ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خطاب تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة لمدة 4 سنوات، في ولايته الثانية بعد انتصار سياسي غير مسبوق أعاده إلى البيت الأبيض، وعد خلاله بإعادة عصر “أميركا الذهبي” واستعادة السيادة والتوازنات، فيما حمل رسائل لملامح سياسته الخارجية.
وحضر خطاب التنصيب، إضافة إلى نائب ترمب، جي دي فانس الذي أدّى اليمين قبله، عدد من الشخصيات السياسية الأميركية، بينهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون وقضاة المحكمة العليا، فيما جلست كامالا هاريس التي خسرت أمام ترمب في نوفمبر الماضي بجوار الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في الجزء المخصص للرؤساء السابقين الذين حضروا المراسم وهم باراك أوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي خسرت أمام ترمب في 2016.
وأدلى ترمب (78 عاماً) بخطاب التنصيب داخل القاعة المستديرة بالكونجرس، واستمر نصف ساعة.
نص خطاب تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب
مبنى الكابيتول الأميركي
واشنطن العاصمة
الرئيس ترمب: شكراً لكم. شكراً جزيلًا لكم، جميعاً.
نائب الرئيس فانس، رئيس مجلس النواب جونسون، السيناتور ثون، رئيس المحكمة العليا روبرتس، قضاة المحكمة العليا للولايات المتحدة، الرئيس كلينتون، الرئيس بوش، الرئيس أوباما، الرئيس بايدن، نائبة الرئيس هاريس، والمواطنين الكرام، العصر الذهبي لأميركا يبدأ الآن.
من هذا اليوم فصاعداً، ستزدهر بلادنا وستحظى بالاحترام من جديد في جميع أنحاء العالم، وسنكون محل حسد كل الأمم، ولن نسمح لأنفسنا بأن يتم استغلالنا بعد الآن، خلال كل يوم من أيام إدارة ترمب، ببساطة شديدة، سأضع أميركا أولاً.
سيتم استعادة سيادتنا، وسيُستعاد أمننا، وستُعاد التوازنات إلى العدالة، وسينتهي التسليح الشرس والعنيف وغير العادل لوزارة العدل ولحكومتنا. وستكون أولويتنا القصوى هي إنشاء أمة فخورة، مزدهرة، وحرة. وستصبح أميركا قريباً أعظم وأقوى وأكثر استثنائية من أي وقت مضى.
أعود إلى الرئاسة واثقاً ومتفائلاً بأننا في بداية عصر جديد مثير من النجاح الوطني، هناك موجة من التغيير تجتاح البلاد، وأشعة الشمس تتدفق على العالم بأسره، ولدى أميركا فرصة لاغتنام هذه الفرصة كما لم يحدث من قبل.
ولكن يجب علينا أولاً أن نكون صادقين بشأن التحديات التي نواجهها، التي على الرغم من كثرتها، فإنها ستتلاشى بفضل هذا الزخم العظيم الذي يشهده العالم الآن في الولايات المتحدة الأميركية.
وبينما نجتمع اليوم، تواجه حكومتنا أزمة ثقة، فعلى مدى سنوات عديدة، عملت مؤسسة راديكالية فاسدة على انتزاع السُلطة والثروة من مواطنينا في حين كانت ركائز مجتمعنا مكسورة وتبدو في حالة يُرثى لها.
والآن لدينا حكومة لا تستطيع إدارة حتى أزمة بسيطة في الداخل، بينما في الوقت ذاته تتعثر في سلسلة متواصلة من الأحداث الكارثية في الخارج.
وهي تفشل في حماية مواطنينا الأميركيين الرائعين الملتزمين بالقانون، لكنها توفر الملاذ والحماية للمجرمين الخطرين، وكثير منهم جاءوا من السجون والمؤسسات العقلية، الذين دخلوا بلادنا بشكل غير قانوني من جميع أنحاء العالم.
لدينا حكومة قدمت تمويلًا غير محدود للدفاع عن حدود دول أجنبية لكنها ترفض الدفاع عن الحدود الأميركية أو، الأهم من ذلك، عن شعبها نفسه.
إن بلادنا لم تعد قادرة على تقديم الخدمات الأساسية في أوقات الطوارئ، كما رأينا مؤخراً مع سكان ولاية كارولاينا الشمالية الرائعين، الذين عوملوا بشكل سيء للغاية، والولايات الأخرى التي لا تزال تعاني من الإعصار الذي وقع منذ عدة أشهر، أو، مؤخراً، في لوس أنجلوس، حيث نشاهد الحرائق لا تزال مشتعلة بشكل مأساوي منذ أسابيع دون أي وسيلة للدفاع، إنها تلتهم المنازل والمجتمعات، حتى أنها أثرت على بعض الأفراد الأكثر ثراءً ونفوذاً في بلادنا، وبعضهم يجلس هنا الآن، لم يعد لديهم منزل، وهذا مثير للاهتمام، لكن لا يمكننا أن نسمح بحدوث هذا، فالجميع عاجزون عن فعل أي شيء حيال ذلك، وهذا سيتغير.
لدينا نظام صحي عام لا يقدم خدماته في أوقات الكوارث، ورغم ذلك فإن الأموال التي يتم إنفاقها عليه تفوق ما تنفقه أي دولة أخرى في العالم.
ولدينا نظام تعليمي يعلِّم أطفالنا أن يخجلوا من أنفسهم، وفي كثير من الحالات يكرهون بلادنا على الرغم من الحب الذي نحاول جاهدين أن نقدمه لهم، كل هذا سيتغير بدءاً من اليوم، وسيتغير بسرعة كبيرة.
انتخابي الأخير هو بمثابة تفويض لعكس هذه الخيانة الرهيبة وجميع هذه الخيانات العديدة التي حدثت، وإعادة إيمان الناس وثرواتهم وديمقراطيتهم وحريتهم، اعتباراً من هذه اللحظة، انتهى انحدار أميركا.
لن يتم حرماننا بعد الآن من حرياتنا ومصير أمتنا المجيد، وسنعيد على الفور نزاهة وكفاءة وولاء حكومة أميركا.
على مدى السنوات الثماني الماضية، تعرض لاختبارات وتحديات أكثر من أي رئيس آخر في تاريخنا الذي يمتد لـ 250 عاماً، وتعلمت الكثير على طول الطريق.
ولم تكن رحلة استعادة جمهوريتنا سهلة، هذا ما أستطيع أن أقوله لكم، لقد حاول أولئك الذين يرغبون في وقف قضيتنا انتزاع حريتي، بل وحتى حياتي.
قبل بضعة أشهر فقط، وفي حقل جميل في بنسلفانيا، اخترقت رصاصة قاتلة أذني، لكنني شعرت حينها، وأؤمن بذلك أكثر الآن، أن حياتي قد أُنقذت لسبب ما، لقد أنقذني الله لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى.
شكراً لكم، شكراً لكم
شكراً جزيلاً لكم.
لهذا السبب، سنعمل كل يوم، في إدارتنا التي تتألف من وطنيين أميركيين، على مواجهة كل أزمة بكرامة وقوة وعزيمة، وسنتحرك بحزم وسرعة لإعادة الأمل والازدهار والأمن والسلام للمواطنين من كل عرق ودين ولون وعقيدة.
وبالنسبة للمواطنين الأميركيين، فإن العشرين من يناير 2025 هو يوم تحرير، وآمل أن يتذكر الناس انتخاباتنا الرئاسية الأخيرة باعتبارها أعظم وأهم انتخابات في تاريخ بلادنا.
وكما أظهر انتصارنا، فإن الأمة بأكملها تتوحد بسرعة خلف أجندتنا مع زيادات هائلة في الدعم من جميع فئات مجتمعنا تقريباً: الشباب وكبار السن، الرجال والنساء، والأميركيين من أصول أفريقية، والأميركيين من أصول إسبانية، والأميركيين من أصول آسيوية، وسكان المناطق الحضرية والريفية والضواحي، والأهم من ذلك، أننا حققنا فوزاً قوياً في جميع الولايات السبع المتأرجحة، وفزنا بالتصويت الشعبي بفارق ملايين الأصوات.
إلى المجتمعات السوداء واللاتينية، أود أن أشكركم على هذا الحجم الهائل من الحب والثقة الذي أظهرتموه لي من خلال أصواتكم، لقد حققنا أرقاماً قياسية، ولن أنسى ذلك، لقد سمعت أصواتكم في الحملة، وأتطلع للعمل معكم في السنوات المقبلة.
اليوم هو يوم مارتن لوثر كينج، وتكريماً له سنسعى معاً لتحقيق حلمه، سنجعل حلمه حقيقة.
شكراً لكم، شكراً لكم، شكراً لكم.
لقد عادت الوحدة الوطنية الآن إلى أميركا، وارتفعت الثقة والفخر إلى عنان السماء كما لم يحدث من قبل.
وفي كل ما سنقوم به، ستستمد إدارتي إلهامها من السعي القوي نحو التميز والنجاح الدؤوب، ولن ننسى بلدنا، ولن ننسى دستورنا، ولن ننسى إلهنا، لا يمكننا أن نفعل ذلك.
اليوم سأوقع سلسلة من الأوامر التنفيذية التاريخية، وبهذه الإجراءات، سنبدأ استعادة أميركا بالكامل وإطلاق ثورة تعتمد على الفطرة السليمة، كل شيء يدور حول الفطرة السليمة.
أولًا، سأعلن حالة الطوارئ الوطنية على حدودنا الجنوبية.
وسيتم وقف جميع عمليات الدخول غير القانونية فوراً، وسنبدأ عملية إعادة الملايين والملايين من المهاجرين غير الشرعيين المجرمين إلى الأماكن التي أتوا منها، وسنعيد العمل بسياسة “البقاء في المكسيك”.
سأُنهي ممارسة القبض والإفراج عن المهاجرين. وسأرسل قوات إلى الحدود الجنوبية لصد الغزو الكارثي لبلدنا.
وبموجب الأوامر التي أوقعها اليوم، سنقوم بتصنيف أيضاً العصابات كمنظمات إرهابية أجنبية.
ومن خلال تفعيل قانون “الأعداء الأجانب” لعام 1798، سأوجه حكومتنا لاستخدام كامل القوة الهائلة لجهات إنفاذ القانون الفيدرالية والولائية من أجل القضاء على وجود جميع العصابات الأجنبية والشبكات الإجرامية التي تجلب الجرائم المدمرة إلى الأراضي الأميركية، بما في ذلك في مدننا ومناطقنا الداخلية.
وبصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإنه ليس لدي مسؤولية أعلى من الدفاع عن بلادنا ضد التهديدات والغزوات، وهذا هو بالضبط ما سأفعله، سنقوم بذلك بمستوى لم يشهده أحد من قبل.
وبعد ذلك، سأوجه جميع أعضاء حكومتي إلى حشد السلطات الواسعة المتاحة لهم للتغلب على التضخم القياسي وخفض التكاليف والأسعار بسرعة.
لقد كانت أزمة التضخم ناتجة عن الإفراط في الإنفاق وارتفاع أسعار الطاقة، ولهذا السبب سأعلن اليوم أيضاً حالة الطوارئ الوطنية في مجال الطاقة، سنواصل الحفر يا أعزائي.
ستكون أميركا دولة صناعية مرة أخرى، لدينا شيء لن تمتلكه أي دولة صناعية أخرى على الإطلاق، وهو أكبر احتياطي من النفط والغاز في أي دولة على وجه الأرض، وسنستخدمه.
وسنخفض الأسعار، ونملأ احتياطياتنا الاستراتيجية مرة أخرى إلى أقصى حد، وسنصدر الطاقة الأميركية إلى جميع أنحاء العالم.
سنصبح أمة غنية مرة أخرى، وهذا الذهب السائل تحت أقدامنا هو الذي سيساعدنا في تحقيق ذلك.
ومن خلال الإجراءات التي سأتخذها اليوم، سنُنهي الصفقة الخضراء الجديدة، وسنلغي تفويض السيارات الكهربائية، مما سينقذ صناعة السيارات لدينا، وبذلك سأحافظ على وعدي المقدس لعمال السيارات الأميركيين العظماء.
وبعبارة أخرى، سيكون بإمكانكم شراء السيارة التي تختارونها.
سنعود إلى تصنيع السيارات في أميركا بمعدل لم يكن أحد ليحلم به قبل بضع سنوات فقط، وشكراً لعمال السيارات في أمتنا على تصويتكم المُلهم بالثقة، لقد فعلنا الكثير بفضل تصويتكم.
سأبدأ على الفور في إصلاح نظامنا التجاري لحماية العمال والعائلات الأميركية، وبدلًا من فرض الضرائب على مواطنينا لإثراء بلدان أخرى، سنفرض تعريفات جمركية وضرائب على الدول الأجنبية لإثراء مواطنينا.
ولتحقيق هذه الغاية، نحن بصدد إنشاء “هيئة الإيرادات الخارجية” لتحصيل جميع التعريفات الجمركية والرسوم والإيرادات، وسيكون هناك تدفق هائل من الأموال إلى خزينتنا من مصادر خارجية.
وسيعود الحلم الأميركي قريباً وسيزدهر كما لم يحدث من قبل.
ولاستعادة الكفاءة والفعالية في حكومتنا الفيدرالية، ستُنشيء إدارتي وزارة جديدة لكفاءة الحكومة.
بعد سنوات وسنوات من الجهود الفيدرالية غير القانونية وغير الدستورية لتقييد حرية التعبير، سأوقع أمراً تنفيذياً لوقف جميع أشكال الرقابة الحكومية فوراً، وإعادة حرية التعبير إلى أميركا.
ولن يتم استخدام القوة الهائلة للدولة مرة أخرى كسلاح لاضطهاد المعارضين السياسيين، وهو أمر أعرف عنه الكثير، لن نسمح بحدوث ذلك. لن يحدث مرة أخرى.
وتحت قيادتي، سنُعيد العدالة العادلة والمتساوية والنزيهة في ظل سيادة القانون الدستوري.
وسنعيد القانون والنظام إلى مدننا.
هذا الأسبوع، سأنهي أيضاً سياسة الحكومة المتمثلة في محاولة إعادة تشكيل المجتمع من خلال العرق والجنس في كل جانب من جوانب الحياة العامة والخاصة، وسنعمل على صياغة مجتمع لا يفرق بين الأعراق ويعتمد على الجدارة.
اعتباراً من اليوم، ستكون السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة أن هناك جنسين فقط: ذكر وأنثى.
هذا الأسبوع، سأعيد تعيين كل أفراد القوات المسلحة الذين تم طردهم بشكل غير عادل من جيشنا بسبب اعتراضهم على تفويض لقاح كوفيد مع دفع كل رواتبهم السابقة بالكامل.
وسأوقع على أمر لإيقاف إخضاع محاربينا للنظريات السياسية المتطرفة والتجارب الاجتماعية أثناء أداء واجبهم، سينتهي هذا فوراً، وسيتم تحرير قواتنا المسلحة للتركيز على مهمتها الوحيدة: هزيمة أعداء أميركا.
وكما حدث في عام 2017، سنبني مرة أخرى أقوى جيش شهده العالم على الإطلاق، ولن نقيس نجاحنا من خلال المعارك التي نفوز بها فحسب، بل وأيضاً بالحروب التي ننهيها، وربما الأهم من ذلك، الحروب التي لن نشارك فيها أبداً.
إن أعظم إرث سأتركه سيكون كوني صانع سلام ومُوحداً، هذا ما أريد أن أكون عليه: صانع سلام ومُوحد.
ويسرني أن أعلن أنه اعتباراً من الأمس، قبل يوم واحد من تولي منصبي، بدأت عودة الرهائن في الشرق الأوسط إلى ديارهم وعائلاتهم.
ستستعيد أميركا مكانتها الصحيحة كأعظم وأقوى وأكثر أمة تحظى بالاحترام على وجه الأرض، الأمر الذي سيثير إعجاب ودهشة العالم بأسره.
وبعد فترة قصيرة من الآن، سنغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا، وسنعيد اسم الرئيس العظيم ويليام ماكينلي إلى جبل ماكينلي، حيث يجب أن يكون وحيث ينتمي.
الرئيس ماكينلي جعل بلادنا غنية جداً من خلال التعريفات الجمركية والموهبة، فقد كان رجل أعمال بالفطرة، وقدَّم للرئيس ثيودور روزفلت الأموال اللازمة للعديد من الأشياء العظيمة التي قام بها، بما في ذلك قناة بنما، التي تم التخلي عنها بشكل أحمق لصالح دولة بنما بعد أن أنفقت الولايات المتحدة أموالاً أكثر مما أنفقته على أي مشروع آخر، وفقدت 38 ألف روح أثناء بناء القناة.
لقد تم التعامل معنا بشكل سيء للغاية بسبب هذه الهدية الحمقاء التي ما كان ينبغي أبداً تقديمها، وتم كسر الوعد الذي قطعته بنما لنا.
لقد تم انتهاك الغرض من اتفاقنا وروح معاهدتنا بشكل كامل، ويتم فرض رسوم مرتفعة للغاية على السفن الأميركية ولا يتم التعامل معها بشكل عادل على الإطلاق، وهذا يشمل البحرية الأميركية.
وفوق كل شيء، تدير الصين قناة بنما، لكن نحن لم نسلمها للصين، لقد أعطيناها لبنما، وسنستعيدها.
وقبل كل شيء، رسالتي للأميركيين اليوم هي أن الوقت قد حان لكي نتحرك مرة أخرى بشجاعة وحيوية وقوة الحضارة الأعظم في التاريخ.
وبالتالي، بينما نحرر أمتنا، فإننا سنقودها إلى آفاق جديدة من الانتصار والنجاح، ولن نتراجع، فمعاً، سنقضي على وباء الأمراض المزمنة ونحافظ على سلامة أطفالنا وصحتهم وخلوهم من الأمراض.
وستعود الولايات المتحدة مرة أخرى إلى اعتبار نفسها أمة نامية، أمة تزيد من ثروتها، وتوسع أراضيها، وتبني مدنها، وترفع من توقعاتها، وترفع علمها إلى آفاق جديدة وجميلة.
وسنواصل السعي لتحقيق مصيرنا الواضح نحو النجوم، وذلك بإرسال رواد فضاء أميركيين لغرس العلم الأميركي على كوكب المريخ.
إن الطموح هو شريان الحياة لأي أمة عظيمة، وفي الوقت الحالي، أمتنا أكثر طموحاً من أي أمة أخرى، فلا توجد أمة مثل أمتنا.
الأميركيون مستكشفون، وبُناة، ومبتكرون، ورجال أعمال، ورواد، وروح المغامرة محفورة في قلوبنا، ويتردد نداء المغامرة العظيمة التالية من أعماق أرواحنا.
لقد نجح أسلافنا الأميركيون في تحويل مجموعة صغيرة من المستعمرات على حافة قارة شاسعة إلى جمهورية عظيمة تضم أكثر المواطنين استثنائية على وجه الأرض، لا أحد يقترب منا.
لقد قطع الأميركيون آلاف الأميال عبر أرض وعرة مليئة بالبرية الجامحة، وعبروا الصحارى، وتسلقوا الجبال، وواجهوا مخاطر لا توصف، وانتصروا وأنهوا العبودية، وأنقذوا الملايين من الطغيان، وانتشلوا المليارات من براثن الفقر، وسخَّروا الكهرباء، وقسموا الذرة، وأطلقوا البشرية إلى السماء، ووضعوا المعرفة البشرية في راحة يد الإنسان، وإذا عملنا معاً فلن يكون هناك شيء لا يمكننا القيام به، ولا حلم لا يمكننا تحقيقه.
لقد تصور العديد من الناس أنه من المستحيل بالنسبة لي أن أتمكن من القيام بمثل هذه العودة السياسية التاريخية، لكن كما ترون اليوم، ها أنا هنا، لقد تحدث الشعب الأميركي.
أنني أقف أمامكم الآن كدليل على أنه لا ينبغي لكم أبداً أن تعتقدوا أن هناك شيء ما مستحيل، ففي أميركا، المستحيل هو ما نجيده على أفضل وجه.
من نيويورك إلى لوس أنجلوس، ومن فيلادلفيا إلى فينيكس، ومن شيكاجو إلى ميامي، ومن هيوستن إلى هنا في واشنطن العاصمة، تم تشكيل وبناء بلدنا من قبل أجيال من الوطنيين الذين قدموا كل ما لديهم من أجل حقوقنا وحريتنا.
لقد كانوا مزارعين وجنوداً، ورعاة بقر وعمَّال مصانع، وعمال صلب وعمال مناجم فحم، وضباط شرطة ورواداً دفعوا للمضي قدماً، وساروا إلى الأمام، ولم يسمحوا لأي عقبة أن تهزم روحهم أو كبريائهم.
لقد عملوا معاً على وضع خطوط السكك الحديدية، وإقامة ناطحات السحاب، وبناء الطرق السريعة العظيمة، والفوز في حربين عالميتين، وهزيمة الفاشية والشيوعية، والتغلب على كل التحديات التي واجهوها.
بعد كل ما مررنا به معاً، نحن الآن نقف على أعتاب أعظم أربع سنوات في التاريخ الأميركي، وبمساعدتكم، سنُعيد وعد أميركا وسنُعيد بناء الأمة التي نحبها، نحبها كثيراً.
نحن شعب واحد، وعائلة واحدة، وأمة مجيدة واحدة تحت قيادة الله، ولذا، لكل والد يحلم بمستقبل أفضل لطفله، ولكل طفل يحلم بغدٍ أفضل، أنا معكم، وسأقاتل من أجلكم، وسأنتصر من أجلكم، سننتصر كما لم يحدث من قبل.
شكراً لكم، شكراً لكم
لقد عانت أمتنا كثيراً في السنوات الأخيرة، لكننا سنعيدها إلى سابق عهدها ونجعلها عظيمة مرة أخرى، أعظم من أي وقت مضى.
سنكون أمة لا مثيل لها، مليئة بالتعاطف والشجاعة والتميز، وستوقف قوتنا كل الحروب وتجلب روحاً جديدة من الوحدة إلى عالم كان غاضباً وعنيفاً وغير قابل للتنبؤ تماماً.
ستحظى أميركا بالاحترام والإعجاب من جديد، بما في ذلك من قبل أهل الدين والإيمان، وأصحاب النوايا الحسنة. سنزدهر، وسنكون فخورين، وسنصبح أقوياء، وسننتصر كما لم يحدث من قبل.
لن نستسلم، لن نخاف، لن ننكسر، لن نفشل، ومن هذا اليوم فصاعداً، ستصبح الولايات المتحدة الأميركية أمة حرة، وذات سيادة، ومستقلة.
سنقف بشجاعة، وسنعيش بفخر، وسنحلم بجرأة، ولن يقف أي شيء في طريقنا لأننا أميركيون، والمستقبل لنا، وعصرنا الذهبي بدأ للتو.
شكراً لكم، بارك الله في أميركا، شكراً لكم جميعاً.