قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الخميس، إن إسرائيل “تحفر قبرها تدريجياً، وستدفن فيه”، وإنها “تهيئ لنفسها الانتحار”، وذلك وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن ضربة “انتقامية قوية” ضد إيران، رداً على هجماتها الصاروخية.
وبينما تعارض الولايات المتحدة استهداف إسرائيل للمواقع النووية والنفطية الإيرانية، وهذا ما شدّد عليه الرئيس الأميركي جو بايدن، إلا أن إسرائيل لا تزال تتكتم على “بنك أهدافها”، وسط ضغوطات داخلية لتوجيه ضربة “قوية” و”دون خطوط حمراء” ضد إيران، تتراوح ما بين استهداف المواقع النووية واغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي.
وبعد نجاحها في اغتيال قيادات رئيسية لـ”حزب الله” اللبناني، عرضت “القناة 14” الإسرائيلية واسعة الانتشار، عدداً من الشخصيات التي زعمت أنها بنوك أهداف لإسرائيل في ردها المرتقب.
وأثارت هذه القائمة التي عرضتها “القناة 14” المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الكثير من التساؤلات بشأن المدى الذي قد تصل إليه إسرائيل في ردها على إيران، وإمكانية استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي، حتى لو كان اسمه غائباً عن “قائمة الاغتيالات” المعلنة في تل أبيب.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يذكر فيها اسم خامنئي، فعقب الهجوم الصاروخي الأخير، خرج مسؤول أمني إسرائيلي كبير، وصرّح لصحيفة “جيروزاليم بوست”، بأن على إسرائيل اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إيران، بما في ذلك “القضاء على شخصيات مثل خامنئي”.
وقال المسؤول الإسرائيلي، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن “المرشد الأعلى الإيراني لا يقف فقط وراء الهجمات الأخيرة، بل إنه يسعى أيضاً للمزيد من زعزعة الاستقرار.. والسعي إلى امتلاك القدرات النووية”. واعتبر أن اغتيال شخصيات مثل خامنئي “من شأنه أن يوصل رسالة قوية إلى طهران وحلفائها”.
وبعدما ضربت طائرة مسيرة أطلقها “حزب الله” مقر إقامة نتنياهو في مدينة قيسارية المطلة على البحر المتوسط، الأسبوع الماضي، وهو ما اعتبرته الحكومة الإسرائيلية محاولة لاغتيال رئيس الوزراء، ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، في 20 أكتوبر الجاري، أن تل أبيب تصر على توسيع نطاق الأهداف، بما في ذلك استهداف رموز سيادية. وتلمح إلى إمكانية إدراج مقر المرشد الإيراني علي خامنئي في بنك الأهداف الجديدة.
وسبق لوكالة “رويترز” أن ذكرت في 28 سبتمبر الماضي، أن المرشد الإيراني تم نقله إلى “مكان آمن داخل البلاد، مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة”، وذلك عقب اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله.
“إسرائيل في حالة انتحار”
وبينما يترقّب العالم الرد الإسرائيلي المرتقب على إيران، سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال منظومة “ثاد” للدفاع الجوي إلى إسرائيل، من أجل دعم حليفتها في الشرق الأوسط، ومساعدتها لاعتراض أي هجوم ممكن أن تشنه إيران مستقبلاً.
ولكن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي سخر من هذه المنظومة الأميركية، وبل وصفها بـ”الأنابيب” التي “لا يمكن الوثوق بها”.
وقال سلامي خلال حدث بكرمانشاه، غربي إيران، مخاطباً الإسرائيليين: “لا تثقوا بأنابيب (ثاد)، أنتم تعتمدون على نظام دفاعي محدود”، مضيفاً أن إسرائيل “منهكة ومتآكلة، وتعتمد على بعض منصات الدفاع الصاروخي، وهذا خطأ كبير”.
ودعا سلامي الإسرائيليين إلى “التفكير بشكل أعمق، لأن القرارات غير العقلانية قد تؤدي إلى سقوط النظام بسرعة”، مشيراً إلى أن “اقتصاد هذه الدولة الصغيرة يعتمد بنسبة 98% على البحر”.
واعتبر سلامي أن “إسرائيل في حالة انتحار”، مضيفاً: “عندما تريد قوة ما أن تنهار، فإنها عادة ما تهيئ أسباب الانهيار، واليوم يحفر النظام الصهيوني قبره تدريجياً، وسيدفن فيه”.
وتابع قائلاً: “شباب لبنان وفلسطين يقفون بشرف أمام هذا النظام الشرير، ويجب أن يثقوا بأن شباب الإسلام سينضمون إليهم”.
وجاءت تصريحات سلامي بعد يوم من تصعيد المسؤولين الإسرائيليين لتهديداتهم ضد إيران، إذ اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أن العالم “سيدرك قوة إسرائيل.. بعد توجيه ضربة لإيران”.
وقال جالانت، لقوات في قاعدة “حتسريم” الجوية، الأربعاء: “بعد أن نهاجم إيران، سيدركون في إسرائيل وفي مناطق أخرى، قوتنا”. وأضاف: “أي عدو يحاول إيذاء إسرائيل سيدفع ثمناً باهظاً”.
خطط رد إيرانية
ومع تبادل التهديدات بين البلدين، قال المرشد الإيراني، الخميس، إن إيران أصبحت أقوى 100 مرة على ما كانت عليه خلال الحرب مع العراق (1980-1988)، كما اعتبر أن قدرات بلاده “لا يمكن مقارنتها بذلك الوقت”، وفق ما أوردت وكالة “إيرنا” الرسمية.
كما شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على هامش قمة البريكس في قازان، الأربعاء، على أنه “في حالة وقوع هجوم إسرائيلي، فإن شكل ردنا سيكون متناسباً ومحسوباً”.
وبينما تستعد إيران للرد الإسرائيلي المحتمل، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”، الخميس، نقلاً عن 4 مسؤولين إيرانيين بأن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر الجيش بوضع خطط عسكرية متعددة للرد على أي هجوم إسرائيلي.
وقال المسؤولون الأربعة للصحيفة، إن نطاق أي رد إيراني “سيعتمد إلى حد كبير على شدة الهجمات الإسرائيلية”.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن هؤلاء المسؤولين قولهم، إنه في حال ما تسببت هذه الضربات في أضرار واسعة النطاق وخسائر بشرية عالية، فإن إيران سترد، ولكن إذا اقتصرت في هجومها على عدد قليل من القواعد العسكرية والمستودعات التي تخزن الصواريخ والطائرات المسيرة، فقد لا تفعل إيران شيئاً.
وقال المسؤولون إن خامنئي أصدر توجيهات بأن الرد “سيكون مؤكداً”، إذا ضربت إسرائيل البنية التحتية للنفط والطاقة أو المنشآت النووية، أو إذا اغتالت مسؤولين كباراً.
وأضاف المسؤولون، ومن بينهم عضوان في الحرس الثوري، أنه إذا ألحقت إسرائيل ضرراً كبيراً في هجماتها، فإن الردود قيد النظر تشمل وابلاً يصل إلى 1000 صاروخ باليستي، وتصعيد الهجمات من قبل وكلاء إيران في المنطقة، وتعطيل تدفق إمدادات الطاقة العالمية والشحن عبر الخليج العربي ومضيق هرمز.