تعرض الحزب الديمقراطي لخسارة تاريخية في انتخابات 2024، بعدما فقد السيطرة على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ، بينما لا تزال الأوضاع غير واضحة تماماً بالنسبة لمجلس النواب.
وذكر تقرير لشبكة CNN أنه في أعقاب خسارة هاريس أمام مرشح الجمهوريين دونالد ترمب، حمّل بعض الديمقراطيين الرئيس الحالي جو بايدن المسؤولية.
وأصبحت هاريس مرشحة للحزب الديمقراطي بعد انسحاب بايدن، الذي كان يكافح بالفعل لإقناع الناخبين بأنه يمكنه العمل كرئيس حتى يبلغ من العمر 86 عاماً. وتسبب الأداء السيء في مناظرته مع ترمب في 27 يونيو، في مواجهة ضغوط داخل الحزب الديمقراطي، ليعلن انسحابه من السباق بحلول 21 يوليو.
وقال مسؤول كبير في حملة هاريس لـCNN: “سيتحمل بايدن الكثير من اللوم على هذه الخسارة، وبصراحة، يجب أن يتحمل ذلك”.
بالنسبة للكثير من الديمقراطيين، يعود الأمر أساساً إلى قرار بايدن بالسعي لإعادة انتخابه لولاية ثانية، بدلاً من الوفاء بتعهد حملته في عام 2020 بأن يكون رئيساً “انتقالياً” أو “جسراً” لجيل جديد من الديمقراطيين.
ويرى الديمقراطيون أنه لو قرر بايدن عدم السعي لولاية ثانية في الوقت المناسب، كان بالإمكان أن يشهد الحزب الديمقراطي منافسة قوية في الانتخابات التمهيدية، وبالتالي تمكين المرشح الجديد من القيام بحملة مميزة خاصة به.
هل هاريس أفضل خيار للديمقراطيين؟
وبدلاً من ذلك، فإن قرار بايدن بالبقاء في السباق على الرغم من مخاوف العديد من الديمقراطيين، أدى في النهاية إلى إجباره على الخروج من السباق قبل بضعة أشهر فقط من يوم الانتخابات، ولم يمنح ذلك هاريس أي خيار سوى خوض سباق “مقطوع” بشكل غير عادي.
وأعرب المسؤول عن أسفه، لأنه “لم تتح للحزب أبداً فرصة لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت هاريس في الواقع أقوى مرشحة يمكن الاعتماد عليها ضد ترمب”.
وقال الملياردير بيل أكمان، وهو مانح ديمقراطي منذ فترة طويلة أيد ترمب في عام 2024، إن الحزب الديمقراطي “يحتاج إلى إعادة تشغيل كاملة”.
وأضاف على منصة “إكس”: “لقد كذب الحزب على الشعب الأميركي بشأن الصحة العقلية واللياقة البدنية للرئيس بايدن”، ثم لم يعقد انتخابات تمهيدية ليحل محله.
ووجّه بعض الغاضبين اتهامات إلى الحزب الديمقراطي بالكذب على أنصاره بشأن اللياقة العقلية لبايدن، حتى أثارت المناظرة التلفزيونية الكارثية مع ترمب في يونيو الماضي، ناقوس الخطر وأدت في النهاية إلى خروج بايدن من السباق. وتساءل أحد المتبرعين الديمقراطيين لـ”رويترز”: “لماذا صمد جو بايدن طوال هذه المدة؟ كان ينبغي له ألا يخفي (صحته) وينسحب في وقت أقرب بكثير”.
وقال أحد مسؤولي اللجنة الوطنية الديمقراطية، إنه تلقى رسائل نصية غاضبة من أعضاء الحزب في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء. وأضاف: “يشعرون أن الحملة كذبت عليهم”.
وتمثل هزيمة هاريس هي الخسارة الثانية المريرة للديمقراطيين أمام ترمب خلال الانتخابات الثلاثة الماضية. ومهدت هزيمة هيلاري كلينتون في عام 2016 الطريق أمام بايدن للترشح.