تسعى أبل لابتكار منتجات جديدة، تهدف من خلالها للبحث عن “حصان أسود” جديد، يُدر عليها المزيد من الأرباح، على غرار “آيفون”.
وبحسب نشرة “بلومبرغ” الأسبوعية PowerOn، فإن الشركة الأميركية أجْرت العديد من المحاولات التي باءت بالفشل، فبينما قدمت منتجات ناجحة مثل “آيباد” iPad وسماعات “آيربودز” AirPods، زلّت قدمها في سوق السيارات الذكية مع مشروعها Project Titan الذي بلغت نفقاته مليار دولار سنوياً قبل إيقافه في العام الجاري 2024، وكذلك نظارتها للواقع المختلط “فيجن برو” Vision Pro التي لاقت إقبالاً فاتراً من السوق، وهو دفع الشركة لخفض إنتاجها وتضييق مساحات عرضها وتجربتها داخل متاجرها.
هواتف أبل خلقت بيئة حولها من المنتجات والخدمات المُربحة، مثل متجر التطبيقات “آب ستور” App Store، وخدمتها الموسيقية “أبل ميوزيك” Apple Music، وسماعات “آيربودز” AirPods، وحتى أجهزة “آيباد” iPad و”ماك” Mac تراجعت أرقام مبيعاتها في مقابل شهرة وانتشار أجهزة “آيفون” في أيدي المستخدمين، وخاصة جيل المراهقين.
وعلى صعيد آخر ما زال آيفون، الذي أُطلق قبل ما يقرب من عقدين، يشكل العمود الفقري لعائدات الشركة، محققاً أكثر من 200 مليار دولار سنوياً، أي أكثر من نصف إيراداتها الإجمالية.
وبحسب مارك جورمان، المحرر التقني في “بلومبرغ”، فإن أبل تحاول حالياً تنويع مسارات تطويرها لجيل جديد من الأجهزة الذكية، وذلك من خلال إضافة تصميمات ومعاملات استخدام مختلفة لعائلات منتجاتها الجديدة، أو الخروج بمنتجات جديدة كلياً.
شاشات قابلة للطي وسماعات بكاميرا
على مستوى تطوير أجهزتها الحالية، فإن الشركة تعمل حالياً على إضافة ميزة الشاشات القابلة للطي Foldable إلى هواتف” آيفون” وأجهزة “آيباد” اللوحية وحواسيب “ماك”، ومن المتوقع أن يكون أول جهاز قابل للطي من أبل بشاشة 20 بوصة، وسيتم البدء في تصنيعه بحلول 2025 على أن يصل الأسواق في 2027.
ويستكشف فريق أبل أيضاً إمكانية تزويد سماعات AirPods اللاسلكية بكاميرات ذات دقة منخفضة تعمل على جمْع بيانات عن البيئة المحيطة بالمستخدم، وتحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتزويده بمعلومات بشأن روتين حياته اليومي.
وسيحصل المستخدم على تجربة صوتية مميزة مع وصول مستمر لمساعد صوتي ذكي يجيب عن استفساراته ويمده بالمعلومات عن العالم من حوله.
كما تبحث أبل تزويد سماعات AirPods بمستشعرات متعلقة باللياقة والصحة.
مستقبل نظارة أبل “فيجن برو”
وعلى الرغم من وصولها منذ عام تقريباً، فإن أبل لديها خطط لإصدارات نظاراتها “فيجن برو” القادمة، فهناك اتجاه نحو ضرورة الاستمرار في إطلاق إصدارات جديدة من النظارة، ولكن مع توجيه الاهتمام نحو طرح نسخة منخفضة السعر. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن الشركة ستحتاج إلى استخدام خامات ومكونات أقل تطوراً، مع خفْض جودة عرض الشاشات، الأمر الذي سيتيح تقديم إصدار بسعر أقل.
أما الاتجاه الثاني لمسار مستقبل نظارات “فيجن برو”، فيشير إلى أنه من الأفضل الاعتماد على هواتف “آيفون” كوحدة معالجة خارجية للبيانات مع استخدامه كبطارية، ليكون “آيفون” هو محرك تشغيل النظارات المستقبلية، والتي سينخفض سعرها بشكل كبير بعد التخلي عن العديد من مكوناتها الداخلية.
فيما يشير المسار الثالث إلى أهمية تطوير نظارة جديدة شبيهة بما تقدمه شركة “ميتا” مع Ray-Ban حالياً، وستتمكن أبل من استغلال خبراتها في تطوير الرقائق والتقنيات الصوتية وأدوات الذكاء الاصطناعي لتقديم منتج يقنع الجمهور بشرائه.
أما على مستوى المنتجات الجديدة كلياً، فإن “بلومبرغ” أشارت إلى أن أبل تستكشف فكرة دخولها إلى سوق الشاشات الذكية، حيث تتضمن خططها طرح شاشتين، إحداها ستعمل كمركز متطور مزود بذراع روبوتية وستعمل كمنصة رئيسية للتحكم في الأجهزة المنزلية الذكية.
وذكرت مصادر مطلعة في أبريل الماضي، أن مهندسي الشركة الأميركية يستكشفون روبوتاً متنقلاً يمكنه متابعة المستخدمين في جميع أنحاء منازلهم.
ومع كل هذه الخطط التي تركز على تطوير منتجات جديدة، فإن أبل لم تغفل سباق الذكاء الاصطناعي المشتعل، حيث بدأت مع iOS 18 وإصدارات بقية أنظمة تشغيل أجهزتها المختلفة تقديم مزاياها الخاصة للذكاء الاصطناعي Apple Intelligence، والتي تقدم لأجهزة “آيفون” و”آيباد” و”ماك” مستوى جديد من التجارب الذكية مع أجهزة الشركة في استخدامهم اليومي، ومن المتوقع أن تصل التجارب لأوج نُضجها بحلول أبريل من العام المقبل.