انطلقت اجتماعات المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الأربعاء، وستعقبها قمة رؤساء دول وحكومة الاتحاد، السبت، لبحث عدة تحديات، بما فيها انتخاب قيادات جديدة للاتحاد، والأزمتان في السودان والكونغو الديمقراطية.
وانتخب المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، الأربعاء، مفوضين من الجزائر وغانا ونيجيريا وزامبيا وجنوب إفريقيا وسوازيلاند، لشغل مفوضيات الاقتصاد، والشؤون السياسية والسلم والأمن، والزراعة، والصحة،والتعليم والطاقة.
وقال مسؤولون إن انتخاب القيادة العليا لمفوضية الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك رئيس المفوضية القادم للفترة 2025-2028 سيكون تطوراً رئيسياً في القمة الـ38 للاتحاد الإفريقي، من 15 إلى 16 فبراير، في أديس أبابا، حسبما نقلت صحيفة News times الرواندية.
وتحتدم المنافسة على رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي بين المرشح الرئاسي السابق في كينيا رايلا أودينجا، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، بعد انقضاء فترة الرئيس الحالي التشادي موسى فكي.
خفض المساعدات الأميركية
ومن المتوقع أن تهيمن على قمة الاتحاد الإفريقي، السبت، الصراعات الإقليمية في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان، بالإضافة إلى خفض المساعدات الإنسانية الأميركية في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترمب.
وقبل القمة الرئيسية، سيعقد الزعماء جلسة طارئة، الجمعة، لمناقشة العنف في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تخوض حركة M23 المسلحة المدعومة من رواندا معارك ضد الجيش الكونغولي، بعد استيلائها على مدينة جوما شرق البلاد، الغنية بالمعادن.
ودعت قمة مشتركة للكتل الإفريقية الشرقية والجنوبية الأسبوع الماضي إلى وقف إطلاق النار.
ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، واصلت الحركة المسلحة الزحف جنوباً نحو بوكافو في هجوم سريع خلّف مئات الضحايا، وأثار مخاوف من اندلاع حرب إقليمية.
رئيس جديد للمفوضية
وستجرى انتخابات القيادة العليا لمفوضية الاتحاد الإفريقي خلال جلسات المجلس التنفيذي والجمعية، وفقاً لبيان صادر عن المنظمين.
وفي يناير الماضي، أعلن المرشحون الثلاثة المتنافسون على منصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وهم، وزير الخارجية في جيبوتي محمود علي يوسف، ورئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينجا، ووزير الخارجية السابق في مدغشقر ريتشارد راندريماندراتو، عن أولوياتهم لتعزيز تطلعات الاتحاد من أجل إفريقيا متكاملة وموحدة ومزدهرة.
ومن حيث المبدأ، فإن الرئيس التنفيذي القادم للاتحاد الإفريقي سيكون من منطقة شرق إفريقيا، التي لم تقدم أي رئيس تنفيذي منذ إصلاح الاتحاد في عام 2002، ولهذا السبب فإن جميع المرشحين في السباق من هذه المنطقة.
وقال المرشح الكيني رايلا أودينجا، الذي وضع مؤخراً أجندته المكونة من 8 أولويات رئيسية، إنه يعتمد على الدعم الإقليمي، وخاصة من رؤساء دول مجموعة شرق إفريقيا.
وتشمل أجندة أودينجا التحول الاقتصادي، وتعزيز التجارة بين البلدان الإفريقية، والاستقلال المالي لإفريقيا، والدفاع عن المساواة بين الجنسين، والعمل المناخي، والسلام والأمن، وتحويل الزراعة، والتكامل القاري.
ويحتاج المرشحون إلى دعم ثلثي الدول الأعضاء التي لها حق التصويت، باستثناء الدول التي تم تعليق عضويتها بعد الانقلابات، بما في ذلك الجابون ومالي والنيجر.
التعويضات للأفارقة
وأكد الاتحاد الإفريقي أن العدالة التعويضية لإفريقيا يمكن أن تعزز الشفاء والمساواة والاعتراف بحقوق ومساهمات الشعوب الإفريقية.
وقال الاتحاد الإفريقي في بيان سبق هذه الاجتماعات: “إنها تشمل مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى معالجة الظلم التاريخي الناجم عن الاستعمار والعبودية والتمييز المنهجي”.
وأشار الاتحاد الإفريقي إلى أن “التعقيدات المرتبطة بمعالجة الأخطاء الماضية، سواء كانت نابعة من الاستعمار أو الاستعباد عبر الأطلسي أو الفصل العنصري أو التمييز المنهجي، تتطلب فحصاً شاملاً ونهجاً استراتيجياً”.
وأضاف البيان: “إن التعويضات للأفارقة والأشخاص من أصل إفريقي تمنح الاتحاد الإفريقي الفرصة لتولي زمام المبادرة في أجندة التعويضات في أفريقيا”.
وذكر الاتحاد الإفريقي أنها “ستساعد في جمع المواطنين الأفارقة والشتات الإفريقي لبناء جبهة مشتركة وموحدة، من أجل قضية العدالة ودفع التعويضات للأفارقة عن الجرائم التاريخية والفظائع الجماعية المرتكبة ضد الأفارقة والأشخاص من أصل إفريقي، بما في ذلك الاستعمار والفصل العنصري والإبادة الجماعية”.
ويتولى الرئيس الأنجولي جواو لورينكو، الذي شارك بشكل كبير لعدة سنوات في الوساطة غير المجدية بين رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي ورئيس رواندا بول كاجامي، الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، وهو دور شرفي يتغير سنوياً.