واجه المرشح الأوفر حظاً لرئاسة وزراء كندا مارك كارني، منافسته الرئيسية كريستيا فريلاند للمرة الأولى في مناظرة تلفزيونية باللغة الفرنسية ركزت على سبل التعامل مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفق “بلومبرغ”.
وقالت “بلومبرغ” في تقرير، الثلاثاء، إن فريلاند وهي وزيرة مالية سابقة، قدمت نفسها على أنها الأكثر قدرة على التعامل مع ترمب، مشيرة إلى خبرتها السابقة في التفاوض معه عندما قادت المحادثات التي أسفرت عن اتفاق الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
في المقابل، استشهد كارني بخبرته في إدارة الأزمات، وقال إن الرئيس الأميركي مختلف هذه المرة عن ولايته الأولى.
وقال كارني، وهو اقتصادي ومصرفي كان محافظاً لبنك كندا وبنك إنجلترا، مساء الاثنين، في مونتريال: “ترمب اليوم ليس كما كان من قبل. إنه أكثر انعزالية، وأكثر أحادية، وأكثر عدوانية”، مضيفاً: “لا يمكننا التحكم في الرئيس ترمب، لكن علينا تعزيز اقتصادنا فوراً، وهذا من شأنه أن يقوي موقفنا”.
فيما ردّت فريلاند بقوة، قائلة: “لا أوافق على أننا لا نستطيع الرد على الرئيس ترمب، أو أننا لا نستطيع الانتصار”. وكانت فريلاند استقالت من منصبها الوزاري في ديسمبر الماضي، ما أدى فعلياً إلى إنهاء المسيرة السياسية لرئيس الوزراء جاستن ترودو.
واعتبرت فريلاند، أن ترمب “يشكل أكبر تهديد لكندا منذ الحرب العالمية الثانية”، مؤكدة أن على كندا الرد بقوة من خلال “قائمة تعريفات انتقامية لفرض ضغوط داخل الولايات المتحدة”.
وذكرت “بلومبرغ” أن تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على معظم السلع الكندية المستوردة إلى الولايات المتحدة، وإجبار كندا على أن تصبح الولاية الأميركية الـ51 غيّرا المشهد السياسي قبل الانتخابات المرتقبة هذا العام، إذ يُقيّم الكنديون من يعتقدون أنه الأنسب لمواجهة ترمب في حرب تجارية محتملة.
وأوضحت أن المواجهة بين المرشحين الأبرز لزعامة الحزب الليبرالي، تأتي بعدما حاول ترودو إقناع كارني بتولي منصب وزير المالية خلفاً لفريلاند، ما دفعها إلى تقديم استقالة حادة. ولم يقبل كارني، الذي يعد أيضاً الأب الروحي لابن فريلاند، بهذا المنصب.
انتقادات لترمب
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن المناظرة كانت “هادئة” نسبياً، وشهدت توجيه “أشد العبارات” إلى ترمب، بينما ساد توافق واسع بشأن السياسات بين المرشحين على المنصة. وقالت فريلاند خلال المناظرة: “نحن أصدقاء”.
وكانت هذه أول مرة يشارك فيها كارني في مناظرة تلفزيونية رسمية كسياسي، ما شكل اختباراً مهماً لمهاراته في اللغة الفرنسية.
وإذا فاز بزعامة الحزب الليبرالي، فستكون مقاطعة كيبيك الناطقة بالفرنسية عاملاً حاسماً في الانتخابات العامة، حيث سيواجه زعيم المحافظين بيير بويليفري، الذي يُعرف بمهاراته القوية في المناظرات، ويتحدث الفرنسية بطلاقة، إلى جانب إيف فرانسوا بلانشيه، زعيم حزب الكتلة الكيبيكية الانفصالي، الذي يدافع عن مصالح كيبيك.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، عمل كارني على تحسين لغته الفرنسية بمساعدة مستشاريه المقربين. ورغم أن التوقعات بشأن مستواه في الفرنسية كانت منخفضة، فقد تمكن من تقديم حجج متماسكة ضد منافسين يتحدثون الفرنسية أيضاً كلغة ثانية، بحسب “بلومبرغ”.
وتعثر كارني في بعض اللحظات، إذ قال عن طريق الخطأ: “نحن نتفق مع حماس”، لكنه سارع إلى تصحيح نفسه بعدما نبهته فريلاند، موضحاً: “نحن ضد حماس”.
ولم يفز أي زعيم ليبرالي من خارج مقاطعة كيبيك في انتخابات عامة بكندا منذ عام 1965، وفقاً لـ”بلومبرغ”.
ومن المقرر أن تعقد مناظرة باللغة الإنجليزية، مساء الثلاثاء، بينما سيختار أعضاء الحزب الليبرالي زعيمهم الجديد في 9 مارس المقبل.
وحتى الآن، حصل كارني على دعم وزراء بارزين في الحكومة الليبرالية، من بينهم وزيرة الخارجية ميلاني جولي، ووزير الصناعة فرانسوا فيليب شامبان، ووزير البيئة ستيفن جيلبو، ووزير الطاقة جوناثان ويلكينسون، ووزير الدفاع بيل بلير، ووزيرة النقل أنيتا أناند، ووزير العمل ستيفن ماكينون.
وتظهر استطلاعات رأي تأخر فريلاند عن كارني، لكنها تتقدم على مرشحين اثنين أقل شهرة، هما زعيمة الأغلبية الحكومية السابقة كارينا جولد، ورجل الأعمال فرانك بايليس.
ويتحدث جميع المرشحين الفرنسية بطلاقة أكثر من كارني. وإذا فاز كارني بزعامة الحزب، تشير استطلاعات إلى أنه سيكون في سباق متقارب مع بويليفري، في تحول عن الأشهر الماضية عندما كان الليبراليون متجهين نحو خسائر كبيرة في المقاعد تحت قيادة ترودو.
ومن المقرر أن تجري كندا انتخابات بحلول شهر أكتوبر المقبل، لكنها من المتوقع أن تكون في موعد أقرب. وقال كارني في مقابلة الأسبوع الماضي، إنه سيرجح الدعوة إلى انتخابات مبكرة للحصول على تفويض قبل تنفيذ تغييرات كبيرة.