لطالما كانت النائبة الجمهورية، إليز ستيفانيك، واحدة من أكثر حلفاء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب شراسة منذ سنوات، إذ دافعت عنه خلال إجراءات عزله في مجلس النواب، وروَجت لمزاعمه بشأن “تزوير” انتخابات 2020، وحشدت الدعم لحملته الانتخابية الأخيرة للعودة إلى البيت الأبيض، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.
وقالت الصحيفة الأميركية، الاثنين، إن ستيفانيك حصلت على المكافأة على ولائها هذا، إذ قال ترمب، في أحد أول إعلاناته عن موظفي فترة ولايته الثانية، إنه سيرشحها كسفيرة لواشنطن لدى الأمم المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن ستيفانيك، البالغة من العمر 40 عاماً، ربما لا تملك سوى القليل نسبياً من الخبرة الدبلوماسية أو في مجال السياسة الخارجية، بخلاف عملها كعضو في لجان الأمن القومي في مجلس النواب، لكنها في خلال الفترات الـ5 التي مثلت فيها منطقة شمال نيويورك في مجلس النواب، صنعت التاريخ عدة مرات، بدايةً من كونها أصغر امرأة تنتخب للكونجرس في ذلك الوقت، فضلاً عن أنها تعد حالياً المسؤولة الأبرز في قيادة الجمهوريين في مجلس النواب، وتشغل منصب رئيسة مؤتمر الحزب في المجلس.
وذكرت الصحيفة أن آراء ستيفانيك في السياسة الخارجية تتوافق مع مواقف ترمب، موضحة أنها هي من أشد مؤيدي إسرائيل، واتهمت الأمم المتحدة مراراً بأنها تعاني مما وصفته بـ”عفن مُعادي للسامية”، كما اقترحت وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وعلى الصعيد الداخلي، ساعدت المواجهات الشهيرة التي جرت بين ستيفانيك ورؤساء جامعات “رابطة آيفي” (جامعات النخبة في الولايات المتحدة وهي براون وكولومبيا وكورنيل ودارتموث وهارفارد وبنسلفانيا وبرينستون وييل) بشأن تصاعد “معاداة السامية” في حرم جامعاتهم، في خسارة العديد منهم لمناصبهم.
مقاتلة في حركة MAGA
بعد تخرجها من جامعة هارفارد، انضمت ستيفانيك إلى إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش كمساعدة في شؤون السياسة الداخلية، وساهمت في صياغة برنامج الحزب الجمهوري لعام 2012، وأعدت مشاركة النائب الجمهوري بول رايان، الذي كان مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، في مناظرة رئاسية في ذلك العام.
وفي عام 2014، فازت ستيفانيك بمقعدها في مجلس النواب في سن الثلاثين في دائرة كان يسيطر عليها الديمقراطيون، وذلك من خلال الترشح كمعتدلة من جيل الألفية، وبمجرد دخولها الكونجرس، حصلت على مقاعد في لجنتي القوات المسلحة والاستخبارات، وكانت من تلاميذ رايان، الذي أصبح رئيساً للمجلس قبل أن يختلف مع ترمب.
وعلى الرغم من أن ستيفانيك كانت في البداية تقف على مسافة من الرئيس المثير للجدل (ترمب)، فإن موقفها تحول بشكل كبير بدءاً من عام 2019، عندما بدأ الديمقراطيون في الاستعداد لعزله لأول مرة، ما جعلها أقرب إلى الرئيس.
وذكرت “نيويورك تايمز”، أن ستيفانيك “تبنت العديد من نظريات المؤامرة التي روَج لها ترمب بشأن انتخابات 2020، وفي عام 2021، عندما أطاح الجمهوريون النائبة ليز تشيني من منصبها القيادي كرئيسة لمؤتمرهم في مجلس النواب، بسبب رفضها أكاذيب ترمب، تولت ستيفانيك منصبها كخليفة لها”.
وأشارت إلى أن أنها تحولت من “تابعة للمؤسسة الجمهورية” إلى “مقاتلة في حركة لنجعل أميركا عظيمة مجدداً”MAGA .
دعم إسرائيل
وعلى الرغم من أن تحول ستيفانيك نحو اليمين أثار غضب الديمقراطيين، فإنه بعد جلسات الاستماع التي عقدها مجلس النواب بشأن “معاداة السامية” في الحرم الجامعي الأميركي منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي اختيرت بعدها ستيفانيك من قبل مجلة “تايم” باعتبارها واحدة من أكثر 100 شخصية تأثيراً في عام 2024، بدأ حتى بعض الليبراليين في الإشادة بها، ولكن بشكل متحفظ.
وفي أعقاب جلسات الاستماع هذه، بدأت ستيفانيك في اتخاذ مواقف أكثر حزماً بشأن بعض قضايا السياسة الخارجية، خاصةً فيما يتعلق بدعم إسرائيل، وسافرت إلى تل أبيب في مايو الماضي، لإلقاء خطاب أمام الكنيست، وهاجمت الديمقراطيين بسبب ما وصفته بـ”عدم دعمهم الكافي لحرب إسرائيل على غزة”.
ووفق “نيويورك تايمز”، فإن ستيفانيك تدعم تبني الولايات المتحدة موقف أكثر صرامة ضد الصين، وبعد أن كانت مؤيدة للدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا في البداية، عارضت إرسال حزمة المساعدات الأخيرة التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات إلى كييف، ومن المرجح أن تكون من أشد المدافعين عن واشنطن في الأمم المتحدة حال تأكيد ترشيحها.
ماذا سيحدث لمقعدها في مجلس النواب؟
يتطلب ترشيح ستيفانيك سفيرة لواشنطن لدى الأمم المتحدة، موافقة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ولكن إذا تم تأكيد تعيينها، فإن ترقيتها إلى هذا المنصب ستؤدي إلى إجراء انتخابات خاصة بهذا المقعد في العام المقبل، ما سيؤدي إلى تقليص صفوف الجمهوريين في مجلس النواب بشكل مؤقت.
وقالت “نيويورك تايمز” إن الديمقراطيين بدأوا بالفعل، الاثنين، تقييم فرصهم في الفوز بهذا المقعد في حال أصبح شاغراً، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الحزب حقق أداءاً جيداً في العديد من مثل هذه الانتخابات الخاصة التي أُجريت في الفترة الأخيرة، لكن الفوز بهذا المقعد، في حال أصبح شاغراً، ربما يكون صعباً للغاية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجمهوريين، في الوقت نفسه، بدأوا في التنافس فيما بينهم لحل محل ستيفانيك في قيادة مؤتمرهم في مجلس النواب.