اندلع حريق في أحد مناطق العاصمة الأوكرانية كييف، الأحد، جرّاء هجوم بطائرة مسيّرة، وأفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات، فيما قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي إن القوات الأوكرانية تتصدى لأحد أقوى الهجمات منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق للبلاد في فبراير 2022.
وكتب سيرسكي، على تطبيق تليجرام: “تتصدى القوات المسلحة الأوكرانية لأحد أقوى الهجمات الروسية منذ بداية الغزو واسع النطاق للبلاد”.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إن وحدات الدفاع الروسية دمرت 19 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل، معلنة إسقاط 16 طائرة فوق منطقة روستوف الجنوبية، بينما جرى اعتراض الطائرات الأخرى فوق منطقتي بيلجورود وبريانسك المتاخمتين لأوكرانيا.
ويأتي هجوم روسيا بعد تحقيق قواتها أسرع معدل تقدم لها في سبتمبر الماضي، وذلك منذ مارس 2022، أي بعد شهر واحد من إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر بغزو الدولة السوفيتية السابقة، وفقاً لبيانات مستمدة من مصادر علنية.
وبعد فشل محاولات بوتين للسيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف وتحقيق نصر حاسم في بداية الحرب، تقلصت طموحاته الحربية إلى السيطرة على منطقة دونباس التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين أصبحت دونباس ساحة القتال الرئيسية ودارت بها معارك تعد الأعنف في أوروبا منذ أجيال وسقط فيها جنود قتلى بالآلاف من الجانبين.
أخطر مراحل الحرب
ويرى محللون روس، أن الحرب دخلت في أخطر مراحلها مع تقدم القوات الروسية وإرسال كوريا الشمالية قوات للقتال مع روسيا وتقكير الغرب في كيفية إنهاء الصراع.
وتقول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن نحو 8 آلاف جندي كوري شمالي ينتشرون الآن في روسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية، ويستعدون لمساعدة الكرملين في القتال ضد القوات الأوكرانية في الأيام المقبلة.
وتستعد أوكرانيا لأعنف شتاء منذ بداية الحرب بعدما دمر القصف الروسي بعيد المدى ما قال مسؤولون إنه قرابة نصف قدرتها على توليد الطاقة.
ويقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجولات في أنحاء العالم للضغط على دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، للسماح لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى التي زودته بها ليتمكن من قصف أهداف في عمق روسيا.
اتهامات متبادلة بعرقلة تبادل الأسرى
ودعت كييف موسكو، الأحد، إلى تقديم قائمة بأسماء أسرى الحرب الأوكرانيين الذين يمكن الإفراج عنهم في عملية لتبادل الأسرى وذلك بعد اتهام روسيا لكييف بإفساد العملية.
وقال دميترو لوبينيتس، مفوض حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني، على تطبيق تليجرام: “نحن مستعدون دائماً لتبادل أسرى الحرب”.
وجرى تبادل للأسرى بين البلدين أكثر من مرة. وحدثت آخر عملية تبادل في منتصف أكتوبر الماضي، حيث أعاد كل جانب 95 أسيراً إلى الوطن.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، السبت، إن أوكرانيا تعرقل العملية بشكل أساسي وترفض استعادة مواطنيها.
وأضافت أن وزارة الدفاع الروسية عرضت تسليم 935 أسير حرب أوكراني لكن كييف لم تستقبل سوى 279.
وقال لوبينيتس بدوره، إن أوكرانيا مستعدة دائماً لقبول مواطنيها، واتهم روسيا بإبطاء عملية التبادل.
وذكرت مفوضة حقوق الإنسان في روسيا، تاتيانا موسكالكوفا، السبت، إن أوكرانيا “سيّست” القضية، وكتبت على تليجرام: “نعتبر أنه من الضروري العودة إلى حوار بناء وتسريع عملية تبادل الأسرى”.