وسعت إسرائيل عملياتها في الضفة الغربية، الأحد، لتشمل مخيم “نور شمس” للاجئين شرق مدينة طولكرم، فيما نفذت مداهمات واعتقالات في مخيميْ “الفارعة” جنوب طوباس وجنين، هي الأوسع منذ إطلاق عمليتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة في 21 يناير الماضي، وهو ما نددت به وزارة الخارجية الفلسطينية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، إن الجيش الإسرائيلي قتل سيدتين، إحداهما حامل وجنينها في مخيم “نور شمس”، فيما أصاب زوجها بالرصاص.
وأشارت الوزارة إلى أن الطواقم الطبية في طولكرم لم تتمكن من إنقاذ حياة الجنين، بسبب عرقلة الجيش نقل المصابين إلى المستشفى، فيما تم نقل زوجها لمستشفيات رام الله.
ومنع الجيش الإسرائيلي، طواقم جمعية الهلال الأحمر من الوصول إلى مصابين داخل المخيم، ليرتفع عدد الضحايا في طولكرم خلال العمليات الإسرائيلية المستمرة منذ 14 يوماً إلى 6.
وفي وقت سابق، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، توسيع نطاق العملية عسكرية في الضفة الغربية لتشمل مخيم نور شمس.
آلاف النازحين في الضفة الغربية
أما في جنين ومخيمها، فقد واصل الجيش الإسرائيلي هجماته لليوم الـ20 على التوالي مخلفاً، 25 ضحية وعشرات الإصابات.
وأفادت مصادر محلية، بأن الدمار الهائل والخراب الكبير في منازل وممتلكات الفلسطينيين في مخيم جنين تكشف، بعد انسحاب آليات الجيش من أحياء قليلة داخله وإعادة تمركزه في أحياء أخرى، حيث ظهرت بعض البيوت، وقد سويت بالأرض بشكل كامل، فيما انتشر الدمار في الشوارع والبنى التحتية والسيارات والممتلكات الخاصة بالمواطنين.
وقال محافظ جنين، كمال أبو الرب، إن “عدد النازحين من المخيم تجاوز 15 ألف شخص، بواقع 3500 أسرة متوزعين على عدة بلدات وقرى في المحافظة، وأكثرها بلدة برقين غرب جنين”.
وأكد المحافظ، أن الجيش الإسرائيلي مستمر في هدم وحرق منازل المواطنين في المخيم، مضيفاً أن “الحصار الذي استمر على مدينة جنين لأكثر من عامين، فاقم من سوء الوضع الاقتصادي”.
وتواصل المُسيرات الإسرائيلية التحليق في سماء مخيم جنين، حيث ألقت قنابل في ساحة المخيم وعدة شوارع أخرى أكثر من مرة، كما تواصل الآليات حصار مستشفى جنين الحكومي، بعد تجريف مدخله والشارع الرئيس الواصل إليه.
واعتقل الجيش الإسرائيلي، السبت، 3 فلسطينيين من بلدة اليامون غرب جنين، في حين احتجز مركبات المواطنين، وعرقل حركتهم في المنطقة الصناعية داخل المدينة، كما دفع بتعزيزات كبيرة مصحوبة للجرافات العسكرية إلى مدينة جنين ومحيط المخيم.
أما في طوباس، فواصل الجيش الإسرائيلي، هجماته العسكرية على مخيم “الفارعة” جنوباً، لليوم الثامن على التوالي، إذ منذ صباح الأحد، دفع الجيش الإسرائيلي بمزيد من التعزيزات العسكرية من حاجز الحمرا باتجاه المخيم، في حين أجبر، عشرات العائلات في المخيم، على النزوح من منازلها وإخلائها، تحت تهديد السلاح.
ويواصل الجيش الإسرائيلي تدمير البنية التحتية وممتلكات الفلسطينيين في المخيم، بالتزامن مع استمرار مداهمة المنازل، والتحقيقات الميدانية معهم.
ومنذ صباح السبت، اعتقل الجيش 8 شبان من المخيم، بعد مداهمة منازلهم، وفي وقت سابق، أدان محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد، إجبار قوات الاحتلال، للعائلات فلسطينية على النزوح من المخيم، وكانت عدة مدارس في طوباس فتحت أبوابها لإيواء النازحين من المخيم.
وفي 21 يناير الماضي، بدأت إسرائيل هجوماً عسكرياً موسعاً على الضفة الغربية، استهلته بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسعت عملياتها لتشمل مدينة طولكرم ومخيمها في 27 يناير، قبل أن يقتحم الجيش الإسرائيلي بلدة طمون ومخيم الفارعة في محافظة طوباس في 2 فبراير، حيث انسحب من طمون بعد حصار دام 7 أيام، ويواصل عملياته على مخيم الفارعة.
من جانبها نددت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأحد، بالحملة العسكرية الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن إسرائيل “تتعمد استهداف المدنيين العزل”.
وقالت الوزارة، في بيان: “الوزارة إذ تتابع جرائم القتل والتطهير العرقي والنزوح القسري التي ترتكبها قوات الاحتلال، فإنها في الوقت ذاته تكرر المطالبة بتوفير الحماية الدولية لشعبنا من بطش وتنكيل الاحتلال”