قال أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن أوكرانيا ترغب في أن تسرع أوروبا بتعيين مبعوث لمفاوضات السلام المحتملة مع الولايات المتحدة وروسيا، في وقت يصرّ فيه زعماء أوروبيون على ضرورة أن يكون لهم رأي في المحادثات الدولية لإنهاء حرب أوكرانيا على الرغم من الرسالة الواضحة من واشنطن وموسكو، بأنه لا يوجد دور لهم حتى الآن في المفاوضات التي يمكن أن تشكل مستقبل القارة.
وأضاف إيجور جوفكفا متحدثاً لـ”بلومبرغ”، أن أوكرانيا تريد من أوروبا ترشيح ممثل عنها للمشاركة في مفاوضات السلام المحتملة مع الولايات المتحدة وروسيا، مضيفاً قوله: “يجب اتخاذ القرار بسرعة. آمل أن يتم ذلك مباشرة بعد اجتماع باريس. يجب أن نتصرف، وليس أن نفكر”.
ورفض مستشار الرئيس الأوكراني، الموجود في بروكسل لإجراء مشاورات أمنية، اقتراح أسماء، لكنه أشار إلى أن الشخص يجب أن يكون على مستوى قيادي ليكون له نفس مكانة زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأيّد زيلينسكي الفكرة أيضاً، إذ قال للصحافيين في كييف، عبر الفيديو من الإمارات، “يجب أن يكون هناك ممثل لأوروبا”.
صدمة أوروبية
وأصيب مسؤولون أوروبيون بالصدمة من تحركات إدارة ترمب بشأن أوكرانيا وروسيا والدفاع الأوروبي في الأيام القليلة الماضية. ومن أبرز مخاوفهم أنهم قد لا يعود بوسعهم الاعتماد على حماية الجيش الأميركي، وأن ترمب قد يبرم اتفاق سلام في أوكرانيا مع الرئيس الروسي “يقوض أمن كييف وأمن حدود القارة الأوروبية”.
وعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على عجل، قمة مصغرة، الاثنين، في باريس مع العديد من القادة الأوروبيين، بما في ذلك رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لمناقشة أوكرانيا والسبل الممكنة لتعزيز الإنفاق الدفاعي الأوروبي.
وتحدث ماكرون مع ترمب عبر الهاتف لمدة 20 دقيقة تقريباً قبل الاجتماع، وفقاً للرئاسة الفرنسية. كما يخطط ماكرون لإطلاع ترمب على آخر المستجدات بعد القمة.
وأفادت “بلومبرغ” بأن الولايات المتحدة تواصلت أيضاً بهدوء مع الدول الأوروبية للحصول على تفاصيل بشأن الضمانات الأمنية التي قد تكون على استعداد لتقديمها لأوكرانيا لضمان التوصل إلى اتفاق سلام دائم. وعلى وجه الخصوص، تريد إدارة ترمب معرفة كيف يجب أن يتفاعل الحلفاء إذا تعرضت أي قوات لحفظ السلام لهجوم من قبل موسكو.
ضمانات أمنية قبل المحادثات
ومع عزم الولايات المتحدة التحرك بسرعة نحو إنهاء حرب أوكرانيا، تخاطر أوروبا بالتهميش من المفاوضات التي قد تحدد في نهاية المطاف التوازن الأمني في القارة لسنوات قادمة إذا لم تتوصل بسرعة إلى خطة ملموسة، وفق “بلومبرغ”.
وقال المسؤولون الأوروبيون وكييف، إنهم يريدون من الحلفاء الموافقة على الضمانات الأمنية قبل التحدث إلى روسيا، ولن توافق أوكرانيا على أي شيء لم تشارك في التفاوض عليه. وقال العديد من المسؤولين لـ”بلومبرغ” إنه من أجل التأثير على المناقشات، تحتاج أوروبا ليس فقط إلى إحضار شيء ملموس إلى الطاولة، بل وأيضاً معرفة من يتحدث باسمها.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى دعم الولايات المتحدة، مؤكداً استعداده للنظر في إرسال قوات بريطانية إلى الأراضي الأوكرانية إلى جانب آخرين “إذا كان هناك اتفاق سلام دائم”.
ومع ذلك، كان هناك خلاف مع بعض دول الاتحاد الأوروبي، مثل بولندا، التي قالت إنها لا تريد الانخراط بشكل مباشر داخل الأراضي الأوكرانية.
وأقر رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، بأن الأوروبيين “بحاجة إلى التوصل إلى استنتاج مشترك بشأن ما يمكننا المساهمة به. وبهذه الطريقة سنحصل في النهاية على مقعد على الطاولة”، مضيفاً أن “الجلوس على الطاولة دون المساهمة أمر لا طائل منه”.
وتذمر بعض المسؤولين الأوروبيين من استبعاد غالبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من اجتماع باريس. وقالت الرئيسة السلوفينية ناتاشا بيرك موسار إن صيغة باريس ترسل “رسالة خاطئة” لأنها تشير إلى أن إجماع الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا وقضايا أخرى قد ينهار.
وتمت دعوة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس أنطونيو كوستا لتمثيل الكتلة الأوسع، إلى جانب رئيس حلف شمال الأطلسي مارك روته.