أعلن جيم أكوستا، المذيع في شبكة CNN والمراسل السابق في البيت الأبيض الذي شكل “مصدر إزعاج” للرئيس الأميركي دونالد ترمب، مغادرته الشبكة بعدما رفض عرضاً للانتقال للعمل في توقيت ليلي متأخر، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.
وجاء إعلان أكوستا، الذي أمضى 18 عاماً في CNN، في ختام برنامجه الصباحي الذي يستمر لمدة ساعة على الشبكة، الثلاثاء، حيث قال للمشاهدين: “لا تستسلموا للأكاذيب. لا تستسلموا للخوف”.
وقالت “أسوشيتد برس” إن أكوستا لم يربط رسالته مباشرة بترمب، لكن “مغزاها كان واضحاً”، بينما قالت CNN إن قرار نقل أكوستا إلى توقيت يبدأ عند منتصف الليل بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة “لم يكن له أي دوافع سياسية”.
وقبل أقل من نصف ساعة من إعلان أكوستا استقالته، كتب ترمب على منصته “تروث سوشيال”، أن الشائعات حول مغادرة أكوستا تعد “خبراً ساراً”، مضيفاً: “جيم خاسر كبير وسيفشل أينما ذهب”.
وكانت CNN قد أعلنت الأسبوع الماضي، وهو الأسبوع الأول لعودة ترمب إلى البيت الأبيض، إعادة ترتيب برامجها النهارية، وقررت نقل وولف بليتزر إلى التوقيت الذي كان يشغله أكوستا عند 10:00 صباحاً بالتوقيت الشرقي للبلاد، ليقدم البرنامج إلى جانب باميلا براون، حسبما ذكرت “أسوشيتد برس”.
وقالت الوكالة إن CNN عرضت على أكوستا الانتقال إلى تقديم برنامج منتصف الليل من لوس أنجلوس، حيث كان سيُبث في 09:00 مساءً بالتوقيت المحلي، مع بثه أيضاً عبر CNN International، لكنه رفض العرض وفضّل المغادرة.
“أبرز محطة”
وخلال حديثه عن مسيرته، قال أكوستا إنه يُسأل كثيراً عمّا إذا كانت تغطيته لولاية ترمب الأولى هي أبرز محطات عمله في CNN، لكنه يرى أن أهم لحظة كانت مرافقته للرئيس الأسبق باراك أوباما في زيارته التاريخية إلى كوبا عام 2016، حيث سنحت له الفرصة لسؤال الزعيم الكوبي آنذاك، راؤول كاسترو، عن السجناء السياسيين.
وأضاف أكوستا: “بصفتي ابن لاجئ كوبي، تعلمت أن الانحناء أمام الطغاة ليس خياراً في أي وقت كان. لطالما اعتقدت أن دور الصحافة هو محاسبة السلطة، وسعيت دائماً لتحقيق ذلك خلال عملي في CNN وسأواصل القيام به في المستقبل”.
واختتم رسالته الأخيرة بالقول: “لا تستسلموا للأكاذيب. لا تستسلموا للخوف. تمسكوا بالحقيقة وبالأمل”.
ومن جانبها، قالت الشبكة في بيان: “جيم أمضى ما يقارب 20 عاماً في CNN، وله سجل حافل في الوقوف في وجه السلطة، ومن أجل التعديل الأول وحرياتنا الصحافية. نود أن نشكره على تفانيه والتزامه في عمله، ونتمنى له كل التوفيق في المستقبل”.
وبلغت العلاقة المتوترة بين ترمب وأكوستا ذروتها خلال الولاية الرئاسية الأولى، عندما أقدم البيت الأبيض في عام 2018 على تعليق تصريح أكوستا الصحافي لفترة وجيزة، وذلك بعدما واصل توجيه الأسئلة لترمب رغم قوله “هذا يكفي!” خلال مؤتمر صحافي، حيث حاولت مساعدة في البيت الأبيض انتزاع الميكروفون منه.