قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين في بلدة طمون بقضاء طوباس في الضفة الغربية المحتلة، مساء الأربعاء، وذلك وسط تصعيد للحملة العسكرية التي دخلت أسبوعها الثاني، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن القوات ستبقى في مخيم جنين للاجئين بعد اكتمال العملية ولن تغادره.
وذكر كاتس، في زيارة إلى المخيم، أن “مخيم جنين لن يكون كما كان… بعد انتهاء العملية ستبقى قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في المخيم”. ولم يسهب في التفاصيل، في حين رفض المتحدث العسكري التعليق.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان صحافي، “اقتحام كاتس الاستفزازي” لجنين، وتصريحاته “التحريضية” ضد الشعب الفلسطيني وقياداته، وطالبت المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بسرعة التدخل “لوقف هذا العدوان، والنظر بجدية في نقل إسرائيل لمشاهد الدمار من غزة إلى الضفة الغربية”.
وأضافت: “نرى أن استمرار العدوان على الضفة، وإغلاقها وعزلها بمئات الحواجز والبوابات الحديدية، وفرض عقوبات جماعية على المواطنين الفلسطينيين، إشعال مفتعل للأوضاع من قبل الحكومة الاسرائيلية، بديلاً لإحلال الهدوء في القطاع والضفة”.
وينفذ مئات الجنود الإسرائيليين حملة عسكرية في الضفة الغربية المحتلة، مدعومين بطائرات مروحية ومسيرة ومركبات مدرعة، حيث قتلوا أكثر من 30 فلسطينياً، وأوقعوا أكثر من مائة جريح، غالبيتهم في مخيم ومدينة جنين.
وبدأت العملية التي أطلقت عليها الحكومة الإسرائيلية اسم “الجدار الحديدي” قبل 10 أيام، حيث تركزت في مخيم جنين، ثم امتدت لتشمل مخيمَي نور شمس وطولكرم، وجميعها في شمال الضفة الغربية.
“تهجير جماعي”
وفي داخل المخيم، هدمت عشرات المنازل وحفرت جرافات مدرعة خاصة الطرق، مما أدى إلى نزوح الآلاف من الناس عن منازلهم. كما تم قطع المياه. وقال المسؤولون الفلسطينيون إن 80% على الأقل من سكان المخيم أجبروا على مغادرة منازلهم.
وقال رئيس بلدية جنين، محمد جرار، إن قوات الاحتلال أجبرت نحو 15 ألف مواطن من سكان المخيم على إخلائه خلال هذا الاجتياح المتواصل.
وأضاف جرار أن الجيش قام بهدم وحرق وتفجير أكثر من 100 منزل داخل المخيم منذ بداية العملية، وقام بتجريف واسع في شوارع المخيم، مما أدى إلى تدمير شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات.
وأشار إلى أن هذه العملية رقم 104 التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في مدينة ومخيم جنين خلال الأعوام الأربعة الأخيرة. وتابع بالقول: “المختلف هذه المرة هو التهجير الجماعي لسكان مخيم جنين، والهدم المتواصل للبيوت والمباني”.
وشملت العملية فرض حصار على 4 مستشفيات في المدينة وتفتيش كل من يصل إليها.
وترافقت العملية مع إقامة حواجز عسكرية وبوابات حديدية وإغلاقات صخرية لمختلف التجمعات السكانية، وفرض قيود مشددة على حركة المواطنين.
ويعيش في مخيم جنين فلسطينيون هُجّر أجدادهم من ديارهم بعد نكبة 1948.
ومع هدوء المواجهات في غزة، كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها في شتى أنحاء الضفة، وأقامت نقاط تفتيش وحواجز على الطرق جعلت تنقل الفلسطينيين لمسافات قصيرة بين المدن والقرى يستغرق ساعات طويلة.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب 1967. ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.