يعقد الكونجرس الأميركي جلسة مشتركة للمصادقة على نتائج انتخابات 2024، الاثنين، وهي الخطوة الأخيرة قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب في 20 يناير الجاري.
وتأتي هذه الخطوة بعد إجراء تغييرات كبيرة في إجراءات تأمين حفل التنصيب والقوانين المتبعة في تنظيمه.
وكانت المهام الدستورية الموكلة للكونجرس لفرز الأصوات الانتخابية في الولايات والتصديق على النتائج في 6 يناير تُستكمل غالباً خلال أقل من ساعة “دون أن تحظى باهتمام شعبي يُذكر” قبل عام 2021. لكن الأحداث التي وقعت قبل أربع سنوات جعلت هذه المناسبة محط أنظار الجميع.
وتشهد العاصمة واشنطن إجراءات أمنية مشددة، لا تقتصر على التصديق على النتائج الانتخابية، بل تمتد إلى مراسم الجنازة الرسمية للرئيس الأسبق جيمي كارتر المقررة نهاية الأسبوع الحالي، وتنصيب ترمب بعد أسبوعين، حسبما ذكرت شبكة ABC News.
ورغم تأكيد السلطات على عدم وجود تهديدات معروفة لعملية التصديق على أصوات المجمع الانتخابي، تتأهب الشرطة لأي احتمال.
وتشهد واشنطن أيضاً تساقطاً للثلوج هو الأشد منذ سنوات، مما تسبب في إغلاق العديد من الطرق والمدارس، وأثر على سير العمليات الحكومية، لكن من غير المتوقع أن يعوق المصادقة.
وحثّ قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأعضاء على البقاء في واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما يمضي رئيس المجلس، مايك جونسون، قدماً في عملية التصديق.
وخلال ظهوره على قناة “فوكس نيوز”، الأحد، أعرب جونسون عن أمله في حضور جميع الأعضاء، قائلاً: “سواء كنا في عاصفة ثلجية أو لا، سنكون داخل القاعة لضمان إنجاز هذا الأمر”.
وطلبت عمدة واشنطن مورييل باوزر، فرض البروتوكولات المُحددة للفعاليات الوطنية التي تتطلب إجراءات أمنية خاصة، بمناسبة فرز الأصوات الانتخابية والتصديق عليها. وتمت الموافقة على هذا الطلب في سبتمبر الماضي.
وتسمح هذه البروتوكولات باستخدام موارد كبيرة من الحكومة الفيدرالية، بالإضافة إلى شركاء من الولايات والجهات المحلية، لتنفيذ خطة أمنية شاملة يتولى قيادتها جهاز الخدمة السرية، والذي بدوره ينشر عملاء ومتخصصين من مكاتبه في جميع أنحاء البلاد.
واستعانت الشرطة بنحو 4 آلاف ضابط إضافي من مختلف أنحاء البلاد، للمساعدة في تأمين الفعاليات الخاصة.
وقال رئيس شرطة الكابيتول، توم مانجر، للصحافيين: “شرطة الكابيتول الأميركية أصبحت أفضل تجهيزاً، وتدريباً، وتأهيلاً من أي وقت مضى لحماية مبنى الكابيتول وحماية الكونجرس”.
وأضاف: “العملية التشريعية ستمضي دون انقطاع، وستشهد حكومتنا انتقالاً سلمياً للسلطة”.
هاريس تصادق على خسارتها
وستتولى نائبة الرئيس، كامالا هاريس، رئاسة جلسة التصديق على نتائج الانتخابات، مما يضعها في موقف “لا تُحسد عليه” يتمثل في التصديق على فوز منافسها في انتخابات 2024. وكان الكونجرس قد أقرّ قانوناً في عام 2022 يحدد دور نائب الرئيس بوصفه “شرفياً” فقط.
وعدل قانون إصلاح فرز الأصوات الانتخابية بعض البنود التي حاول ترمب استغلالها للطعن في نتائج الانتخابات في 6 يناير 2021. ويشدد القانون أيضاً القيود على اعتراض الكونجرس على أصوات الولايات الانتخابية، إذ رفع العتبة المطلوبة للاعتراض من عضو في مجلس الشيوخ وعضو في مجلس النواب إلى خُمس أعضاء كل مجلس. كما يتطلب القانون أصوات نصف الأعضاء في كل مجلس لدعم الاعتراضات.
ورغم تقديم اعتراضات على أصوات بعض الولايات في 2021 أدت إلى تعليق الجلسة المشتركة، لم يحظ أي من هذه الاعتراضات بتأييد نصف أعضاء أي من المجلسين.
كما أزال القانون الغموض بشأن الصياغة المتعلقة بالموعد الذي يتعين على الولايات اختيار ناخبيها فيه، ووضع إجراءات معجلة للمحاكم الفيدرالية، أو للمحكمة العليا عند الضرورة، للنظر في القضايا المتعلقة بواجب المسؤولين التنفيذيين في الولايات في إصدار شهادات الناخبين المعينين وإرسالها إلى الكونجرس.
مراحل التصديق على النتائج
نقل صناديق الاقتراع: تصل الأصوات إلى مبنى الكابيتول موجهة إلى نائبة الرئيس بصفتها رئيسة مجلس الشيوخ. وتُوضع هذه الأصوات في صناديق احتفالية مغلفة بالجلد، ويتم نقلها من مجلس الشيوخ إلى مجلس النواب بواسطة مجموعة من المساعدين الشباب في مجلس الشيوخ.
انتقال أعضاء مجلس الشيوخ إلى مجلس النواب: بعد نقل صناديق الاقتراع، يتوجه أعضاء مجلس الشيوخ إلى مجلس النواب لعقد الجلسة المشتركة المخصصة لإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.
انعقاد الجلسة المشتركة: ينص القانون الفيدرالي على أن يجتمع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في جلسة مشتركة عند الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، لفتح نتائج الانتخابات الرئاسية. وكما هو الحال في خطاب “حالة الاتحاد”، يُعلن رئيس شرطة مجلس النواب عن وصول رئيسة مجلس الشيوخ (هاريس) وأعضائه. وعندها تتقدم رئيسة مجلس الشيوخ إلى المنصة لتترأس المراسم، بينما يجلس رئيس مجلس النواب خلفها على المنصة.
صعود القراء إلى المنصة: يساعد أربعة أعضاء، اثنان من مجلس النواب واثنان من مجلس الشيوخ تم اختيارهم من قبل رئيسة مجلس النواب وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، في إدارة المراسم عبر قراءة الأصوات بترتيب أبجدي وفقاً للولايات. وعادة ما يكون هؤلاء الأعضاء من الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي، ويمثلون لجان القواعد في مجلس الشيوخ وإدارة مجلس النواب.
قراءة هاريس للأصوات حسب ترتيب الولايات: تبدأ هاريس بولاية ألاباما، حيث تفتح الشهادات وتسلمها إلى أحد القراء. وبعد أن يعلن القارئ النتيجة، تسأل هاريس ما إذا كانت هناك أي اعتراضات. وإذا ظهرت اعتراضات، كما حدث في عام 2021، يتم الاستماع إليها في هذا التوقيت.
وفي حال تحقيق النصاب اللازم للاعتراض، تعلن هاريس أن المجلسين سيبحثان الاعتراض بشكل منفصل، ويعودان بقرارهم إلى الجلسة المشتركة. وبعد ذلك، يغادر مجلس الشيوخ الجلسة المشتركة ليعود إلى قاعته، ويُمنح كل من المجلسين مدة تصل إلى ساعتين لمناقشة الاعتراض وما إذا كان سيتم دعمه أم لا. ويتطلب دعم الاعتراض تصويت نصف أعضاء كل من المجلسين.
ولم يحدث قط في تاريخ الولايات المتحدة أن دعم أي من المجلسين اعتراضاً، بحسب ABC News.
استكمال العملية: تعلن نائبة الرئيس عن العدد الإجمالي لأصوات المجمع الانتخابي (538)، وتحدد ما يشكل الأغلبية البسيطة (217 صوتاً)، ثم تعلن عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح، وتكرر الأمر بالنسبة لمنصب نائب الرئيس. وتختتم نائبة الرئيس الجلسة المشتركة بالإعلان عن انتهائها. وعادة ما يتبع ذلك تصفيق، ويُعتبر التصديق مكتملاً.
وكانت هناك حالات استغرقت فيها عملية التصديق أقل من نصف ساعة. ففي عام 2017، استغرقت عملية التصديق على ولاية الرئيس ترمب الأولى، والتي ترأسها نائب الرئيس آنذاك جو بايدن، 41 دقيقة.
أما في عام 2021، اجتمع الكونجرس في جلسة مشتركة عند الساعة 01:00 ظهراً، ولكن بسبب الاستراحة الطويلة نتيجة اقتحام مبنى الكابيتول والاعتراضات المتعددة على الولايات، لم يكتمل التصديق على الانتخابات حتى الساعة 03:39 فجراً يوم 7 يناير.