عدم تنفيذه أبداً، مشيرة إلى أسلحة جماعة “حزب الله” ومقاتليها على الحدود. وبدوره يتهم لبنان إسرائيل بانتهاك القرار، حيث تنتهك الطائرات الحربية الإسرائيلية مجاله الجوي بانتظام.
ونُقل عن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قوله إن “لبنان ينتظر مقترحات ملموسة لوقف إطلاق النار”، ولم يُبلغ رسمياً بأي أفكار جديدة.
وقال بري، الذي ساعد في التفاوض على هدنة عام 2006، لصحيفة الشرق الأوسط: “الموجود على الطاولة هو فقط القرار 1701 ومندرجاته التي يجب العمل على تنفيذها والالتزام بها من الجانبين، لا من الجانب اللبناني وحده”.
وتريد إسرائيل أن يكون لها الحق في التدخل بنفسها لفرض أي وقف لإطلاق النار إذا رأت ذلك ضرورياً، لافتةً إلى أن وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لم يمنع “حزب الله” من حشد قوات في المنطقة.