دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، إلى عدم التهويل أو التقليل من شأن الهجمات الإسرائيلية على إيران، فيما قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إن بلاده سترد بـ”بتدبير وذكاء”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن خامنئي قوله: “لا ينبغي المبالغة في شر النظام الصهيوني، قبل ليلتين (الهجمات الإسرائيلية على إيران) أو التقليل من شأنه”.
واتهم خامنئي إسرائيل بـ”سوء التقدير مقارنة بإيران”، قائلاً: “إنهم لا يعرفون إيران، ولا يعرفون شباب إيران، ولا يعرفون الأمة الإيرانية، ولم يتمكنوا بعد من فهم قوة الأمة الإيرانية وقدرتها ومبادرتها وإرادتها”.
وشدد خامنئي على أهمية الحفاظ على lh slhi “الأمن النفسي للمجتمع”، محذراً من أن “خلق الخوف والشك في قلوب الناس أمر مرفوض”.
وقال المرشد الإيراني إن “ما يحافظ على أمن بلد ما هو قوته الوطنية، قوته من جميع النواحي، كونه قوياً في العلم، قوياً في الاقتصاد، قوياً في إمكانية الدفاع، قوياً في الأسلحة”، متهماً العالم والمحافل الدولية بـ”الفشل” في مواجهة إسرائيل، واصفاً ما ترتكبه في غزة بأنه “واحدة من أكثر جرائم الحرب وحشية”.
وحذر خامنئي من خطورة ما ينشره رواد شبكة الإنترنت، قائلاً: “يجب على أولئك المرتبطين بالفضاء الإلكتروني الانتباه إلى هذه النقاط، فليس كل شيء يجب نشره في الفضاء الإلكتروني.. كل ما يخطر على البال.. عليكم أن تنظروا إلى تأثيره، كيف سيؤثر على عقول الناس ومعنوياتهم”.
وأضاف أن “أولئك الذين يرغبون في الانتباه إلى هذا الجانب من قضية الفضاء السيبراني، والذي يتم الحديث عنه ومناقشته الآن بشكل متكرر، والذين يرغبون في اتخاذ القرارات، يجب أن ينتبهوا إلى كيف يمكن للتحليل الخاطئ والأخبار الخاطئة والتصور الخاطئ لقضية ما في الفضاء السيبراني أن يجعل الناس قلقين ومشككين وخائفين”.
بيزشكيان: سنرد بذكاء
من جانبه، قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إن بلاده سترد “بتدبير وذكاء على الأعداء”، وذلك بعد هجوم إسرائيلي استهدف 3 محافظات إيرانية، فجر السبت.
وأضاف بزشكيان في منشور عبر منصة “إكس”: “ليعلم أعداء إيران أن هذا الشعب الشجاع يقف بلا خوف في الدفاع عن أرضه، وسيكون ردّه على أي حماقة بتدبير وذكاء”.
وأعرب الرئيس الإيراني، في المنشور، عن تعازيه لعائلات 4 من أفراد الجيش الإيراني قال إنهم سقطوا فيما وصفه بـ”عدوان الكيان الصهيوني”، بالإضافة إلى 10 من ضباط الشرطة والمجندين سقطوا في هجوم استهدف مركز شرطة كوهركوه في تفتان بمحافظة سيستان بلوشستان الحدودية، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه.
اجتماع مجلس الأمن
على جانب آخر، قالت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة، الاثنين، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران، بحسب شبكة CNN الأميركية.
وقال سفير تل أبيب لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إيران طلبت من مجلس الأمن عقد جلسة في محاولة “لإلحاق الأذى بتل أبيب، لكن هذه المرة على الساحة السياسية”.
وطالبت إيران بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للنظر في الهجوم الإسرائيلي على أراضيها، في حين طلب السفير والمندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن يدين المجلس الهجوم الذي نفذته جماعة “جيش العدل” في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق ايران.
وأضاف إيرواني: “نفذت زمرة جيش العدل، وهي جماعة أجنبية مدعومة ومرتبطة بتنظيم داعش خراسان، السبت، هجوماً على سيارتي دورية تابعتين لقيادة قوى الامن الداخلي الإيرانية في منطقة جوهركوه التابعة لمدينة تفتان في محافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرق)، ما أدى لسقوط 10 من قوى الأمن الداخلي الإيرانية”، بحسب ما أوردته وكالة “إرنا”.
وطلب من مجلس الأمن أن يصدر بياناً وأن يدين بشكل قاطع “الهجوم الشنيع”، مردفاً: “إيران البلد الذي واجه بشكل مباشر الآثار الكارثية للإرهاب.. إن التزامنا بحماية الشعب الإيراني من التهديد الوحشي لهذه المنظمات الإرهابية هو التزام لا يمكن كسره”، داعياً إلى تسجيل وتوزيع هذه الرسالة كوثيقة، في إطار البند 110 من جدول أعمال المجلس تحت عنوان “التدابير الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي”.
إيران و”قوة الردع”
من جانبه، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قالیباف إن “نجاح ويقظة جيشنا أثبت أن كيان الفصل العنصري الصهيوني لطالما أصبح أضحوكة في العالم عندما يواجه الشعب الإيراني.. إن المقارنة بين عملية (الوعد الصادق 2 ) والعمل العسكري الأخير لإسرائيل دليل واضح على قوة الردع التي نتمتع بها”، مشيراً إلى أن إسرائيل “لا تتمتع بمصداقية” في العالم، بحسب “إرنا”.
وقال نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف إنه “رغم الدعم العسكري والسياسي الذي تلقاه المعتدون من القوى العالمية، فقد أظهرنا نحن الإيرانيون أننا ثابتون في الدفاع عن وطننا. بفضل الجيش والحرس الثوري والشرطة وقوات الباسيج، أثبتنا القدرة على الوقوف في وجه أي معتد، من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى إسرائيل”.
وأضاف في منشور عبر منصة “إكس”: “الآن، أصبحنا قادرين وواثقين من قدرتنا على مواجهة التهديدات من القوى المعادية. نركز على التنمية الوطنية والإقليمية، فضلاً عن التقدم في المجالات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والسياسية، لضمان مستقبل إيران”.
وقال ظريف: “لا بد للاتحاد الأوروبي أن يدين أعمال العدوان الإسرائيلية الأخيرة وينضم إلى إيران في الجهود الرامية إلى إنهاء نظام الفصل العنصري والإبادة الجماعية والعنف في فلسطين وغزة ولبنان”.
وكانت القوات المسلحة الإيرانية أصدرت بياناً، مساء السبت، قالت فيه إن الطائرات الإسرائيلية لم تدخل المجال الجوي الإيراني وأطلقت صواريخ وطائرات بدون طيار من المجال الجوي العراقي.
وأضاف البيان الذي أوردته “تسنيم”: “استخدمت الأجواء العراقية المتاحة للجيش الأميركي، فجر السبت، وأطلقت من على بعد 100 كيلومتر من الحدود الإيرانية، عدداً من صواريخ بعيدة المدى المحمولة جواً ذات رؤوس خفيفة جداً لا يتجاوز وزنها خُمس الرؤوس الحربية المستخدمة في الصواريخ البالستية الإيرانية، ضد بعض الرادارات الحدودية في 3 محافظات (إيلام وخوزستان وطهران)، ما تسبب في أضرار محدودة ومنخفضة التأثير لبعض أنظمة الرادار، إثر أداء الدفاع الجوي في الوقت المناسب، بحيث تم اصلاح بعضها ويتم العمل على تصليح الأخريات.
بدورهم، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة “لم تلعب أي دور في الهجمات الإسرائيلية ضد إيران”.
وعقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعاً طارئاً، السبت، وأطلع القادة العسكريون أعضاءه على حجم الأضرار والأهداف، وقالوا إن المجلس ناقش كيفية الرد الإيراني، دون الإشارة إلى أي قرار تم اتخاذه.