قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إن الولايات المتحدة تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن خلال الأسبوعين المقبلين.
وقال بلينكن، في مؤتمر صحافي بكوريا الجنوبية، رداً على سؤال عما إذا كان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قريباً: “نريد بشدة أن نصل إلى خط النهاية خلال الأسبوعين المقبلين، الوقت المتبقي لدينا”.
وتجري حالياً جهود متجددة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه في 20 يناير.
وتوجه رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنياع، الاثنين، إلى قطر لإجراء مفاوضات بشأن الصفقة المحتملة لتبادل الأسرى والمحتجزين، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين متواجدون أيضاً في العاصمة القطرية للمشاركة في المحادثات، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين وصفهم لجولة المفاوضات القادمة بأنها “حاسمة ومصيرية”.
وقال مراسل “أكسيوس” إن مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط بريت ماكجورك توجه إلى العاصمة القطرية الدوحة، من أجل الانضمام إلى مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
رسالة من بيونج يانج
وبالتزامن مع زيارة بلينكن إلى كوريا الجنوبية، أطلقت الجارة الشمالية صاروخاً باليستياً نحو البحر قبالة ساحلها الشرقي، وسط فترة من الاضطرابات السياسية تشهدها سول.
وأكد الجيش الكوري الجنوبي عملية الإطلاق فيما قال خفر السواحل الياباني أيضاً إن مقذوفاً يُعتقد أنه صاروخ أطلقته كوريا الشمالية سقط.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، التقى بلينكن القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية تشوي سانج موك وأكد على التزام واشنطن الدفاعي “الراسخ” تجاه البلاد، وورد في بيان رسمي أنه دعا إلى التواصل الدبلوماسي والأمني الوثيق لردع الاستفزازات المحتملة من كوريا الشمالية.
وقال بلينكن فيما بعد خلال مؤتمر صحافي إلى جانب نظيره الكوري الجنوبي: “لقد بذلنا جهوداً متعددة للتفاعل مع كوريا الشمالية لكن الرد الوحيد كان المزيد من الإجراءات الاستفزازية بما في ذلك إطلاق الصواريخ”، مشيراً إلى أن بلاده “تتوقع إعادة تأكيد” الشراكة الثلاثية مع اليابان.
وأشار إلى أن روسيا التي تحظى بدعم بيونج يانج في غزوها لأوكرانيا “قدمت بالفعل معدات وتدريبات لكوريا الشمالية بما في ذلك تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية”، وذكر أن أكثر من ألف جندي كوري شمالي لقوا حتفهم أو أصيبوا في القتال الذي تخوضه روسيا ضد أوكرانيا.
كما اعتبر وزير الخارجية الأميركي أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا يجب أن تؤدي إلى “نتيجة عادلة ودائمة”، وذلك في ظل الحديث عن فتح مفاوضات مرتقبة تنوي إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إجراءها لإنهاء الحرب.
وكان الإطلاق، الذي جرى الاثنين، هو الأول الذي تنفذه بيونجيانج منذ الخامس من نوفمبر، عندما أطلقت ما لا يقل عن 7 صواريخ باليستية قصيرة المدى قبالة ساحلها الشرقي.
“مرونة ديقراطية”
ويتولى تشوي منصب الرئيس المعزول يون سوك يول الذي فاجأ البلاد بإعلانه الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر، مما أدى إلى منعه من أداء مهام عمله في الرابع عشر من ديسمبر.
ونقلت وزارة المالية في كوريا الجنوبية عن بلينكن قوله إن الولايات المتحدة “تثق تماماً في قيادة الرئيس المؤقت” وفي “قوة الديمقراطية” في كوريا الجنوبية ومؤسساتها، معتبراً أن رد سول على “التحديات السياسية كان متوافقاً مع الدستور وسيادة القانون وسلمياً”.
وأكد بلينكن أن مثل هذه الاستجابة “تعزز قوة الديمقراطية”، وكشف أن الولايات المتحدة كانت لديها “مخاوف جدية بشأن بعض الإجراءات التي اتخذها يون”.
ومع قرب انقضاء المهلة المحددة لمذكرة اعتقال صادرة بحق يون بتهمة العصيان، عند منتصف ليل الاثنين بالتوقيت المحلي (15:00 بتوقيت جرينتش)، برر قائد الحرس الرئاسي بارك تشونج-جون عدم تعاونه بأنه يرجع للجدل القانوني الدائر حالياً حول قانونية مذكرة الاعتقال.
وجاءت التعليقات بعد أن ذكرت وكالة “يونهاب” للأنباء أن محكمة جزئية في غرب سول رفضت، الأحد، شكوى قدمها محامون يمثلون يون مفادها أن مذكرة الاعتقال غير قانونية وباطلة. ولم ترد المحكمة على اتصالات للحصول على تعليق.
وأصبح يون أول رئيس في السلطة يواجه الاعتقال بسبب محاولة لإعلان الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر لم تدم طويلاً، وأثارت فوضى سياسية اجتاحت رابع أكبر اقتصاد في آسيا وأحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة.