اعتبر وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، الأربعاء، أن عودة أوكرانيا إلى حدودها القديمة، ما قبل عام 2014، “هدف غير واقعي”، مشيراً إلى أن واشنطن لا تدعم حالياً انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وقال هيجسيث خلال كلمته أمام مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا في بروكسل: “لن نتمكن من إنهاء هذه الحرب المدمرة وإرساء السلام الدائم إلا من خلال الجمع بين قوة التحالف والتقييم الواقعي لساحة المعركة”، مضيفاً أن “العودة إلى حدود أوكرانيا قبل عام 2014 هو هدف غير واقعي”.
ووعد هيجسيث، الذي كان يتحدث من داخل مقر حلف شمال الأطلسي “الناتو” في بروكسل، بدعم الولايات المتحدة للحلف، في حين دعا الحلفاء إلى إنفاق المزيد على الدفاع.
وقال هيجسيث إن “أي سلام دائم” لأوكرانيا “يجب أن يشمل ضمانات أمنية قوية”.
عضوية أوكرانيا في “الناتو”
وذكر هيجسيث أن “الولايات المتحدة لا تعتقد أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، تشكل نتيجة واقعية للتسوية التفاوضية”.
وأصر على عدم دخول أي قوات أميركية إلى أوكرانيا، مؤكداً أن أي “قوات لحفظ السلام يتم إرسالها إلى أوكرانيا في أي وقت، يتعين نشرها كجزء من مهمة غير تابعة لحلف شمال الأطلسي، ولا ينبغي أن تخضع هذه القوات للمادة الخامسة” من ميثاق “الناتو”، والتي تنص على أن الهجوم على حليف هو هجوم على التحالف بأكمله.
ولم يتم اللجوء إلى المادة الخامسة إلا مرة واحدة، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
كما عزز وزير الدفاع الأميركي الجديد نية إدارة ترمب في تحويل تركيزها بعيداً عن أوروبا، إذ قال إن الأولويات مثل الصين وتأمين الحدود الجنوبية “تمنع الولايات المتحدة من التركيز بشكل أساسي على أمن أوروبا”.
وأشاد الحلفاء بالتزام هيجسيث بحلف شمال الأطلسي، الذي يدعو ترمب لزيادة إنفاق أعضائه على الدفاع، لكن إصرار الرئيس الأميركي على أن تنفق البلدان 5% من الناتج المحلي الإجمالي سيثبت أنه مستحيل تقريباً بالنسبة لمعظم الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وستحتاج الولايات المتحدة إلى زيادة الإنفاق العسكري من نحو 800 مليار دولار سنوياً إلى 1.3 تريليون دولار لتحقيق هدف الـ5%.
“الوقوف إلى جانب أوكرانيا”
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، رداً على تعليقات هيجسيث: “نحن نسمعك”، مؤكداً الوقوف إلى جانب أوكرانيا، والعمل من أجل الأمن الأوروبي، وفق ما أوردت مجلة “بوليتيكو”.
وترأس هيلي مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا، وهي مجموعة تضم 50 دولة تجتمع شهرياً للتخطيط للدعم العسكري لأوكرانيا. وتولى المنصب خلفاً لوزير الدفاع الأميركي السابق لويد أوستن.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستواصل المشاركة في المجموعة، ولكنها لن تدير الاجتماعات بعد الآن.
وانتقدت كييف موقف إدارة ترمب بشأن العودة إلى حدود قبل عام 2014. وقال أوليكساندر ميريزكو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوكراني، إن تعليقات هيجسيث “غير منطقية”.
وأضاف: “يتعين على وزير الدفاع الأميركي الجديد أن يبدأ ببساطة بالحضور إلى أوكرانيا والتعرف على القوات المسلحة الأوكرانية، تستطيع أوكرانيا استعادة كل أراضيها، وهذا حقيقي تماماً، ولكن لكي يحدث هذا، هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، وعقوبات أقوى، خصوصاً العقوبات المالية الأميركية، ضد الاقتصاد الروسي”.