هدد مسؤول ملف أمن الحدود في الولايات المتحدة توم هومان، المهاجرين غير المُسجلين بشكل قانوني من عواقب تؤدي إلى اعتقالهم، حتى لو لم يكن لديهم أي سجل جنائي، وذلك في إطار التصعيد الذي تشهده سياسات الهجرة بالبلاد.
وفي مقابلة على شبكة ABC News، الأحد، أكد “قيصر الحدود” أن المهاجرين غير المُسجلين في البلاد يجب أن يكونوا في حالة “قلق دائم”، موضحاً أن هذه الإجراءات تأتي ضمن جهود إدارة الرئيس دونالد ترمب لإرسال رسالة واضحة مفادها أن هناك “عواقب لدخول البلاد بشكل غير قانوني”.
وأضاف: “إذا لم نُظهِر العواقب، فلن يتم حل مشكلة الحدود أبداً”، مشيراً إلى أن الإدارة سترحل “أكبر عدد ممكن” من ملايين المهاجرين غير المُسجلين الموجودين في الولايات المتحدة، وأنه سيتم البدء بهؤلاء الذين يشكلون تهديدات على السلامة العامة والأمن القومي.
وذكر هومان أنه تم العثور على أكثر من مليوني شخص على طول الحدود، لكن لم يتم القبض عليهم، ما يعني أن السُلطات لا تعرف مَن هم أو ما هي التهديدات التي قد يشكلها بعضهم.
وأوضح أن “إدارة ترمب لا تزال في المراحل الأولى فقط من تنفيذ خطة الترحيل الجماعي للمهاجرين، وجعل الأولوية لهؤلاء الذين يشكلون تهديداً للسلامة العامة والأمن القومي، ولكن مع توسع العملية، سيكون هناك المزيد من الاعتقالات على مستوى البلاد”.
اعتقالات في “مدن الملاذ”
وحذر هومان من أنه ستكون هناك اعتقالات جانبية، وخاصةً في ما يُسمى بـ”مدن الملاذ” التي يقول إنها تقاوم مساعدة مسؤولي إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في تحديد مكان واعتقال المهاجرين غير المُسجلين الذين هم في مراكز الاحتجاز بالفعل بسبب جرائم أخرى، قائلاً: “مدن الملاذ تمنعهم من دخول السجون”.
وفي “مدن الملاذ”، يمكن للمهاجرين الذين يواجهون احتمال الترحيل الحصول على المساعدة القانونية ومقاومة قرار الترحيل، وتعد أبرز الولايات التي تضم تلك المدن هي نيويورك وكاليفورنيا ونيوجيرسي وكولورادو.
ووفقاً لهومان الملقب بـ”قيصر الحدود”، فإن هذا يخلق مخاوف أمنية كبيرة، إذ أنه عندما يتم إطلاق سراح مهاجر غير مُسجَّل كان قد تم القبض عليه بتهمة ارتكاب جريمة خطيرة من قبل السُلطات المحلية، بدلاً من ترحيله، فإن ذلك “يعرض المجتمع للخطر”.
ومع ذلك، قال إن “هذا هو الوقت الذي من المرجح أن يقوم فيه مسؤولو إدارة الهجرة والجمارك بإجراء اعتقالات جانبية.. عندما نجده (المهاجر غير المُسجَّل) فإنه سيكون مع آخرين، وإذا كان هؤلاء متواجدين في البلاد بشكل غير قانوني، فسيتم اعتقالهم أيضاً”.
وشدد على أن أي شخص يتواجد في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني “مستهدف”، قائلاً: “ليس من المقبول انتهاك قوانين هذا البلد.. لدينا ملايين من الأشخاص يقفون في طوابير، ويخضعون للاختبارات، والفحوصات الأمنية، ويدفعون الرسوم لأنهم يرغبون في القدوم بالطريقة الصحيحة، ولذا إذا كنت في البلاد بشكل غير قانوني، فلديك مشكلة”.
ولفت إلى أنه لا توجد وكالة إنفاذ قانون مُقيَّدة من دخول مواقع معينة لتعزيز السلامة العامة بنفس الطريقة التي يتم تقييد إدارة الهجرة والجمارك بها، وفي الوقت نفسه، قال هومان إن إدارة ترمب لا تستخدم الجيش فحسب لدعم خطة الترحيل الجماعي، بل الحكومة بأكملها، بما في ذلك وزارة العدل.
وأقر هومان بأن الحكومة الفيدرالية، لن تتمكن من إبعاد كل المهاجرين غير المُسجَّلين الموجودين في الولايات المتحدة، قائلاً: “نجاحنا سيعتمد على ما يمنحنا إياه الكونجرس”، إذ حالياً لا تملك إدارة الهجرة والجمارك تمويلًا كافياً من الكونجرس لاحتجاز جميع المهاجرين غير المُسجَّلين الذين تقول إدارة ترمب إنها تأمل في اعتقالهم.
وقال هومان: “أنا واقعي، يمكننا أن نفعل ما بوسعنا بالمال المُتاح لدينا، وسنحاول أن نكون فعَّالين، لكن في وجود المزيد من الأموال، سنتمكن من إنجاز المزيد أيضاً، عندما لا يتم تأمين الحدود، فهذا هو الوقت الذي سيدخل فيه الأشخاص الذين يشكلون تهديداً للأمن القومي، وترتفع فيه معدلات الاتجار بالجنس ويدخل فيه مخدر الفنتانيل”.
وبسؤاله عن كيفية تحديد حجم النجاح في نهاية إدارة ترمب، قال هومان: “نجاحنا في كل يوم هو إبعاد الأشخاص الذين يشكلون تهديداً للسلامة العامة من الشوارع والذين يشكلون تهديداً للأمن القومي من البلاد”.
وتعهّد الرئيس الأميركي بتنفيذ أكبر عملية ترحيل جماعي للمهاجرين في تاريخ الولايات المتحدة، من خلال استهداف نحو 11 مليون شخص، ولكن العديد من التحديات تجعل تحقيق هذا الهدف صعباً.