أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بقاء قواته في جنوب لبنان بعد “تمديد فترة تطبيق” اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي، فيما نفت الرئاسة اللبنانية حصول أي اتفاق، وشددت على الانسحاب ضمن المهلة المحددة في 18 فبراير الجاري.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه “تم تمديد فترة تطبيق الاتفاق، ولا يزال الجيش الإسرائيلي منتشراً في الميدان، ولذلك يمنع الانتقال جنوباً”.
وأضاف أنه يحظر عودة اللبنانيين إلى منازلكم “في المناطق المعنية حتى إشعار آخر”، مهدداً بأن “كل من يتحرك جنوباً يعرض نفسه للخطر”.
نفي لبناني
ونفت الرئاسة اللبنانية أنباء تمديد الاتفاق، قائلة إن “رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أكد مراراً إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الإسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 فبراير الجاري”.
كما نفى المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في بيان، صحة أنباء “تمديد وقف النار مرة ثانية”، ووصف ذلك بأنه “محض اختلاق” و”مزيف تماماً”.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي بين لبنان وإسرائيل، كان لدى القوات الإسرائيلية مهلة حتى 26 يناير للانسحاب من جنوب لبنان.
وتم تمديد المهلة بالفعل حتى 18 فبراير، لكن المصدران قالا، إن إسرائيل طلبت تمديداً إضافياً لمدة 10 أيام عبر اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار.
“كان”: إذن أميركي
ونقلت “هيئة البث العامة” الإسرائيلية (كان) عن مسؤولين كبار في الحكومة الإسرائيلية قولهم، إن “إسرائيل حصلت على إذن من الولايات المتحدة بالبقاء بعد تاريخ وقف إطلاق النار في عدة نقاط في لبنان”.
وذكرت الهيئة، أن إسرائيل قدمت طلبها خلال زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لواشنطن الأسبوع الماضي، لكنه لم تشير إلى أن هذه “مجرد تفاهمات أولية”.
يأتي هذا بعد يوم من تصريح مسؤول أميركي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، بأن “أميركا رفضت الطلب الإسرائيلي بتمديد آخر للموعد النهائي لانسحاب الجيش الإسرائيلي”.
ولم يصدر بيان حتى الآن من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء أوري جوردين قال، إنه “يعتقد أن شروط الاتفاق ستنفذ”.
وأضاف جوردين في لقاء مع إذاعة محلية: “أعتقد أننا سنعيد تموضعنا بالفعل الأسبوع المقبل، وسيتم تنفيذ الاتفاق”.
وذكر جوردين، في تصريحات نقلها متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن “التهديد الخطير الذي كان يشكله حزب الله على سكان الشمال، وعلى إسرائيل بأكملها تم القضاء عليه”.
لكنه أضاف: “هذا لا يعني أنه لم يعد هناك عدو، أو أن حزب الله قد انتهى، ولكن هذا التهديد الخطير قد زال. الواقع الأمني في الشمال آمن، والتحدي الأكبر الذي نواجهه هو الحفاظ على ذلك في المستقبل”.
“القضايا الملحّة”
الرئيس اللبناني جوزاف عون شدد في كلمة له خلال أول جلسة للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام، الثلاثاء، على أهمية “التصدي للقضايا الملحّة حالياً” ومن بينها “كيفية تطبيق القرار 1701، مع التأكيد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي في 18 فبراير الجاري، رغم التحديات القائمة”.
كما أكد سلام، أن لبنان، خلال فترته، سينفذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرباً سابقة بين “حزب الله” وإسرائيل في عام 2006.
وينص القرار 1701 الذي تم اعتماده بالإجماع في مجلس الأمن عام 2006، على “وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل”، ويدعو إلى “وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة”.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في نوفمبر الماضي، قتالاً استمر أكثر من عام بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، وكان يدور بالتوازي مع حرب غزة.
وبلغت المعارك ذروتها في حملة جوية وبرية إسرائيلية أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص في لبنان، وإضعاف “حزب الله” بشدة، بعد اغتيال معظم قياداته العسكرية في الضربات الإسرائيلية.