فاز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بولاية ثانية، في عودة دراماتيكية إلى البيت الأبيض الذي غادره “خاسراً” قبل 4 سنوات، في وقت يتطلع فيه مراقبون لكيفية تعامل الإدارة الجديدة مع مؤسسات الدولة المختلفة.
وعاد ترمب (78 عاماً) للمكتب البيضاوي، بعد حملة انتخابية شابتها نبرة خطابية عمّقت الاستقطاب في البلاد، بحسب مراقبين ووسائل إعلام، إضافة إلى محاولتَي اغتيال للمرشح الجمهوري، وقرار متأخر من الحزب الديمقراطي بترشيح كامالا هاريس بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق في يوليو.
ورغم إعلان فوز ترمب في السابق الرئاسي، إلّا أن المسار الانتخابي والقانوني لا يزال طويلاً قبل أن يدخل الرئيس المنتخب مبنى الكابيتول في 20 يناير المقبل لتأدية اليمين الدستورية، لتسلُّم منصبه رسمياً.
11 ديسمبر 2024
بعد أن تُصدّق الولايات الأميركية الـ50 بشكل رسمي على نتائج الانتخابات خلال الأسابيع المقبلة، توقّع السلطة التنفيذية في كل ولاية، وغالباً ما تتمثّل في حاكمها، على ما يُعرف بـ”شهادة التحقق” Certificate of Ascertainment التي تحدد أسماء مندوبي الولاية الذي سيدلون بأصواتهم بالمجمع الانتخابي، وذلك قبل 6 أيام على الأقل من موعد اجتماع المجمع.
وفور التوقيع عليها، ترسل هذه الشهادات إلى الأرشيف الوطني في الولايات المتحدة، بحسب “The Economic Times”، التي أشارت إلى أن هذه الشهادات تتضمن نتائج الانتخابات النهائية التي اعتمدتها كل ولاية.
ويوجد في المجمل 538 مندوباً بالمجمع الانتخابي، وهذا العدد يوازي عدد أعضاء الكونجرس الأميركي بمجلسيه النواب والشيوخ، علاوة على 3 أعضاء من مقاطعة كولومبيا التي تضم العاصمة واشنطن على الرغم من عدم وجود أي تمثيل انتخابي لها في الكونجرس.
ويعني هذا أن أي مرشح في انتخابات الرئاسة يحتاج للحصول على 270 صوتاً للفوز.
وأعضاء المجمع الانتخابي هم عادة من الموالين للحزب الذين يتعهدون بدعم المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في ولايتهم، ويُمثّل كل عضو صوتاً واحداً في المجمع الانتخابي.
17 ديسمبر 2024
يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في كل ولاية، وذلك في أول يوم ثلاثاء بعد ثاني يوم أربعاء من شهر ديسمبر، للإدلاء بأصواتهم بشكل رسمي.
ويسجل المندوبون أصواتهم الانتخابية والتي تكون غالباً للمرشح الفائز بالتصويت الشعبي بالولاية، على وثائق تُعرف بـ”شهادات التصويت” Certificate of Vote، ويتم بعد ذلك إرسالها إلى الكونجرس والأرشيف الأميركي.
25 ديسمبر 2024
من المتوقع أن يتسلم رئيس مجلس الشيوخ والأرشيف الأميركي في رابع يوم أربعاء من شهر ديسمبر والموافق هذا العام يوم 25، شهادات التحقق والتصويت من كل ولاية.
وفي حال لم يتم إرسال هذه الشهادات، فيجب على رئيس مجلس الشيوخ أو أمين عام الأرشيف الوطني أن يطلب من كبير مسؤولي الانتخابات في الولاية إرسال نسخة من الشهادات المطلوبة، بحسب “The Economic Times”.
3 يناير 2025
بعد أن يؤدي الكونجرس الجديد اليمين الدستورية، ينقل أمين عام الأرشيف الأميركي الشهادات المرسلة من الولايات إلى الكونجرس، وذلك حسب الطلب.
ووفقاً للأرشيف الوطني، يحدث هذا الإجراء غالباً في حال لم يتسلم مجلس الشيوخ الشهادات في الوقت المحدد من الولايات.
6 يناير 2025
يعقد الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ جلسة مشتركة ترأسها نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، باعتبارها رئيسة مجلس الشيوخ، وذلك في تمام الساعة 1 ظهراً (بالتوقيت المحلي) لإحصاء أصوات مندوبي المجمع الانتخابي والتأكد من صحتها، ثم يتم بعد ذلك إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية بشكل رسمي.
وفي حال وجود أي اعتراضات على الأصوات الانتخابية التي تم فرزها، يجب على ما لا يقل عن خُمس أعضاء مجلس النواب وخُمس أعضاء “الشيوخ”، تقديم اعتراض مكتوب، وعقب ذلك، يجتمع المجلسان كل على حدة للنظر في الاعتراض، وذلك بموجب الإجراءات المنصوص عليها في القانون الفيدرالي.
ويقتصر دور رئيس مجلس الشيوخ، وفقاً لقانون جرى تمريره عام 2022، على أداء “واجبات إجرائية” دون منحه “أي سلطة لتحديد أو قبول أو رفض أو الفصل أو حل النزاعات” بشأن مدى صحة إجراءات عملية اختيار الناخبين أو طريقة تصويتهم.
وخلال اليوم ذاته عام 2021، اقتحم أنصار ترمب مبنى الكونجرس الأميركي في محاولة لتغيير نتيجة انتخابات 2020 التي مُني فيها بالهزيمة أمام الرئيس جو بايدن.
وكان ترمب قد انتقد نائبه مايك بنس، لرفضه محاولة منع الكونجرس من التصديق على فوز بايدن. وحتى اليوم، تقوم السلطات الأميركية بتحديد عشرات المتهمين بالشغب، وقد تم توجيه التهم لمئات آخرين.
20 يناير 2025
من المقرر أن يؤدي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ونائبه جي دي فانس اليمين الدستورية في حفل تنصيب يقام الساعة 12 ظهراً (بالتوقيت المحلي) في مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن.
ويؤدي نائب الرئيس المنتخب اليمين أولاً، ثم يؤدي الرئيس المنتخب بعد ذلك القسم الأول من دستور الولايات المتحدة، ويتعهد بتنفيذ مهامه.
ولم يحضر ترمب عام 2021 حفل تنصيب بايدن ونائبته هاريس، لكن من المتوقع أن يحضر بايدن هذا الحفل.
وأعرب بايدن في اتصال هاتفي مع ترمب عن التزامه بضمان انتقال سلس للسلطة، وأكد أهمية العمل على توحيد البلاد.
كما قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في أول خطاب لها بعد خسارة الانتخابات الرئاسية، إنها أبلغت الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب “أننا سنساعده في عملية الانتقال، وسنشارك في انتقال سلمي للسلطة”.