توعدت المفوضية الأوروبية، الاثنين، بالرد على الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فرضها على واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة، “بما يحمي مصالح الاتحاد الأوروبي”، حسبما ورد في بيان للمفوضية.
وأضافت المفوضية: “لا يرى الاتحاد الأوروبي سبباً لفرض رسوم جمركية على صادراته. وسنرد لحماية مصالح الشركات والقوى العاملة والمستهلكين الأوروبيين من الإجراءات غير المبررة”.
وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، شدد، الاثنين، على أن الاتحاد الأوروبي سيرد على أحدث إعلان للرئيس الأميركي، بشأن الرسوم الجمركية، مضيفاً في تصريحات لقناة TF1، إن فرنسا وشركاءها الأوروبيين يجب ألا يترددوا في الدفاع عن مصالحهم في مواجهة تهديدات الرسوم الجمركية الأميركية.
ولدى سؤاله عما إذا كانت فرنسا والاتحاد الأوروبي سيردان على ذلك، قال بارو: “بالطبع… هذا ما قام به دونالد ترمب بالفعل في 2018 وقمنا بالرد. وسنرد مرة أخرى”.
وأضاف أن “المفوضية الأوروبية ستحدد القطاعات التي ستتأثر بذلك الرد”، مؤكداً أن المفوضية “مستعدة للرد في الوقت المناسب. والآن هذا الوقت قد حان. ليس من صالح أي طرف بدء حرب تجارية مع الاتحاد الأوروبي”.
وكان ترمب صرّح الأسبوع الماضي بأنه سيفرض رسوماً جمركية على الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى إجراءات بروكسل ضد شركات التكنولوجيا الأميركية، في إشارة إلى قانون التكتل The Digital Services Act (DSA)، والعجز التجاري الكبير بين الجانبين. ولم يحدد تفاصيل بشأن موعد تنفيذ هذه التدابير أو إمكانية تفاوض الاتحاد الأوروبي لتجنبها.
رسوم جمركية جديدة بنسبة 25%
وفي أحدث خطوة من جانب ترمب في سلسلة من الرسوم الجمركية التي هدد بها على دول وقطاعات محددة، أعلن الرئيس الأميركي، الأحد، عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كل واردات الصلب والألمنيوم الجديدة إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى الرسوم القائمة على المعادن في تصعيد آخر وكبير لتغيير السياسة التجارية لبلاده.
وأضاف متحدثاً على متن طائرة الرئاسة Air Force One، أن الرسوم الجمركية ستطبق على واردات المعادن من جميع البلدان، وعندما سئل عما إذا الرسوم تشمل المكسيك وكندا، قال ترمب إن الرسوم “ستغطي الجميع”، ولم يحدد متى ستدخل حيز التنفيذ.
ولفت ترمب إلى أنه سيعلن عن رسوم جمركية متبادلة هذا الأسبوع على الدول التي تفرض ضرائب على الواردات الأميركية، قائلاً إن هذه الرسوم “ستدخل حيز التنفيذ فور الإعلان عنها”، لكن من غير المؤكد ما إذا كان سيتابع في تنفيذها، إذ سبق أن أعلن بالفعل عن فرض رسوم على كندا والمكسيك، وأوقفها، بينما واصل فرضها على الصين.
ويخطط الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات انتقامية ضد وادي السيليكون، حال مضي ترمب في تهديداته بفرض رسوم جمركية على دول التكتل، في أول استخدام لأداة الردع الأوروبية التي تُعرف بـ”البازوكا” Bazooka، والتي قد تُدخل قطاع الخدمات في دوامة حرب تجارية محتملة.
وكانت مصادر أوروبية مطلعة على الخطط، قالت لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن المفوضية الأوروبية تبحث استخدام “أداة مكافحة الإكراه” في نزاع محتمل مع واشنطن، ما يتيح للاتحاد الأوروبي استهداف قطاعات الخدمات الأميركية، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الكبرى.
ولا يزال حجم طموحات ترمب التعريفية الإجمالية غير واضح، إذ عزز استعداده لعكس المسار في بعض الأحيان من خلال استخدام التعريفات الجمركية كأداة تفاوضية.
وقال إنه سيفرض رسوماً على السلع، بما في ذلك الأدوية والنفط وأشباه الموصلات، والواردات من الاتحاد الأوروبي، كما تبنى التعريفات الجمركية باعتبارها محوراً لمحاولته إعادة تشكيل الاقتصاد الأميركي، وتقليص العجز التجاري وإيجاد مصادر جديدة للإيرادات للمساعدة في تحقيق أجندته الضريبية.
ومع ذلك، تهدد هذه التحركات بإحداث فوضى اقتصادية، حيث يقول خبراء الاقتصاد، إن الرسوم سترفع التكاليف على الشركات المصنعة الأميركية التي تستورد السلع، وترفع الأسعار للمستهلكين الذين سئموا بالفعل من التضخم، وتقلل من تدفقات التجارة، وتفشل في جلب الإيرادات التي توقعها ترمب.