خلصت دراسة نشرتها دورية “لانسيت” الطبية، إلى أن متوسط عمر سكان قطاع غزة المتوقع، انخفض إلى النصف تقريباً، خلال العام الأول من الحرب الإسرائيلية على غزة، في الفترة من أكتوبر 2023 إلى سبتمبر 2024.
ووجدت الدراسة التي قادها ميشيل جيلو، أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم في جامعة بنسلفانيا الأميركية، وفريق من المتعاونين الدوليين، أن متوسط العمر المتوقع لدى سكالن القطاع، انخفض من 75.5 عاماً ما قبل الحرب إلى 40.5 عاماً للفترة الزمنية بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024.
وكان الانخفاض في متوسط العمر المتوقع أعلى لدى الرجال بنسبة 51.6%، إذ كان قبل الحرب 73.6 عاماً وانخفض إلى 35.6 عاماً، مقارنة بالنساء، إذ بلغت النسبة 38.6 %، بانخفاض من 77.5 عاماً قبل الحرب إلى 47.5 عاماً.
واستندت الدراسة إلى التقديرات الرسمية لتوزيع الأعمار والجنسين لسكان قطاع غزة في منتصف العام عن الفترة من 2017 إلى 2025 والتي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 2017.
3 سيناريوهات
واعتمد مؤلفو الدراسة، 3 سيناريوهات لحساب متوسط العمر المتوقع، أولها السيناريو المركزي والسيناريوهان المنخفض والمرتفع.
واستند السيناريو المركزي على التعداد الرسمي للوفيات من وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، باستثناء العدد التقديري للأفراد الذين تم الإبلاغ عن فقدهم أو وجودهم تحت الأنقاض، إذ يقدر متوسط العمر المتوقع بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024 بـ 40.5 عاماً.
أما السيناريو المنخفض، فقد اعتمد على الوفيات التي كانت معلومات التعريف الكاملة عنها متاحة، إذ قدر متوسط العمر المتوقع بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024 بـ 44.4 عاماً.
وفي حالة السيناريو المرتفع، فقد اعتمد على التعداد الرسمي للوفيات من وزارة الصحة في غزة، بما في ذلك الحد الأدنى لعدد الأفراد الذين تم الإبلاغ عن فقدهم أو وجودهم تحت الأنقاض، حيث قدر متوسط العمر المتوقع بين أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024 بـ 36.1 عاماً.
وقال المؤلفون، إن تقدير السيناريو المركزي لمتوسط العمر المتوقع 40.5 عاماً يشمل الوفيات للأشخاص الذين لم تكن معلومات هويتهم كاملة والذين لم يكن من الممكن التحقق من وجودهم مقابل سجل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
ونظراً لأن التقدير لا يشمل الأفراد الذين تم الإبلاغ عن فقدهم أو وجودهم تحت الأنقاض، فقد يظل تقديراً أقل من الواقع. بالإضافة إلى ذلك، يسلط مؤلفو الدراسة، الضوء على أن أياً من السيناريوهات لا يشمل التأثيرات غير المباشرة للحرب، مثل الافتقار إلى الوصول إلى الرعاية الصحية وسوء التغذية على الوفيات.
وبالنسبة للوفيات خلال فترة ما قبل الحرب، فقد استخدمت الدراسة توزيعات العمر والجنس الرسمية للوفيات من بيانات التسجيل الحيوي، والتي تتوفر سنوياً حتى عام 2022، إذ تم أخذ معلومات إضافية عن الوفيات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات للفترة 2017-2022 من تقديرات مجموعة الوكالات المشتركة للأمم المتحدة لتقدير الوفيات في فلسطين.